تجليات النسق الاجتماعي في المجموعة القصصية “هذيان” للقاص مصطفى لطيف عارف
الناقد المغربي/ عبد المجيد بَطالي
تقديم:
بديهي أن لكل فضاء كيفما كان نوعه أو شكله، تميزه بمدخل أو عتبة للولوج إلى تفاصيله الصغيرة؛ ومتاهاته المتداخلة؛ ومن ثم التعرف على محتوياته؛ ومكنوناته من أشياء. والنصوص القصصية القصيرة التي بين أيدينا، فضاء لغوي تركيبي لمجموعة بنيوية من الأنساق الدالة فكريا، وثقافيا واجتماعيا وسياسيا.
لا ريب أن النص الأدبي عموما ومنه “القصة القصيرة”، هو ذلك البناء اللغوي المتراص، وهو الهيكل اللفظي المتماسك؛ الذي يملك الأسرار، ويمتلك مفاتيح الخبايا، وهو الشاهد الغائب؛ الماثل بين يدي أكثر من ناقد ومحلل وقارئ يستنطقه، فيستخرج ما فيه من كنوز ولآلئ ودلالات. وهو القادر على إثبات هويته، وجدارته بين صنوف ما تعج به الساحة الأدبية من كتابات شتى، منها ما هو شاهد على إبداعيته الأدبية ورسالته الفكرية؛ ومنها ما هو غث لا يحمل أفكارا ولا يرقى لغة ولا أدبية.
والقصة القصيرة، سرد أدبي تألق كثيرا في السنوات الأخيرة حتى أصبح يزاحم أنواع السرود الأخرى، بل ويضاهيها على مستوى الإنتاج الأدبي؛ وتعاطي الكتّاب مع هذا الجنس الأدبي بات يفرض ذاته بشكل قوي، لما يتمتع به من مرونة في احتوائه للمضامين المعبرة عن حاجيات الإنسان الضرورية، وما تستلزمه مستجدات العصر وتغيراته الاقتصادية والمجتمعية الحداثية، وكذا تقلبات الأحوال السياسية.. بغية تقديم الحلول والبدائل لبناء واقع أكثر جمالية وإنسانية من خلال ما تحمله من انتقادات بنّاءة ورسائل تواصل واعية بذاتها وبمن حولها.
في سيمياء العتبة
قبل الدخول في محاورة نقدية تأويلية مع متون المجموعة القصصية (هذيان)، لا بد من التوقف عند أول علامة سيميائية وسم بها القاص الدكتور (مصطفى عارف) مجموعته هذه، وهي العتبة أو العنوان الذي اختاره اسما دالا على ما يتوخى التواصل به مع مخاطبيه من المتلقين.
آثر القاص أن يكون عنوان مجموعته القصصية هو: (هذيان)، مصدرا من الفعل (هذى)، والذي أكسب العتبة تأويلا “بوليسيميا” لاشتراك مصدر لفظ (هذيان) في التعدد الدلالي (Polysemy) (1) أو ما يمكن تسميته (بالتدّال)، وهو ما يتضح من خلال الاتساع في حمولة المعاني المعجمية لمفردة (هذيان)، والتي تربطها علاقة دلالية بالسياق العام للمجموعة ويتبدّى ذلك من خلال:
البنية الدلالية الأولى: حيث يراد بلفظة (هذيان) اضطرابٌ عقليٌّ مرضي مؤقَّتٌ، يتميز باختلاط أَحوال الوعي.
البنية الدلالية الثانية: ويقصد بكلمة (هذيان) التكلم بغير تفكير أو إعمال للعقل.
البنية الدلالية الثالثة: الشعور بالتعاظم والمبالغة فيه إلى أن يتولّد عنه نوع من الغطرسة، والاعتقاد المبني على الوساوس والأخطاء.
ضمت المجموعة القصصية (هذيان) بين طياتها أكثر من خمسين نصا، تتفاوت متونها من حيث الطول والقصر وقد تنوعت أساليبها بين التقرير السردي، الذي يعتمد على “وصف الراوي لكلام الشخصية أو أفكارها بألفاظه الخاصة” (2) كما ذهب إلى ذلك (تشاتمان) وبين السرد الحواري، كما في نص: “الفقيدة” و”رؤيا” و”غبار الرفوف” و”لعوب” وغيرها، إذ يتميز هذا النوع من السرد بــ “تفاعل عدّة أصوات، وعدة أشكال، أو وجهات النظر حول العالم.” (3)
النسق الاجتماعي وبناء الشخصيات:
يعتبر بناء الشخصيات في القصة القصيرة من أهم الأعمدة التي يقام عليها البناء السردي والفني والجمالي، فلا وجود لحركية الأحداث؛ ولا لإدارة الحوار إلا بوجد الشخصيات، بل تعتبر المحرك الفعال في تلوين السرد وتنويعه؛ وتناغم نسيجه الحكائي، فهي بذلك تعد رافعة أساسية في تبليغ رسالة الأنساق السردية المتعددة، التي هي بمثابة مدار الأفعال الإنسانية وبؤرة اهتمامه بالقضايا الاجتماعية؛ والتوجهات الفكرية والإشكالات الثقافية. ومما يجعل نصوص القاص مصطفى عارف أكثر تميزا هو محتواها العميق الذي صرف فيه القاص اهتمامه البالغ إلى تناول قضايا المجتمع وظواهره الاجتماعية المتباينة، والحَفْرِ في بنياته السوسيولوجية والثقافية المتشابكة، واستقطاع صوره الفكرية المتضاربة. وهذا يعد من باب اكتراث القاص بمحيطه المجتمعي العام، واعتباره من الأولويات، واعتنائه بتفاصيل الحياة الإنسانية؛ ومواكبة تغيراتها عبر خطيْها التزامني والتعاقبي؛ بين ماض قريب وحاضر معيش؛ واستشراف آفاق التأثيرات المستجدة التي يطرحها العامل الزمني المستقبلي المتطلع للحركية الثقافية والفكرية؛ التوّاق لرؤيا خلاقة تعتني بالسيرورة الاجتماعية والحياتية للنوع البشري في علاقاته المختلفة المتباينة والمتشاكلة بأطياف المجتمع ومهنه وانشغالاته وإكراهاته وضغوطاته اليومية.
يتمظهر النسق الاجتماعي في نصوص المجموعة القصصية (هذيان)؛ في انتظام سلك من القيم؛ سواء الثقافية منها أو الفكرية أو السياسية أو الاقتصادية التي ترسَّخت خلال مسارات تعاقبتها أجيال إثْرَ أجيال.
في أول نص من المجموعة (هذيان) تصادفنا قصة بعنوان “بائع السجائر” من القصص المؤثرة جدا؛ التقطت فيها كاميرا القاص صورا لواقع مأساوي معيش لدى فئة معينة من المجتمع. فبائع السجائر ما هو إلا فرد؛ أنموذج المثقف الذي كان يعمل مدرسا؛ والذي لم يتوقف عن الكتابة والقراءة، غير أنه يعيش تمزّقا نفسيا واجتماعيا؛ حيث لا يكفيه راتب التقاعد في مصارف العيش؛ مما يضطره إلى بيع السجائر لترقيع غطاء الحياة اليومي من أجل الاستمرارية وإثبات الذات.
وينسج القاص مقدمة مشوقة لقصة: (بائع السجائر)؛ واصفا للمتلقي الفضاء العام لمجريات الأحداث، وبعض التفاصيل المؤثثة لهذا الفضاء؛ بغض النظر عن عتبة النص التي أسفرت في كلمتين متضايفتين عن شخصية البطل؛ بؤرة الحكاية، يقول: “لفت نظري رجل كبير السن، تجاوز السبعين عاما في بداية سوق شعبية على جانب الرصيف، وأمامه منضدة خشبية قديمة تتمايل مع كل هبة ريح… وضع أنواعا كثيرة من السجائر، وولاعات ملونة؛ وبعض أقلام الجاف عليها…” ص9. والمتلقي لهذه الجمل يدرك مبدئيا براعة القاص في التمكن من تدبير بناء نصه السردي؛ وكيف حمّله برمزية تحيل إلى مأساوية الوضع الاجتماعي لشخصية القصة، (بائع السجائر/ كبير السن/ سوق شعبية/ جانب الرصيف/ منضدة خشبية قديمة/ تتمايل مع كل هبة ريح…) كلها جمل مكثفة ومضغوطة؛ تصور مشهدا مؤلما لبطل يقاوم بكل شكيمة أمواج واقع مضطرب، كتلك الخشبة المهترئة التي لا تستقر على حال بفعل هبوب الريح؛ إنها تعابير تخييلية؛ تُصوّرُ بكل إبداع جمالية المشهد؛ رغم ما يبدو عليه من آلام ومعاناة لرجل سبعيني متقاعد، لكنه في ذات الآن إنسان مهتم بالقراءة والكتابة؛ شغوف بمطالعة الصحف اليومية. “يجلس على كرسي حديدي متآكل، مرتديا قبعة لاتقاء حرارة الشمس اللاهبة… في عالمه الغريب والمحلق في الكون، يبدأ الجلوس بقراءة الصحف اليومية، ركنت سيارتي على الجانب الأيمن من الشارع الفرعي.. واقتربت منه، لم يحس بوجودي على الإطلاق..” ص9. مفارقات اجتماعية وثقافية جمّة تكاد تشرئب أعناقها بادية للعيان من خلال آلة تصوير سردي وبلاغي ماتع، راهن الكاتب مصطفى عارف بكل مهارة على تقريبها للمتلقين في طبق إبداعي مختلف؛ يسعى إلى بث رسالة إنسانية تطمح إلى نخل البنى الاجتماعية من الشوائب؛ وإعادة بنائها بناء متناغما ينسجم مع البنى الثقافية والفكرية للمجتمع كل ذلك بأسلوب أدبي شائق؛ يطفح جمالا، ويرقى بلاغة؛ ويفيض بيانا وسحرا.
الحوار آلية للكشف عن المسكوت:
ويتدفق الحوار في المجموعة القصصية “هذيان” شلالا منسابا، يترجم نفسيات وأحاسيس الشخصيات ويجلِّي ما ينكتم من تأوّه ومعاناة على مختلف الأصعدة، والحوار من التقانات الأساسية التي تُشيّد عليها عملية السرد، وقد اعتمدها القاص في بناء مشاهده السردية.
“- سلمت عليه: أسعد الله صباحكم أستاذ.
– أجابني ببطء: أهلا وسهلا من وراء نظارته الصغيرة الحجم، وهو يركز في عينيي.
– سألني: هل تريد نوعا من السجائر المعروضة؟
– كلا استغرب من الموقف. – إذن ماذا تريد؟
– أريد التعرف عليك والاستفادة منك، ابتسم حتى بانت فتحة صغيرة بين أسنانه أعطته جمالا في الضحك. – قال لي تفضل اجلس، ما سمك، وما مهنتك؟
– اسمي حيدر محرر صحيفة العالم، ممكن أتعرف عليك أستاذ؟” ص9، 10.
الحوار تنفيس عن الهموم؛ وتلطيف لتراكمات الحياة المتلظية بفعل العوز والحاجة ومشكلات اليومي، وما إلى ذلك من ضغوط، كما صوره السارد هنا وهو يروي لنا ما دار بينه وبين شخص من أفراد المجتمع، يعكس من خلاله تداخل النسق الاجتماعي بالثقافي والإنساني والسلوكي، ويظهر ذلك جليا في النص المفعم الناطق بلسان البطل، “بالطبع اسمي أحمد، كنت أعمل مدرسا للغة الإنجليزية، حتى إحالتي على التقاعد، قدمت خدمات جليلة لأبناء مدينتي، سألته لماذا تطالع الصحف، هل أنت مثقف؟ ضحك بصوت عال، ثم قال: كلا، أطلع على الصحف لأنها تنشر مقالاتي، ودراساتي النقدية، وترجماتي، وقصائدي، قلت له كل هذا النتاج الأدبي لك، وتقول لست مثقفا؟” ص10.
يراهن هذا النص على مجموعة من العلامات والسمات الدلالية التي تحيل على وضع شخصية البطل أحمد بتناقضاتها الصارخة (عمل مدرسا/ الإحالة على التقاعد/ مطالعة الصحف/ بيعه للسجائر/ وضعه الاجتماعي المؤسف)، (فهمه المختلف لكلمة مثقف، تعني موقفه من المثقف في ذات الآن) (رغم مكانته ونتاجاته الأدبية في الساحة، إلا أنه لا يعد نفسه مثقفا.) كل هذه الاختلالات في ميزان الحياة للنوع البشري تدل على صيرورة تنقل البطل عبر مراحل حياتية ترسم خطا تنازليا للتدني المعيشي الذي طال فئات من المجتمع.. فمن: (مدرّس => إلى متقاعد => إلى بائع سجائر =>…)
تتوزع نصوص المجموعة هذيان حسب عتباتها الداخلية إلى موضوعات متفرقة لها علاقة ترابطية ودلالية متعالقة تتصل بمعاني وأبعاد تيمة “هذيان” حيث تؤشر نهايتها الصادمة على مأساوية واقع مأزوم، كما في (بائع السجائر) و(قاتل مجهول).. وغيرها، إذ يبرز القاص من خلال النص (رؤيا) مجموعة من الأحاسيس والمشاعر التي كان بطل القصة (الدكتور مراد) يطمرها في أرشيف الذكريات التي ستقلب البطلة (آلاء) مواجعها عليه، نقتطف منها ما يلي: “تكلمت عيوننا، وتذكرت الأيام السعيدة التي قضيناها معا… طال نظري إليها، بانت لي شامة على نهاية رقبتها قريبة من صدرها تشع جمالا وأناقة… بعد لحظات طبعت قبلة على خدي الأيسر، فتحول وجهي إلى ألوان انتابني الخجل والحرج، رفعت رأسي وجدت الجميع مبتسما وسعيدا، وكانوا يعلمون بحبي لها، حولت طرفي إلى النساء وجدتهن مبتسمات لما حدث..” ص25، 26. لكن هذه المشاعر الجميلة التي كان البطل يسبح فيها بخياله، ويعرج في سمائها بوجدانه، سرعان ما تتحول في نهاية الحكاية إلى كابوس صادم لكنه جميل!، معلنا عن قفلة قصصية غير متوقعة. هذا النص الذي زاوج فيه القاص بين بنيتين مختلفتين، (بنية الثقافي وبنية الاجتماعي)، بنية المركز الثقافي الذي يحظى به البطل (مراد)؛ باعتباره دكتور محاضر في (الفن والجمال في النقد الحديث)، وقد كان رومانسيا يحب الاستدلال بأشعار نزار قباني.. “ومن ثم تحدثت عن جمال المرأة والطبيعة والكون والأدب والنقد” ص23. مما فتح عليه وابلا من الأسئلة المباغتة في موضوع الحب من الطلبة والطالبات.. وبنية الموقف الاجتماعي المتمثل في حضور البطل (مراد) حفلة (آلاء) بمناسبة حصولها على الدكتوراه. والتي سيتذكر خلالها حبه القديم لها فتفضحه أحاسيسه وحركاته المنفلتة من عقالها، “أحسست بخفقان قلبي كأنه يريد أن يطير من مكانه، ويحتضنها، انتبه الجميع، توقفت الموسيقى…” هناك أيضا مجموعة من النصوص التي عالجت قضايا التعليم الجامعي وهموم الثقافة والمطالعة في المكتبات وما يعانيه البحث العلمي من تقهقر في الآونة الأخيرة؛ ويعتبر عنوان القصة (غبار الرفوف) ناراً على علم؛ يحيل على إهمال القراءة؛ وخاصة الكتب الورقية التي أصبحت كالمومياء المحنطة على رفوف المكتبات؛ لا من يسأل عنها؛ ولا من يمد لها يدا ينتشلها من بئر الغفلة وحُفَرِ الإهمال. فالبطل (ثائر) شخصية مختلفة تماما؛ وهو طالب دراسات عليا يهيئ رسالة الماجستير؛ لذلك فهو مضطر للبحث في المكتبات وخاصة المكتبة المركزية، وهنا وصف القاص بلغة بليغة، الفضاء العام لمجريات أحداث القصة، التي ستدور وقائعها داخل “بناية قديمة مهملة منذ سنوات طويلة”ص32. إنها المكتبة المركزية.
بعض القصص تشم فيها رائحة السارد بقناع البطل المتعدد، وغالبا ما يحكي مع أشخاص متعددين من فئات مجتمعية مختلفة، صادفها أو يصادفها في حياته العامة أو في حياته الخاصة مع طلبته وفي الجامعة “انتهت جولتي في المكتبة وشكرت الست حوراء، والأستاذ رشيد، والدكتورة هناء، وبقية الموظفين؛ والعمال على تعاونهم…” ص38 ينهي القاص (مصطفى عارف) نصه بنهاية مباغتة ومؤلمة لكنها عميقة في ذات الآن على مستوى القيم ومعالجة قضايا مطروحة بقوة على الحياة الثقافية والمجتمعية. “عدت إلى جامعتي وأكملت كتابة رسالة الماجستير التي طبعت كتابا فيما بعد، أهديت نسخة منه إلى المكتبة المركزية، فوجئت بأنها تحولت إلى دائرة حكومية أخرى، وانطمست آثار المكتبة، والكتب والثقافة”ص38. نهاية مفاجئة وصادمة فيها وخز للضمير الإنساني المسؤول، لكنها تحمل رسالة تحفز على التصالح مع الذات ومع الكتاب والقراءة.
خاتمة:
المجموعة القصصية “هذيان” من أروع القصص التي اشتغلت بالحفر في ثلاثية النسق الاجتماعي والثقافي خصوصا، والإنساني عموما؛ من خلال التداخل العلائقي لهذه المَجالات بغية استنطاق المسكوت عنه وتقاسمه مع المتلقي من خلال بوابات النص السردي؛ بأسلوب رائق وتعبير أنيق؛ وظف فيه تحريك الشخصيات في الزمان والمكان المناسبين؛ وروعة إدارة الحوار بينها بشكل سلس؛ يبني العلاقات الإنسانية تارة؛ ويسدد الانفلاتات الذاتية ويصححها تارة أخرى؛ وذلك لأن القاص يمتهن التربية والتعليم؛ فجاء السارد ومن خلاله القاص بمواصفات الموجه التربوي في مواقف أحيانا، وبمواصفات الباحث الاجتماعي المتخصص في قضايا ومشكلات المجتمع أحيانا أخرى.
هوامش الدراسة:
1- الدكتور روحي البعلبكي، “المورد” قاموس عربي – إنكليزي، دار العلم للملايين، بيروت – لبنان، ط 7. يناير 1995.
2- جيرالد برنس، ترجمة السيد إمام، “قاموس السرديات” ميريت للنشر والمعلومات، القاهرة ط 1، 2003.
3- الدكتور مصطفى العارف، “هذيان”، منشورات دار أمارجي – بغداد، الطبعة الأولى، السنة