من الأدب الروسي للأطفال السعداء الثلاثة
قصة مترجمة ترجمة د. سامية توفيق

السعداء الثلاثة ترجمة د. سامية توفيق
كان لدى أحد الفلاحين ثلاثة من الأبناء. وذات يوم جمع أبناءه الثلاثة وقال لهم:- ها أنا قد كبرت وقررت، وأناعلى قيد الحياة أن أقسم الميراث بينكم. ليس لدي مال، سأترك لأحدكم – ديكًا، وللآخر- منجلًا، والثالث – قطًا. ليسوا بالشيء الثمين، لكن إذا ما أحسنتم إستخدامهم بحكمة، فيمكن أن يكونوا ذات فائدة كبيرة. حاولوا أن تبحثوا عن بلد لم يشاهد فيه الناس مثل هذه الأشياء، وسوف تكونوا من السعداء.
وهكذا، بعد وفاة الأب ذهب الابن الأكبر ومعه الديك للبحث عن السعادة. لكن في أي مكان يطأه يجد الديك. وفي المدن رأى عن بعد ما يشبه الديوك على قمم الأبراج. وهى دوارت، تلف حسب توجه الرياح. وفي القرى الديوك تصيح في جميع الأنحاء. لم يكن هذا الطائر جديدًا على أحد، ولم يرغب أحد حتى في النظرإليه.
في نهاية الأمر حظيى الأخ الأكبر في الوقوع في جزيرة، سكانها لم تشاهد الديك مطلقًا في حياتها. قال لهم الأخ الأكبر:- أنظروا، يا له من طائر رائع – على رأسه تاج جميل من الجلد الأحمر وريش مختلف الألوان. يصيح في اليوم ثلاث مرات بإنتظام. في الساعة الثانية، والرابعة، والسادسة صباحًا. وإذا صاح وقت الظهيرة، فهذا يعني أن الطقس سرعان ما سيتغير.
أعجب سكان الجزيرة بالديك. لم يناموا الليل بأكمله وهم يسمعون صياحه في الساعة الثانية والرابعة والسادسة. وفي الصباح سألوه هل يمكن بيع هذا الطائر، وكم يساوي. أجاب الأخ الأكبر:- أعطوني فيه من الذهب ما يستطيع الحمارأن يحمله. هتف جميع سكان الجزيرة بصوت واحد:- حسنًا، سيبع لنا هذا الطائر الثمين مقابل القليل. وإشتروه.
عندما رجع الأخ الأكبرإلى المنزل، تعجب أخويه من حصوله على الكثير من المال مقابل هذا الديك. قال الأخ الأوسط:- فالأذهب أنا الآخر محاولًا البحث عن السعادة. ربما سأتمكن أنا أيضًا من بيع مِنجلي بشكل مربح… وتوجه في الطريق. لكن كل مكان يسير فيه يرى مع الفلاحين مثل هذا المِنجل.
وفي نهاية الأمرحظى بالوقوع في جزيرة لم يشاهد فيها الناس المِنجل بعد. وهم عندما يرغبون في حصاد الحبوب الناضجة، فإنهم يوجهون المدافع نحو الحقل، ويطلقون النار، تكسر قذائف المدفعة سيقان السنابل. وهذا غير مريح للغاية، لأن النواة تتطاير بالقرب، أو تسقط مع نفس السنبليات وتفسد الكثير من الحبوب.
إقترب الأخ الأوسط من هؤلاء الناس في الحقل وبسرعة ودون ضوضاء بدأ في الحصاد بالمِنجل، لدرجة أنهم كتموا أنفاسهم من الدهشة. ظل أهل الجزيرة يطلبون يبيعه لهم. قال:- أعطوني من الذهب ما يستطيع الحصان حمله. أخذ المال ورجع منزله راضيًا.
وفي نهاية الأمر خرج الأخ الثالث مع قِطه للبحث عن السعادة. في البداية سارت الأمور بنفس الطريقة وكما حدث مع الأخوين الأولين. أي مكان يطأه، يجد القطط حوله. لكن هو أيضًا ساعده الحظ في الوقوع في تلك الجزيرة، التي لا يوجد بها ولا قط، لكن بها الكثير من الفئران. يركضون على الطاولات والمقاعد ولا يخافون الناس.
عاني جميع سكان الجزيرة الكثير منهم. وحتى الملك نفسه لم يستطع النوم في قصره من الفئران. تُحدث صريرًا في كل الأرجاء، وتقضم كل ما تصادفه.
هنا ترك الأخ الأصغرقطه، وعلى الفورتأهب للصيد. وبسرعة إحترافية قضى على جميع الفئران في صالتين كبيرتين من القصر.
أراد الملك شراء هذا القِط وأعطاه من الذهب ما يستطيع الجمل حمله.
وهكذا رجع الأخ الثالث إلى المنزل بمزيد من المال عن الآخرين.
أما القط في قصر الملك فقد إصطاد كم هائل من الفئران، شعر بالتعب الشديد وجف حلقه. أراد أن يشرب، رفع رأسه وبدأ في المواء. “مواء، مواء”.
سمع الملك وبلاطه هذا الصوت البشع، فزعوا وفروا هاربين من القصر. جمع الملك مستشاريه وفكروا كيف يمكن التخلص من القط. في نهاية الأمر قرروا:- الأفضل لنا أن نعاني من الفئران، ولا العيش مع هذا الوحش ونخاطر بحياتنا. وها نحن قد تعودنا على الفئران.
أرسل الملك خادمًا إلى القِط يأمره بمغادرة القصر. وعندما سأله الخادم، هل توافق على مغادرة القصر بالحسنى، أجاب بالمواء: “مواء، مواء”. بدى للخادم أنه يقول: “لا، لا”. ونقل هذا إلى الملك. فقال:- ما هذا، لا يريد المغادرة بالحُسنى، علينا طرده بالقوة.
أمر الملك بإخراج المدافع إلى الفناء وإطلاق النارعلى القصر. حُرِق القصر.
وعندما وصلت النار إلى الحجرة، التي فيها القط، قفز بكل هدوء من النافذة وهرب.
أطلق الجميع النار على القصر من المدافع – حتى لم يبق منه سوى كومة من الأنقاض.
……….