المهندس التونسي أبو بكر المحواشي في حواره لأوبرا مصر
– نحن أقرب إلى الأدب الفرنسي، هذا صحيح، لكن من منا ينكر تأثير الأدب الروسي وثقله.
– زرت دول القارات الخمس؛ لكوني من أعضاء الفريق القومي لرياضة الرجبي.
– كثرة أسفاري جعلتني على دراية بالعقل الأمريكي والأوروبي الغربي وأعلم كيف ينظرون إلينا
حاورته: منال رضوان
على هامش فعاليات المنتدى التقينا بالمهندس التونسي أبو بكر المحواشي وهو أخد خريجي الجامعات الروسية..
بداية نرحب بحضرتك، وشكرًا جزيلًا على إتاحة الفرصة لهذا اللقاء.
– شكرًا شكرًا ونحن سعداء بهذه الأجواء وبوجودنا بمصر ضمن فعاليات هذا الملتقى المهم جدا.
دول المغرب العربي دول ذات ثقافة خاصة مميزة لها وهي دول منفتحة على ثقافات أخرى وخاصة الفرنسية، ولكن هل وجدت بعض الخلافات عما اعتدته في وطنك وبعض العادات والتقاليد عندما ذهبت إلى روسيا وأنت في سن مبكرة نسبيا؟
– لا.. إطلاقا، فملاحظتي تلخصت في الانبهار بكل شيء والقبول الحسن الذي تمت مقابلتنا به وكنا نشعر بمودة كبيرة، ربما كان ما يؤرقنا في بداية ذهابنا إلى روسيا، هو ذلك الطقس شديد البرودة، وسرعان ما اعتدنا عليه، وقد قضينا سنوات الدراسة في ألفة بيننا وبين الأصدقاء من الروس وغير الروس، وهناك من الأصدقاء من اتجهوا إلى دول أخرى لاستكمال حياتهم العلمية أو العملية وهناك من عاد إلى موطنه أو سافر إلى بلد آخر ثم عاد.
وماذا عن المهندس أبو بكر؟
– أنا ذهبت إلى فرنسا لمدة عام واحد، ثم عدت إلى تونس وكدت أن أتقدم بأطروحة دكتوراه وأكمل مسيرة علمية أكاديمية إلى جانب حياتي المهنية كمهندس، لكن ظروف عائلية حالت دون ذلك؛ إذ كان علي رعاية والديّ ففضلت رعايتهما وقضاء الكثير من الوقت معهما.
هل قمت بزيارة دول أخرى بخلاف روسيا وفرنسا؟
– نعم، لقد زرت تقريبا القارات الخمس، ويرجع الفضل في ذلك إلى الرياضة؛ فقد كنت لاعبا في فريق كرة الرجبي التونسي ولكن الحقيقة روسيا كانت دولة مميزة لأن سعبها يحمل الكثير من الصفات القريبة من طباعنا.
حدثني باستفاضة عن ذلك الأمر؛ كي نقترب نحن والقراء إلى معرفة المزيد حول هذه النقطة.
– أقول لك، في روسيا هناك الانضباط الشديد، والالتزام بقيمة العمل وحث الناس هناك على (أنهم يشتغلوا) يعني هناك بعض الترفيه خاصة في العطلات والإجازات، لكن هذا الترفيه لا يقف حائلا أبدا بين الأفراد وبين العمل والعلم وتحقيق نتائج.
دعني أعود معك إلى تونس، بما أنها من دول المغرب العربي فهي بلا شك تقترب إلى الأدب الفرنسي، لكن الأدب الروسي بما له من ثقل في نفوس شعوب كثيرة، حدثني عن الوجود للأدب الروسي في دولة من دول المغرب العربي، وأيضا أريد أن أعرف رأيك في تقييد الثقافة الروسية بدعوى فرض عقوبات نتيجة الاحداث السياسية؟
كما قلت لك أنا زرت (برشا) دول أوروبية كثيرة وأعلم طرق تفكيرهم جيدا وتقريبا فهمت ما في أذهانهم ولديهم نزعة التكبر والانحياز، وما يقومون به على كل المستويات وفي كل المجالات من مواقف أجده كمواطن عربي في المقام الأول وكإنسان مثقف وعاش لسنوات خارج حدود وطنه وتعاطى مع ثقافات عديدة أجد كل ما يقومون به غريبا وغير مفهوم؛ فلم نصادف أبدا أن تم تقييد الفن أو الأدب أو الرياضة، فهذه أمور تعكس مدى تحضر الأمم وتقاس بها ثقافة الشعوب، ولا دخل لها في المواقف الأخرى.
تجربة جمعيات الخريجين وجمعيات الصداقة الروسية على مستوى العالم وما تتمتع به من اعتزاز في نفوس أعضائها، حدثني عن تجربة تونس في هذا المضمار.
تجربة تونس فى هذا المضمار تتمثل في وجود جمعية خريجى جامعات الاتحاد السوفيتى وروسيا التى تأسست سنة 1985؛ حيث أتواصل مع ممثليها وهم من الأصدقاء أغلبهم من مجالات الهندسة والطب خاصة، وتبقى هذه الجمعية العمود الفقري والممثل الرسمي لما لها من ثقل كبير ومهام على مستوى العلاقات العلمية والثقافية بالجامعات والمؤسسات التعليمية وممثليها على مستوى الحكومة الروسية الى جانب تأمين عنصري المتابعة والعناية بكل الطلبة للتونسيين بروسيا .
وإضافة إلى ذلك توجد فى تونس جمعية الصداقة التونسية الروسية ولها أيضا برامجها مع الثقافية والاجتماعية بالتنسيق مع روسيا
هل عادت بك أجواء هذا المنتدى إلى الوراء وأيام الدراسة نظرا للقاء العديد من الأصدقاء أمس واليوم؟
– نعم.. هذا صحيح جدا فقد التقيت اليوم والعديد من الأصدقاء كما أن وجودنا في هذه الأجواء التي تشبه الاحتفال والاحتفاء بالعلم والخريجين في مصر الحبيبة وعلى ضفاف النيل يجعلنا نعود إلى أوقات طيبة لا تنسى.
– في نهاية هذا الحوار أشكر حضرتك ونتمنى أن تعود إلى زيارة مصر قريبا.
– بالتأكيد نحن نشعر بمحبة واعتزاز بمصر وإن شاء سنعود لزيارتها قريبا.