أخبار عاجلةالرئيسيةساحة الإبداع

الأديب سليمان يوسف ـ سوريا ـ يكتب طقس الهذيان الأخير

لن يغيّرَ الحبقُ لونه اذا زرعته في قصيدة،ولن يغيّرَ القمرُ شكلهُ حين تبكي غيمةُُ غربتها،
المرأةُ العائدة من شتول التبغِ،
ترمي اصابعها لشبّاكٍ من طفولتها،
تربطُ خيط َ طائرةٍ ورَقية بخصر الريحِ،
تلمُّ شظايا الحلمِ من غفوة عابرة،
تتكئُ على وسادة حكايا شهرزاد،
كي لاتنخدع بالمدن النائمة؟.
سأغيب عن وقتي من شدّة الحضورِ،
ادخلُ غرفة يعبرها نهرُ الحشودِ المغتسلة،
حين يشتعلُ طقسُ الهذيانِ الاخير.
تلك المراثي لم تكن تشتهي حزنها،
تركت بابها الموارب في بغتة هاربة،
يتساءلُ المؤرخ عن ابواب الزمن الغابرِ،
يكتبُ عن غناء العصافيرِ في براري حبرهِ،
لكنه لم يغادر زجاج نافذة اتعبتها الريحُ كثيرا.
هنا اجمعُ شتاتَ روحي في ساعة يدي،
اتسكعُ في كتابة قصيدة لااوزانَ لها؟،
فالحبرُ يعشقُ صهيلَ البراري…..
يفردُ أجنحتهُ كنسر في الاعالي،
يتمددُ في أفق ٍ يسكبُ هواءَ الجنونِ،
ينسلُّ كخيط ابرةٍ في ملاءة من حرير التوت،
وهناك صباحات تتعرّى بفيء ظلالها،
تطوي اكمامَ كفّها الخجولِ،
تحاكي قبّرةَ العشب الملفوف كصرّةِ السفر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى