أخبار عاجلةالرئيسيةساحة الإبداع

عبد الغفور مغوار يكتب لأجلك

لأجلك …
عبد الغفور مغوار – المغرب

تحت سماء الصمت حيث تمّحي الساعات،
ظلك عانق الفجر وأربك مساري؛
كانت إشارة معلقة، ومضة ضوء،
ارتجفت لها اللانهاية فجأة في صدري.
في أثير عينيك رأيت النجوم تولي هاربة من غنج،
والأفق يحترق تحت رياح لم أعرفها،
وروحي، مكللة بحجب رقيقة،
تضيع في الهاوية حيث تشع ابتسامتك.
يا عذراء السر الذي لا ينطقه صوت،
اسمك ما زال يختبئ عند شفة آهاتي
وعلى حافة أنفاسي،
لكن نسماتك المحرمة،
ونورك العابر،
أقاما في قلبي مذبحة لرغباتي.
أسير وحيدا في أطراف المروج،
حيث ظلال الندم تعانق الحيرة والألم،
وخطواتك الشاردة،
على العشب النضير،
تصدح في ليالي كرجفة بعيدة.
أنت القدر المحجوب الذي يكبله قَسم،
وشفتاك عسل لا أبلغه أبدا،
فالمصير الغيور، ذلك الطاغية الأصم،
عربيدا، ينسج بيننا جدارا من رماد ودخان.
الريح التي تحمل إليك كلماتي
أتلفها قبل أن تصل،
خوفا من أن تقرأ عيناك اعترافاتي؛
وأحلامي، مساء، تطير نحو منفاها
حيث تتجدد بلا نهاية نيران أوجاعي.
لأجلك، شربت العاصفة والكؤوس المريرة،
ودفنت تحت خطاك جنون أحزاني،
لكن ضحكتك الجذابة، الألمع من النور،
تدمر عهودي وتحطم أسر جناني.
حتى على شفا العدم، ستبقى جمرتي قوية،
سأتحدى الليل، والرياح، والسماء، والشرع …،
وإن خاب الرجاء، وإن انطفأ الأمل،
قلبي سيظل مشرعا لك بابه،
مثل منارة عنيدة تسحقها العاصفة بلا ورع.
سأقدم حتى الروح لعرش فتنتك الغراء،
وإن أدانني العالم كله بالعذاب،
سأضحك من الموت، وأبارك دموعي،
لأن اسمك وحده سيسري لذاتي الأبدية.
فليشتعل الجحيم أو لتنهار الساعات
سأبقى واقفا، وفيا للمستحيل،
وفي الظل حيث تنسج حرارة لا توصف،
سأحرس رغم ذبولي نارك المشعة المريبة.
وإذا حل الأبد يوما، وفك أيادينا الأسيرة،
وكسر القيد الذي يبقينا منفصلين،
سآتي، بقلب عار، إلى ضفافك الأخيرة،
لأقطف الحب الموعود لقلوب اليائسين.
فاس، في: 17/ 09/ 2025

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى