“رحلتي بين التجريب والتجديد” .. معرض الفنان رضا عبد السلام بجاليري ضي الزمالك الأحد

يُقيم جاليري ضي الزمالك معرضًا جديدًا للفنان الأستاذ الدكتور رضا عبد السلام، تحت عنوان “رحلتي بين التجريب والتجديد”، وذلك يوم الأحد المقبل الموافق 26 أكتوبر.
يستمر المعرض لمدة شهر، ويُفتح أبوابه يوميًا من الساعة الحادية عشرة صباحًا حتى التاسعة مساءً بشارع حسن عاصم بالزمالك، ليقدّم للمتلقي تجربة بصرية تجمع بين الفكر والمادة، وتعيد تعريف العلاقة بين الجمال والبيئة في الفن المصري المعاصر.
يشكل المعرض تجربة فنية وفكرية ترصد مسيرة رضا عبد السلام الطويلة في البحث عن أشكال جديدة من التعبير البصري، وتسلّط الضوء على مفهوم إعادة التدوير والاستدامة الجمالية كاتجاه معاصر في الفنون التشكيلية.
يقدم المعرض مجموعة من الأعمال التي تمثل محطات مختلفة من رحلة الفنان رضا عبد السلام، بين القديم والجديد، التجريب والتجديد، المادي والفكري، حيث يوظف الخامات المستهلكة والمواد المعاد تدويرها ليخلق منها أعمالًا تحمل طاقة جمالية ومعنًى بيئيًا في آنٍ واحد و تجمع بين الجرأة في التكوين والتنوّع اللوني، وتعكس سعيه المستمر إلى التجديد في أدوات التعبير، مع الحفاظ على بصمته الخاصة التي تنطلق من الواقع المصري بكل ما فيه من رموز بصرية وشعبية، وتتحول عبر خياله إلى تشكيلات إنسانية وحلمية مفعمة بالحركة والإيحاء.
يرى الفنان رضا عبد السلام أن الفن لم يعد مجرد وسيلة للتعبير الجمالي، بل أصبح مسؤولية تجاه البيئة والمجتمع، وهو ما جعله يسعى — كما يوضح — إلى تحويل “عديم النفع” من الأشياء اليومية إلى أعمال فنية نابضة بالحياة والدلالة، تمزج بين مهارة الحرفة ووعي الاستدامة.
وفي قراءته لتجربة عبد السلام، يرى الناقد الكبير الراحل الدكتور عز الدين نجيب من كتاب “الفنان المصرى وسؤال الهوية بين الحداثة والتبعية” أن الفنان استطاع يزاوج فيها بين التشخيص والتجريد، وهى اشكالية يصر على وضع نفسه بين طرفيها دون أن يحاول حلها لصالح أحد الطرفين، بل قنع بإيجاد صيغة للتعايش السلمى بينَهما حتى بات ذلك سمة مميزة لفنه وتجربته فى الحقيقة تسمح بذلك، إذ يمارسها بحس تعبيرى متدفق بغير تصميم مسبق، حتى وإن تضمنت عناصر هندسية لكن ما ينقذ عالم رضا عبد السلام من الجفاف الهندسى ومن نخبوية الرؤية، هو حس الفطرة الطفولية فى لوحاته، بتلك التلقائية التى تستجيب لتداعيات الذاكرة البصرية وألعاب الطفولة فى الأوساط الشعبية وذلك هو الكفيل – مع الوقت – بحل التناقض بين خياره الجمالى وخياره التعبيرى.
تمتد تجربة الدكتور رضا عبد السلام لأكثر من أربعة عقود، تنقّل خلالها بين الرسم والتصوير والتجميع والنحت بخامات متنوعة، واستلهم من عمله الصحفي كرسام ومن أسفاره المتعددة رؤى تشكيلية تنطلق من الواقع المصري وتنفتح على الحداثة العالمية. وقد انعكس ذلك في أعماله التي تجمع بين الحس التراثي والبعد المفاهيمي المعاصر.
ويشير الفنان رضا عبد السلام إلى أن مفهوم الاستدامة الجمالية لا يقتصر على العمل الفني فقط، بل يمتد إلى العملية التعليمية نفسها، إذ يقترح إدخال فكرة إعادة التدوير كجزء من المقررات الدراسية في كليات الفنون الجميلة، لما تحمله من فكر نقدي وابتكار وتقليل للهدر.
يقول عبد السلام: “إن إنتاجي الفني لا يتوقف عند تجربة بعينها، طالما هناك خيال وإلهام وشغف مستمر، فالفن هو الوعي البيئي والهوية الثقافية والقدرة على تحويل المادة المستهلكة إلى قيمة جمالية جديدة”.
الدكتور رضا عبد السلام أستاذ التصوير الجداري بكلية الفنون الجميلة، شارك في العديد من المعارض الجماعية والفردية داخل مصر وخارجها، كما حصد العديد من الجوائز وأسهم عبر مسيرته الأكاديمية والعملية في تشكيل أجيال جديدة من الفنانين من خلال عمله في التدريس والنقد الفني وتتميز أعماله بتكامل العناصر البصرية وثراء الملمس، واستخدام الضوء كعنصر درامي داخل التكوين، مما يمنح لوحاته طاقة تعبيرية عالية.