ضفاف متقابلة ندوة مكتبة فضاءات أمّ الدنيا تناقش العلاقات المصرية الروسية ومسارات الاستشراق
متابعة أوبرا مصر

متابعة أوبرا مصر
شهدت مكتبة فضاءات أمّ الدنيا انطلاق فعاليات الصالون الثقافي الثاني «حالة حوار» تحت عنوان «ضفاف متقابلة»، وذلك بحضور عدد من المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي المصري والروسي، والشخصيات الأدبية، استضاف الصالون السيد/ شريف جاد، مدير النشاط الثقافي بالبيت الروسي بالقاهرة، أمين عام جمعية الصداقة المصرية الروسية، وأدارت الندوة الناقدة الأدبية منال رضوان، رئيس لجنة الإعلام بجمعية الصداقة المصرية الروسية، استجابةً للمبادرة التي أطلقتها الكاتبة الصحفية ولاء أبو ستيت، مدير دار أمّ الدنيا للدراسات والنشر والتوزيع باستمرار عقد ندوات حالة حوار بشكل دوري لما تصنعه من حالة تثري الوسط الثقافي.

افتتحت رضوان الندوة بكلمة ترحيبية بالضيف، قبل أن تستعرض محاور اللقاء التي بدأت بالتوقف عند حالة الفرح التي عمّت مصر وروسيا عقب الإعلان عن تسكين قلب المفاعل بمحطة الضبعة النووية، وفي السياق ذاته أكدت على أن المشروع يمثل أهم إنجاز في مسار التعاون المصري–الروسي، موضحة أن الضغوط التي تتعرض لها الدولتان شديدة الوطأة، إلا أن الطرفين برهنا على أن التنمية المشتركة مسار ثابت لا تعيقه التحديات، وأشار جاد إلى الفرحة التي طال انتظارها وأن التعاون النووي طُرح في مراحل سابقة لكنه لم يكتمل، ولكن حكمة الرئيس عبد الفتاح السيسي بإعلاء المصلحة المصرية جعلت من الحلم واقعًا، معتبرًا أن الرئيس أخذ على عاتقه النهوض بالبلاد ومدّ يده بالتعاون والنماء والخير وأن الواقع أثبت أن روسيا حليف استراتيجي لمصر.

وانتقلت رضوان بعد ذلك إلى محور الاستشراق الروسي، مؤكدة أن الروس لم ينظروا إلى الشرق يومًا بعين التعالي الاستشراقي، بل بنظرة ممتلئة بروح الوثيقة الإنسانية، وهو ما ظهر جليًا في الكتابات الروسية التي تناولت تاريخ المنطقة وثقافتها؛ مما يجعل تلك الكتابات من المراجع الموثوق فيها للباحثين والدارسين، واستعرضت رضوان أبرز المستشرقين الروس الذين شكّلوا جزءًا من اهتماماتها النقدية مثل أليكسي ڤاسيليف، و جينادي جوريا تشيكن، وفلاديمير بيلياكوف وفاليريا كربتشينكو ، مشيرة إلى أنها لطالما حلمت بلقاء بعضهم، وأتاح النشاط الثقافي داخل البيت الروسي لها فرصة رؤية من كتبت عنهم في مقالات عديدة على مدار سنوات.
وتوقّف جاد مطولًا عند علاقته الوثيقة بالمستشرق الكبير د. جينادي فاسيليفيتش، مبينًا أن الراحل أوصاه قبل وفاته بترجمة كتابه الأخير عن مصر نظرًا للروابط العميقة التي جمعتهما، وأنه بدأ بالفعل العمل على تنفيذ تلك الوصية. كما تحدث عن المستشرق فلاديمير بيلياكوف، الذي يحرص رغم تقدمه في العمر على زيارة مصر سنويًا، مستعرضًا ذكرياته مع المستشرقة البارزة فاليريا كربتشينكو، ومحبتها للأديب يوسف إدريس، وترجمتها لأعمال بهاء طاهر وصنع الله إبراهيم، وما أسهمت به تلك الترجمات في جعل الأدب العربي، مقروءًا لدى الروس، خصوصًا لدى جيل الشباب.

وفي إطار الحديث عن حركة الترجمة، ثمّن جاد الجهود الكبيرة التي يبذلها المترجمون المصريون، مؤكدًا أهمية تعزيز التواصل المشترك بين المؤسستين الثقافيتين في البلدين للتعريف بالأجيال الجديدة. وكشف عن مشروع كان قد تقدم به إلى الرئيس الأسبق للهيئة العامة للكتاب يقضي بترجمة خمسين كتابًا روسيًا تتحمل روسيا نفقاتها، مقابل خمسين كتابًا مصريًا تترجم للروسية على نفقة الجانب المصري، وهو المشروع الذي توقّف إبان فترة الرئيس السابق للهيئة، دون أن يلقى استجابة لاحقة، معربًا عن أمله في أن يعود المشروع إلى النور قريبًا.
كما تناول النقاش أهمية السينما في تشكيل الوعي الثقافي، ولفت جاد إلى عودته قبل أيام قليلة من جولة في روسيا، فضلاً عن أنه ترأس لجنة تحكيم مهرجان سينمائي ببيلا روسيا في دورته الثانية والثلاثين، مؤكدًا أنه وعد المشاركين هناك بأن مصر ستعود بقوة للمشاركة في الدورات المقبلة. وأشار إلى أن السينما الروسية والمصرية تمتلكان رصيدًا كبيرًا في التأثير الثقافي، ما يجعل التعاون في هذا المجال ضرورة لتعزيز الفهم المتبادل.

واستعرض جاد في ختام حديثه تجربة جمعية الصداقة المصرية الروسية، مشيرًا إلى أنها تُعد نموذجًا مهمًا للدبلوماسية غير الرسمية الفاعلة، وأن الحماس الذي يبديه مجلس إدارتها برئاسة د. إبراهيم كامل، إلى جانب الأسماء اللامعة بين أعضائها، أسهم في ترسيخ حضورها على الأرض وتعزيز العلاقات بين الشعبين.
وفي نهاية الندوة، فُتح باب المداخلات والنقاش مع الحضور، قبل أن تُلتقط الصور التذكارية التي اختتمت أمسية ثقافية تكاملت ضفافها، والتقت على أرض واحدة من الحوار والتفاهم والمعرفة كما أوضح ضيف اللقاء في ختام كلمته موجها شكره إلى الأصدقاء في روسيا الاتحادية مثمنا من علاقات الود المتبادل بين الشعبين الصديقين .





