مؤتمر صحفي بسفارة روسيا الاتحادية لميخائيل شفيتكوي المستشار الثقافي للرئيس بوتين

كتب محمد رضوان
عقد مساء اليوم بمقر سفارة روسيا الاتحادية المؤتمر الصحفي للسيد/ ميخائيل شفيتكوي وزير الثقافة الروسي السابق، المستشار الحالي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين للشئون الثقافية، بحضور د. أسيا تورتشييفا المستشار الثقافي للسفارة الروسية بالقاهرة والعديد من الشخصيات الصحفية والإعلامية البارزة.
بدأ اللقاء بترحيب تورتشييفا بالضيف الذي بدأ حديثه معربا عن سعادته بالحضور إلى مصر؛ نظرا لقوة العلاقات التي تربط بينها وبين بلاده، التي وصفها بالفريدة، طوال العقود الماضية وذلك أثناء الحقبة السوفيتية أو بعد ذلك.. قائلا:
شهدت الفترة الأخيرة تفاعلاً ثقافيًا مميزًا بين روسيا ومصر، يعكس عمق العلاقات التاريخية بين البلدين وأهمية الثقافة كجسر يربط الشعوب. وأن العلاقات بين مصر وروسيا تمتد إلى القرن التاسع عشر، وأن هذه العلاقات التاريخية تبقى غاية في الأهمية، على الرغم من التغيرات السياسية والعالمية.
وحول موقف روسيا من القضية الفلسطينية أوضح أن موقف بلاده يتضح منذ اللحظة الأولى، وأن السياسة بها قد يكون بها بعض التوازنات التي يجب السعي من خلالها إلى الوصول إلى أقرب نقاط التفاهم ومن ثم تحقيق السلام الذي يظل أملا منشودا، وعن العلاقات المصرية الروسية أضاف، إن أهمية ذلك تتجلى حتى في التجارب مع دول أخرى، مثل العلاقات مع العديد من البلدان، وهي لا شك علاقات مثمرة لكن مصر تحتل مكانة خاصة في قلب الروس.
وأن الدفء الذي يعامل به السياح وهذه الابتسامة على الوجوه المصرية لا يمكنه نسيانها
كما
ناقش شفيتكوي إمكانية إقامة تبادلا ثقافيا متعددا، مثل أسابيع مهرجانات الفرق، حيث يتم تنظيم مهرجان للفرق المصرية في روسيا ومهرجان للفرق الروسية في مصر، وتتيح هذه الفعاليات الدوية إمكانية تقديم عروض للأفلام القديمة والمعاصرة مع ترجمة، ما يعزز التعاون بين صناعة السينما في كلا البلدين.

وفي مجال الفنون الحركية، أعرب مستشار الرئيس الروسي، عن اهتمامه بتوسيع التعاون في أوبرا القاهرة وفنون الباليه، مؤكدًا أن تبادل الخبرات بين المتخصصين في هذه المجالات يمكن أن يثمر عن شراكات مشتركة ناجحة، كما تمت مناقشة فرص التعاون بين الفنانين المعاصرين في مصر وروسيا، حيث يشهد الحوار المهني بين المثقفين والمبدعين بداية تعاون فعلي بين الناشرين، ومخرجي الأفلام، والصحفيين، والموسيقيين، ما يعكس روح العمل المشترك والانسجام الإنساني في الفن.

وأشار شفيتكوي إلى أن الفترة الأخيرة شهدت ظهور جيل جديد من الفنانين والشباب الموهوبين في روسيا، من قادة الأوركسترا والمخرجين والكتاب وصنّاع الأفلام، ما اعتبره فرصة لتعزيز الثقافة الروسية الداخلية وفهم احتياجات المجتمع المصري لتعزيز الهوية الفنية بشكل أفضل. وأكد أن الحياة الثقافية في روسيا، رغم التحديات، تركز على حل المشكلات المحلية والعمل الفعّال داخل المؤسسات الثقافية الكبرى، مثل فرع مسرح مارينسكي في فلاديفوستوك، بما يضمن استمرار الإبداع وتطور الفنون.
كما أعرب شفيتكوي عن إعجابه بدور المرأة في المجتمع، المصىري والروسي على حد سواء، معتبرًا إياها نعمة من الله، مشيرًا إلى أن المرأة الروسية تتصدر واجهة أعلى المناصب الرسمية. وأوضح أن رؤيته لأهميتها في الحياة الثقافية والفنية تجعله يقدّر مساهمتها في المجالات كافة، سواء في الفنون أو الإعلام أو المجتمع المدني، مع ملاحظة أن دعم النساء والإبداع النسائي يثري الحوار الثقافي ويقوي الأواصر بين الشعوب.
وأشار إلى أنه صباح اليوم قد التقى وزير التعليم العالي المصري، الدكتور أيمن عاشور، حيث تناول اللقاء العديد من القضايا المتعلقة بالبعثات الدراسية والأنشطة العلمية المشتركة بين البلدين، والاهتمام بكليات علمية تعنى بالطب والفيزياء ونانو تكنولوجي، كما أكد على زيارته الدائمة للمتاحف والجامعات كلما أتي إلى مصر وعناية روسيا بالمعاهد المتخصصة بالأركولوجي ومتابعة التطوير في مجالات الترميم والحفاظ على الآثار وأنه لولا ذلك الاهتمام لما أمكن تخريج الكوادر لمواكبة احتياجات المجتمع المصري إلى هذه الخبرات، مؤكدًا حرص روسيا على تعزيز التعاون الأكاديمي والبحثي مع مصر ودعم الطلاب والباحثين في إطار الحوار الثقافي والتعليمي المستمر.
وأكد وزير الثقافة السابق الذي تولى تلك الحقيبة لأكثر من مرة في حكومات متعاقبة، أن الثقافة قد تفوق السياسة أهمية، مشيرًا إلى أن الحوار الدائم بين قادة الدول يؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد والحياة الاجتماعية والتبادل الثقافي، وأوضح أن العلاقات الجيدة على المستوى السياسي تتيح بدورها الحفاظ على علاقات ثقافية قوية ومستقرة، وأنه من الضروري الاستثمار في التبادل المهني بين الفنانين والمثقفين لضمان استمرار الإبداع وتعميق الروابط بين الشعوب.

وفي ختام كلماته، أشار شفيتكوي إلى تجربة روسيا مع العديد من الأسواق العالمية خاصة في إطار بريكس، موضحًا أن الأسواق الجديدة، مثل السوق الصيني، توفر فرصًا واسعة، لكنها لا تغني عن أهمية التركيز على الثقافة الداخلية والتفاعل الإبداعي المحلي، بما يتيح للفنانين والكتاب والمثقفين تعزيز حضورهم وتطوير أعمالهم ضمن إطار وطني ومعاصر.ط، وعن سؤاله عن المسرح وهل تم تناول الشخصية المصرية في أعمال مسرحية أوضح تشيفكوي أنه أتى من خلفية مسرحية؛ فهو ناقد مسرحي وأن الاهتمام بمصر لابد أن يتم استثماره على الوجه الأمثل فالشخصية المصرية سواء التاريخية أو المعاصرة شخصية ثرية يمكن أن يقدم من خلالها الكثير.. وفي ختام كلماته قال أن السياحة الروسية إلى مصر تشهد تناميا ملحوظا وهناك العديد من رحلات الطيران المباشر بين البلدين، وأنه سيقدم نصيحة لابنه بأن يحضر إلى مصر قريبا كما سيتوجه بالنصيحة ذاتها لكل من يعرف من الروس،
وانتهى اللقاء الذي استمر لأكثر من ساعتين بالتقاط الصور التذكارية





