“مية ليرة” سيرة في الشرف العسكري وحب الأوطان

عمّان- متابعة أوبرا مصر
يحرص مصعب البدور في روايته “مية ليرة” على ربط الماضي بالحاضر، ويبني سردية محكمة تتناول التضحيات والبطولات التي قدمتها المؤسسة العسكرية في بلده الأردن.
وجاءت الرواية الصادرة عن “الآن ناشرون وموزعون” في الأردن في 200 صفحة من القطع المتوسط، وتدور أحداثها في الأردن وغيره من الدول التي شارك الجيش الأردني في حفظ السلام فيها. وتبرز خلالها بطولات الأفراد والقادة، وشجاعتهم، وتفانيهم في خدمة وطنهم، وحفاظهم على الشرف العسكري، وإيثارهم المستضعفين على أنفسهم خلال أدائهم واجباتهم العسكرية.
وحرص البدور على مزج الماضي بالحاضر، مشيرًا إلى بطولات الراحلين من قادة الجيش، فوجَّهَ إهداء الرواية إليهم وإلى صديقه وابن عمه الذي كان أحد أفراد القوات المسلحة واصفًا إياه بأنه: “صورة مشرقة من صور جيشنا العربي”.
وأبطال الرواية مجموعة من الضباط والأفراد الذين شاركوا في قوة خارج الحدود، فاضطروا لخوض معارك عديدة مع قوى ظلامية انتهت جميعها بانتصارهم واستشهاد عدد منهم.
وتعددت المهام التي قاموا بها ما بين مهام قتالية مباشرة ومهام استخبارية ومهام طبية، غير أنهم كانوا جميعًا على درجة عالية من الانضباط، وجمعت بينهم روح لا تقبل المساومة ولا الانهزام.
تقول الرواية على لسان أحد القادة مفتخرًا بجنده ومظهرًا حقيقة ما قدموه من بطولات:
“ثم رفع بصره إلى رفاقه مفتخرا بهم يبثّ فيهم ما يواسيهم في رفيقهم وفي ما ينتظرهم: انتهت رحلتنا يا رفاق، نحن اليوم أمام أربعة شهداء، جاؤوا للمساعدة والإغاثة فلقوا ربهم مقبلين غير مدبرين فلا تحزنوا، بل افخروا أنكم أردنيون، أغثتم من استجار بكم، ولم تسلموا صاحب الأرض لعدوه، لم تخونوا أمانتكم ولم تتركوا رايتكم. هل تعرفون ما الفرق بين العلم والخرقة؟ العَلَم يحميه الأشراف ويذود عنه الأبطال، الخرقة تلك التي يحملها مَن يحني رأسه لعدوه.. تضخم صوته وتزين بشيء من الزهو وبكثير من الثقة وما لا ينتهي من الأنفة الأردنية. قال: أنا النقيب بأقدمية أحمد خالد، ضابط من القوّات الخاصة، عملت مع فرق متعددة، وتشرفت أن أعمل معكم، أفخر بكم واحدا واحدا، اعلموا هذا”.
ويقول في مشهد يظهر فيه جلال الشهادة:
“لا يمكن لمروحية تقل شهيدا أن تهبط إنما تنزل إلى أعلى حيث مكانة الشهيد.. مشهد مهيب، ضباط وأفراد ينتظرون في الساحة حول مستقر المروحيات، نزل الفريق يحملون صديقهم، والشهداء يرتفعون فوق الأعناق، أسرعت سيارات الإسعاف تضم من جُرح منهم.
كم بدت السماء قريبة حين نزل الشهداء من المروحيات، لقد هبطت معهم السماء، وانزعجت الغيمات فمدت يدها تأخذهم إليها مجددا، لولا أن كتب علينا العودة إليها لما تركتهم النجوم، أخذوا منكم رفيق سلاحكم وقادَتْكم سيارات الشرطة العسكرية إلى عتمة لا يراكم فيها أحد”.



