أخبار ثقافيةأخبار خارجية وشئون دوليةأخبار عاجلةالرئيسية

حفل إشهار رواية «شمس الضَّاحية» للروائية صفاء فارس الطحاينة (صور)

برعاية المكتبة الوطنية ودار الآن ناشرون وموزعون

 

عمان/ متابعة أوبرا مصر

 

شهدت دائرة المكتبة الوطنية، يوم أمس الاثنين 22 كانون الأوّل/ديسمبر 2025 حفل إشهار الرواية الأولى «شمس الضَّاحية» للروائية صفاء فارس الطحاينة. تحدَّث في الحفل الروائي مجدي دعيبس والروائي أحمد فراس الطراونة في ورقتين نقديتين، بينما أدارت الحفل الناقدة وداد أبوشنب.
قال الروائي مجدي دعيبس في ورقته الموسومة بـ «شمس الضاحية والأمل والحبّ والتّحدّي»، إنّ الخيط الناظم للرواية يتمثل في لغتها الشاعرية الرشيقة البعيدة كل البعد عن التعقيد، والأسلوب المقعر. مؤكدًا أنّ بناء الفصول القصيرة جاء منسجمًا مع هذه اللغة، إذ يسهم في جذب المتلقي على مواصلة القراءة واسترساله فيها، علّه يجد في الفصل اللاحق ما يشبع فضوله، في حيلة ذكية لدفع القارئ إلى الاستمرار في القراءة دون ملل.
وأشار إلى أنّ للرواية ثلاث حبكات تسير في ثلاثة مسارات، أو بالأحرى حبكة واحدة بثلاثة رؤوس. وبيَّن أنّ الطحاينة وظّفت خبراتها العلمية والعملية في تعزيز مصداقية النص وإقناع القارئ بما يقرأ، «فعندما نكتب عن الأشياء التي نختبرها كلّ يوم وندركها بحواسنا الخمسة ومشاعرنا، فإننا على الأغلب سنصيب وعي القارئ إصابة مباشرة ونستدرجه إلى عوالم الرواية».
وتناول دعيبس سيميائية الأسماء التي لم تكن أبدا مجانية، كما تطرّق إلى تقنية الوصف التي سخرتها الطحاينة لإبراز سمات الشخصيات والأماكن داخليًا وخارجيًا. كما كان لغزة ولجنين والمقاومة الحضور القوي من خلال شخصية ليث الفارس، لافتًا إلى أنّ حالات الحب الثلاث نجحت، حتى مع بقاء جمانة وحيدة، لأنّ حب ليث للوطن أقوى وأبقى، فمن يحب امرأة لا يفرط أبدا في وطن.
واختتم دعيبس بسؤال قويّ موجّه للحضور وللقراء: «هل نجحت الكاتبة في إقناعنا بأن أدهم كفيف؟» مقاربًا الحالة بحالة بطل فيلم «الكيت كات»، مع فارق أن الفن التصويري ينتقل للقارئ أسرع وأقوى.
هل ستكون شمس الضاحية بقوة «الكيت كات» إذا ما أُنتجت فيلما؟!
ومن جهته تحدّث الروائي أحمد فراس الطراونة في ورقته الموسومة بـ «جماليات السرد التأملي وتمثّلات المكان والذات في رواية “شمس الضاحية… أسرار القلوب رُفاتها”» عن البناء السردي والتحوّل من الحدث إلى الوعي. وأوضح أنّ الرواية، بوصفها تنتمي إلى الأدب المعاصر، لا تعتمد الحبكة القوية التي تلزم الرواية التقليدية، بل تركّز على المشاعر والهواجس والوعي، حيث «يتجلّى وعي الكاتبة بالسرد منذ الافتتاحية، إذ تعلن الراوية إدراكها لفعل الكتابة، ولمصير الشخصيات، في كسر محسوب للجدار الرابع. ويعزز هذا الوعي الإيهام السردي، ويجعله ينسجم مع طبيعة النص التأملية».
وأضاف الطراونة أنّ المكان لا يظهر بوصفه عنصرًا محايدًا، بل كيانًا حيًّا فاعلًا في تشكيل الشخصيات؛ فشمس الضاحية -على سبيل المثال- خرجت عن كونها مجرّد بناية، إلى مركز رمزي تتقاطع فيه حيوات الشخصيات ومصائرهم، وتدعم فكرة أن المكان ذاكرة جمعية «وهذا ما يمنح النص بعدًا تأويليًا مفتوحًا».
كما أشار الطراونة إلى الشخصيات التي جاءت بعيدة كل البعد عن النمطية، وقدمتها الروائية بوصفها كائنات مأزومة واعية بأزماتها، إلى جانب لغة تجمع بين الشعرية والاقتصاد السردي. وختم بالقول إن الرواية «قابلة للقراءة الأكاديمية لما تمتلكه من كثافة دلالية وبناء فني متماسك ورؤية إنسانية تمتد إلى أسئلة الوجود والهوية والبوح».
وتحدثت مديرة الحفل الناقدة وداد أبوشنب عن النصوص الموازية وعلاقتها بموضوعات الرواية وبنائها.
وفي الختام شكرت الروائية صفاء فارس الطحاينة الحضور، وقدمت دروع التكريم للمشاركين.
ويذكر أنّ الطحاينة فنانة تشكيلية وقاصة لديها عدّة إصدارات من بينها «خفايا الروح» و«ترانيم المطر»، وكتاب تربوي «قيادة تحدث الفرق»، ولديها مجموعتا «شتات» و«تلافيف الموت» قيد الطباعة، ويجدر بنا الإعلان عن قرب ميلاد روايتها الجديدة بعنوان «ردينة».

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى