أوبرا مصر تَنشُر قصيدتين للشاعرة المغربية خديجة الحمراني

نكاية في القبح
نكاية فيك
أيها القبح المقنع
سأفتح خزائن سري
سأشرع نوافذ صدري
للريح
تقتلع بقايا رائحتك
في طيات جسدي الجريح
تقتلع بقايا ذكراك
من بشرة أوراقي
تُزيح
ستائر روحي
الملطخةَ بنفاق المديح
لِيلِجَ النور
نكاية فيك
سأستبيح
خزائن وعودك الكاذبة
أَفضلُ من هرائك الخواء
وأفضل من قيدك الخلاء
وأفضل من عزائك
ألفُ ابتلاء
سأبحث في دواخلي
عن صحراء
تكون لي
وحدي
سأتيه فيها
وحدي
ناسكةً دون رداءِ رياء
سأُدوّي
وحدي
قنبلةً
رعدا
صرخةً
ونداء
حُلما
ودعاء
فقط نكاية فيك
وبعدها
للأبد
سأستريح.
******
أَسْكِتْ ضَجِيجَكَ أَيُّهَا الصَّمْت
أَكَادُ أَسْمَعُكَ
أَسْكِتْ ضَجِيجَكَ أَيُّهَا الصَّمْتُ
تَظَلُّ تَجْتَرُّ الحِكَايَاتِ المَرِيرَةِ
تَلُوكُ العِنَادَ فِي أَخَادِيدِكَ
تَلُوذُ
بِقِلاعِ نَدَمِكَ الرَّمْلِيَّةِ
بِضَغَائِنِكَ الصَّغِيرَةِ الْمَدْفُونَةِ
فِي سَرَادِيبِكَ
تَبْنِي مِنْ خَيْبَاتِكَ شِبَاكاً
يَقْرِضٌهَا الضَّجَرُ
أَكَادُ أَسْمَعُكَ
أَسْمَعُ صَرِيرَ أَقْفَالِكَ الصَّدِئَةِ
أَقْشَعِرُّ
مِنْ زَمْهَرِيرِ شَتَائِمِكَ الشِّرّيرَةِ
مَاذَا لَدَيْكَ فِي قَرَارَةِ خَوَائِكَ
غَيْرَ الحُفَرِ
وَذَاكَ الحَبْلُ المَمْدُودُ
مِثْلَ أَفْعَى تَنْتَظِرُ
تَتَلَذَّذُ بِلَذْغِ قَلْبِكَ المُسْتَعِر
كُنْتَ حَكِيماً أَيْ نَعَمْ
حِينَ كَانَ الحِوَارُ سَيِّدَ النِّعَم
وَالحَبِيبُ مَرْهَماً لِلْأَلَم
حِينَ كُنْتَ تَقْتَاتُ مِنْ جُرْحِكَ
أَيْ نَعَمْ
كُنْتَ حَكِيماً ذَاتَ أَزَل
الآنَ صِرْتَ تَحْمل بَصْمَةَ أَلَمٍ
وَتَجْمَعُ قُمَامَةَ لَمَمٍ
فَاسْكِتْ ضَجِيجَك
أَسْمَعُ
تَرَدُّدَ صَوْتِ فَرَاغِكَ
فِي صَمْتِ الآفِلِين
وَضَجِيجَ نُبَاحِكَ الْمَعْتُوهِ
يَجْلُبُ عَارَكَ ومَوْتَكَ
وَفَحِيحَ حِقْدِكَ الدَّفِين
أَسْكِتْ ضَجِيجَكَ
أَيُّهَا الصَّمْتُ
وَاسْكُتْ
سُكُوتَ تَقْوى
إسْتَعِذْ بِمَنْ تَهْوَى
وَاسْتَعِدْ حِكْمَةَ الْأَوَّلِين
تَتَقَوَّى
كَسَابِقِ عَهْدِكَ
تَصِرْ عِبْرَةً لِلْعَاشِقِين
https://www.youtube.com/@ElgemelyAhmed
أوبرا مصر ، ساحة الإبداع