دراسات ومقالات

وليد محمد حسني يكتب رحلة مع النبي حلقة (13)

يا صديقي هيا أخبرني عن الأذى الذي تعرضت له … وهيا بنا نقوم بعمل مقارنة بين ما تعرضت له وبين ما تعرض له أحب خلق الله و أعلى خلق الله في المكانة فهو الرسول النبي .
كل يوم يجد النبي القاذورات والاشواك ليس فقط أمام بيته ولكن أيضا في طريقه .
ويتساءل من الذي يفعل هذا ؟ فتأتي الإجابة التي يتألم لها كثيرا … إنها واحدة من اقرب الناس إليه إنها زوجة عمه وحماة بناته الاثنتين أم كلثوم ورقية .
تخيل يا صديقي عندما يأتي الأذى من أقرب الناس من داخل العائلة ذات نفسها
تشتكي لمن ؟
هيا يا صديقي إلي أكثر المشاهد المؤلمة في حياة النبي
ها هو النبي يصلى أمام الكعبة وها هم أشقياء مكة يقفون ويرون النبي وهو يصلي فإذا بواحد منهم يقول أيكم يضع سلا الجزور الذي تم نحره الآن على محمد .
واذا بأشقى القوم وهو عقبة بن معيط يأخذ سلا الجزور ( مشيمة الناقة أو أمعاء الناقة ) وينتظر حتى يسجد النبي ويقذفه على ظهر النبي الكريم
والرسول يظل ساجداً وسيدنا عبد الله بن مسعود واقف يرى هذا المشهد ولا يستطيع أن يفعل شيئا فهو ضعيف ولكنه يسارع إلي بيت النبي وينادي ابنته الصغيرة فاطمة التي تبلغ من العمر عشر سنوات تقريبا فترى أباه وهو في هذا الوضع فتأخذ سلا الجزور من ظهره وتلقى به بعيدا .
وينظر إليهم النبي فيجدهم يضحكون حتى أن أحدهم كاد أن يسقط من شدة الضحك .
ما هذا الألم النفسي الشديد الذي تعرض له رسول الله صلى الله عليه وسلم
أرأيت يا صديقي هل تعرضت للأذى يوما مثل هذا هل حدث معك موقف مثل هذا ؟!!
نحن نتعرض لأقل من هذا ونتأفف ونسخط.
الله يقول لنبيه : ( فاصبر كما صبر أولي العزم من الرسل ) وأنا أقول لك ولنفسي: اصبر كما صبر رسول الله .
نعود مرة ثانية لهذا المشهد المؤلم الذي تأذى له رسول الله كثيرا فبعد أن انتهى من صلاته رفع يديه وبصوت عال دعا عليهم واحدا واحدا وبالاسم
( اللهم عليك بقريش -ثلاث مرات-، اللهم عليك بـ أبي جهل بن هشام، وشيبة بن ربيعة، وعتبة بن ربيعة، وعقبة بن أبي معيط، حتى عد سبعة من قريش ) قال سيدنا عبد الله بن مسعود  فوالذي أنزل عليه الكتاب لقد رأيتهم صرعى يوم بدر في قليب واحد

هنا يا صديقي لنا وقفة بل وقفات
الرسول تألم كثيرا كثيرا لهذا الموقف الذي تعرض فيه للأذى لدرجة أنه رفع يديه ودعا على من ظلمه وأذاه
ونفهم من هذا أننا من الممكن أن نرفع أصواتنا ونقول اه وندعو على من ظلمنا
نعم يا صديقي نعم
ولكن … مهلا
من حقك أن تدعو على من ظلمك ولكن إجابة الدعاء وتوقيته هذه لله وليست لك
نعود للرسول تخيل معي
الرسول خير خلق الله وفي أفضل الأماكن في مكة أمام الكعبة وهو مظلوم ويرفع يديه ويدعو
هل استجاب الله له فورا وانزل صاعقة من السماء تقتلهم أو خسف بهم الارض
لا لقد استجاب الله لدعاء نبيه المظلوم بعد سنوات وسنوات
لذلك يا صديقي لا تتعجل نهاية من ظلمك فالله يدبر الأمر حتى إذا أخذه ( أخذه أخذ عزيز مقتدر)

وليد محمد حسنى

 أوبرا مصر  – دراسات ومقالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى