أمجاد العسكرية المصرية في العصور القديمة
أقامت لجنة الحضارة المصرية القديمة بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر ندوة بعنوان ( أمجاد العسكرية المصرية فى العصور القديمة ) يوم السبت الموافق ٢ /٩ الساعة الرابعة عصرا بمقر النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر بالزمالك …
وقد بدأ الكاتب والأديب / عبدالله مهدى ( رئيس لجنة الحضارة المصرية القديمة بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر ) الندوة ، بقول أن تلك الندوة تأتى فى إطار احتفال لجنة الحضارة المصرية القديمة باليوبيل الذهبى ( العيد الخمسينى ) لانتصارات أكتوبر المجيدة ، من منطلق الٱتى :-
— أهمية الوعى التأريخى لمجتمع يرغب في التقدم بايقاعات أكثر إيجابية ، وبه سنتعرف على ذاتنا ، والقدرات الكامنة في قلوبنا وعقولنا ، كأمة مبتكرة خلاقة للحضارة ، وصانعة لها …
— الوعى التأريخى يؤكد تدفق عطاءات حضارتنا واستمراريتها عبر الحقب التاريخية المتتابعة ..
–أية نهضة حضارية أو طفرة ثقافية لابد وأن تبدأ بالبحث عن الجذور والأعماق ، وأن بلورة الإنسان المصرى لمستقبل مشرق لابد وأن تمتد إلى الماضى البعيد وأن تعتمد على تعميق الوعى بالتاريخ والتراث والحضارة المصرية في مختلف عصورها ….
— إن الوعى التاريخى والأثرى يكمل الثقافة القومية ويبرز الشخصية الوطنية ويحدث التكامل بين الماضى والحاضر والمستقبل …
— إن معرفة تاريخنا واجب مقدس يمليه علينا صوت الحق والعدل ، ويد فعنا إليه صوت حبنا لنصر ، فهؤلاء الأسلاف قد بنوا لنا هذا الوطن الكريم وحضروه ورفعوا في العالمين ذكره …
ولذلك وجب على كل مصرى أن يجلى حقائق هذا التاريخ ، ويكشف عن عظمته وأصالته ، ويسجل روعة وبهاء حضارته ويصفيه من شوائب الباطل وأراجيف الحاقدين …
وندوة ( أمجاد العسكرية المصرية فى العصور القديمة ) على جانب كبير من الأهمية ، لكونها تتناول طبقة العسكريين المصريين ، والدور الذى قامت به المؤسسة العسكرية المصرية فى العصور القديمة وخير من يتحدث عن هذا الدور الباحث الكبير الأستاذ الدكتور / أحمد محمود عيسى ( أستاذ الٱثار المصرية القديمة ومقرر اللجنة التى كتبت كتالوج المتحف الحربى القومى بالقلعة
طالب الأستاذ الدكتور أحمد عيسى Ahmad Eissa العالم الآثاري الكبير والأستاذ المتفرغ بكلية الآثار جامعة القاهرة، بالٱتى :–
– المتحف الحربي القومي أقدم المتاحف الحربية في العالم وسبقه فقط معرض غنائم أسلحة أمريكي لا تنطبق عليه المقومات المتحفية وقد اضطرت السلطات البريطانية في مصر إلى إغلاق المتحف الحربي في مصر بعد ملاحظتهم إثارته للروح القومية لدى المصريين.
– هناك دلائل على المد الثقافي والتواصل التجاري المصري الذي وصل إلى الساحل السوري وجزر البحر المتوسط شمال مصر منذ فجر التاريخ المصري القديم.
– كنتيجة لمعطيات الحفائر الآثارية في منطقة نبطة بجوار توشكا يجب تغيير بداية التقويم الزمني لبداية الحضارة الأصيلة على أرض مصر لتكون ١٣٠٠٠ ألف عام وليس ٧٠٠٠ عام فقط.
– عرفت مصر القديمة العملات المعدنية لأول مرة في التاريخ على شكل حلقات ذهبية محددة الوزن وذلك قبل مملكة ليديا الإغريقية بحوالي ألفي عام، حيث ابتكرت دويلة ليديا العملات المعدنية على هيئة القرص البيضاوي منقوش الوجهين منذ القرن السابع قبل ميلاد السيد المسيح عليه السلام.
– رؤيتي الخاصة أن الفن المصري القديم هو فن “اصطلاحي تسجيلي” لا يصور الأشياء كما هي بل كما يريد منها أن تعبر عنه من تسجيل ذكريات أو مواقف أو تظهره من مكانة ووضعية كل من في التصوير من أشخاص، وهكذا
لكن تمكن الفنان المصري من الأدوات الفنية كمراعاة قواعد المنظور والاختزال والتصوير الامامي مواجهة متواجد في بعض الأمثلة منذ عصر قبيل الأسرة التاريخية الأولى نفسها.
– لم تكن كل تماثيل المصريون القدماء أصناما، بل إن نسبة إعداد ما يمكن أن يطلق عليه أصنام من ما يقرب من ١٥٠ ألف تمثال تم الكشف عنها حتى الآن تتفرق بين المتاحف المصرية ومتاحف كل بلاد الدنيا لا تتعدى أكثر من ٢٠٠ قطعة فقط، صنعت إما من الذهب الخالص أو الخشب المذهب وبحجم ذراع مصري إلى ذراعين (٥٤سم إلى حوالي ١ متر)، أما باقي التماثيل فلقد لعبت أدوار الصور الفوتوغرافية أو الهيئات التعريفية بالملوك والحكام أو لأغراض كرنفالية احتفالية.
– عرفت مصر القديمة الجيش النظامي منذ عام ٣٤٠٠ ق.م تقريبا قبل الأداة على وجود الجيوش النظامية في بلاد الرافدين (العراق القديم) بحوالي ٦٠٠ عام، حيث تظهر نقوش صلاية صياد الاسود على وجود كتيبتين من جنود مصريين يحملون الألوية/ الإعلام ويرتدون زيا موحدا ويتدرجون في أكثر من رتبة عسكرية.
– يعد دولاب الفخراني أقدم آلة تكنولوجية عرفها الإنسان القديم، ولقد عثر سير ليونارد وولي في مقابر أور الملكية بجنوب العراق القديم على أقدم دلائل وجود دولاب الفخراني/ عجلة الفخار تؤرخ من حوالي عام ٣١٠٠ ق.م، بينما دلت طرز وأساليب صناعة الفخار من طراز زهرة التوليب التي عثر على بعضها في موقع ديرتاسا قرب البداري في أسيوط من حوالي عام ٥٥٠٠ ق.م الميلاد إلى إستخدام دولاب الفخار في عملية صناعتها وخرطها لتكون مصر قد عرفت واستخدمت دولاب الفخراني من فترة أقدم بأكثر من ألفي عام من استخدامها في بلاد الرافدين.
– شرحت تفصيلا أسباب ودواعي تلقيب مصرنا الغالية بأم الدنيا في كتاب خاص كامل بنفس العنوان نشرته لي دار أخبار اليوم في سلسلة كتاب اليوم قبل عدة أعوام ويصعب إيجاز محتوى كتاب كامل في سطور وفقرات وقليلة ويكفينا القول بأن مصر الغالية كانت “أم المدنيات” على ظهر الأرض وأنها قد ابتكرت أكثر من مائة ابتكار واختراع لأول مرة في التاريخ لا يزال العالم بأكمله ينتفع بأصل فكرتها حتى الآن رغم التطور الكبير الذي لحق بها.
– استطاعت مصر التوصل إلى أقدم عمليات تحويل الاشكال الطبيعية إلى رموز كتابية لأول مرة في العالم القديم منذ حضارة نقادة الأولى حوالي عام ٣٧٠٠ ق.م، بينما تنسب أقدم جهود العراق القديم في الشأن الكتابي إلى بدايات الألف الثالث قبل الميلاد.
الدعوة إلى “تمصير” علم الآثار المصرية القديمة (علم المصريات) وذلك بالسعي لتمحيص وتدقيق عشرات بل مئات المسلمات التي توارثناها منذ قرنين وأكثر في ضوء المكتشفات الآثارية الحديثة ورؤى ونتاجات وجدانات العديد من العلماء والاثاريين المصريين الذين أضافوا الكثير وشرعوا في إثبات تواجد مصري واضح على ساحة علم المصريات الدولي منذ خمسة عقود مع التنويه ببعض عطاءات المحاضر في هذا الاتجاه.