وفاء نصر شهاب الدين تكتب غرام
لم يهدها قط باقة من الورد لكن حين تضع رأسها على صدره تبتسم لها من بين ضلوعه زهرة.
يشق نهر العمر بينهما فراقاً لكن سرعان ما ينتهي مصبه بين ذراعيها،تعلم جيداً أنه ليس لها لكن منذ متى امتلك أحدهم القمر أو استوطن أرض الشمس؟
كل عام يمر يمنحهما أسباباً قوية للفراق لكنه الفراق الذي يعد بلقاءات وشيكة تنسيهما معا مر الاشتياق..
يجلس بغرفة مكتبه ليقرأ ويكتب ويعمل منشغلاً عن العالم لكنه يعلم أن هناك بعيدً رغم المسافات يوجد قلب ينبض بأحرف اسمه نبضاً متصلاً لا ينقطع إلا بموت.
قد تفتتن بشعره الفضي وسامته اللافتة ،طوله الفارع، بنيته القوية،بزته الأنيقة ذات الأزرار الذهبية ورابطة عنقه التي ما أن يلتقيها حتى يتحرر منها وكأن وجودها يقلل من قدسية اللقاء.يمنحها ابتسامة مبهرة ،يفتح لها ذراعيه لترتمي بينهما منتشية ،يسمح لها بعبور جنته لكن يحرم عليها استيطانها ،تعلم أن لا وطن لها سوى ابتسامته فتختزنها بين طيات مخيلتها ثم تعود لتجترها حين الحنين..
ويل تعيشه هناك بعيداً حيث يظن العالم أنه الوطن،لا يعلم سواه أنها منذ التقته هاجرت حيث شوق لا ينطفيء ونيران ممتعة لا تحرق سوى ذكريات..
يمنحها روح الأبوة التي يعذبها فقدانها ثم سرعان ما تنتشي مسامها بلمسات حبيب قوي يقرأ صفحات قلبها كأنه من خط بيده قدر الصفحات.
عادل هو إلا معها،تظن أن بحبها يجب أن تشتري دقائق عمره وثوانيه،تتجاهل أنه أنانيتها أنه لم يكن يوما ملكاً سوى لأحلامه،يزعجها انشغاله الدائم لكن منذ متى فتنت برجل لا تمتليء ساعات يومه بانشغال؟
سرها الأعظم وهي الواضحة تماما لا تتقن إخفاء الأسرار لكنه تميمة الحظ التي تخشى عليها عيون الحساد وابتسامة القدر التي أهداها لها أخيراً فصارت تتلمس صدرها كل برهة حتى تتأكد أن لا أحد يلمحه من بين حنايا القلب النازف..
عام جديد يلوح مبتسماً من عمر محبتهما يتزامن مع ذكرى ميلاده،تظن أن سينشغل باحتفالاته وينسى تهنئتها بعام جديد ويظن أنها ستتجاهل ذكرى ميلاده فهي تخشى عليه مرور العمر..
“كبرنا عام” يفاجئها كما يفعل في نفس اللحظة كل عام،تبتسم للمفاجأة التي تتكرر دوما فترد مبتسمة”يا غرام كل ما نكبر يزيد”