د. محمد فتحي عبد العال يكتب رمزية المكان في ديوان مقبرة الأسماك الجماعية
ل.. عبد الحسين بريسم
ربما تكون المرة الأولى التي أقدم فيها رؤية نقدية لديوان شعر فدائما ما كنت على مقربة من تخصصي في التاريخ والعلم والقصة القصيرة وما سوى ذلك لا اقترب منه فما عساني أن أحصد منه لكن ديوان مقبرة الأسماك الجماعية نجح في أن يخرجني من هذه العزلة الأدبية وأن يفتح أمامي دروبا من المعاني الشعرية والتصويرية غابت واستترت في هذا العالم السريع المضني الذي يكبلنا بمفرداته المادية غير مكترث بمعاني الإنسانية..
الديوان كان بالنسبة لي لحظات من الواقعية المفعمة بالاحاسيس والمشاعر ..لقد جعلني أعيش أحداثه وأتنفس أحلامه وأغوص في رمزيات الأماكن ودفئها وما كان استنطاقه الأمكنة على الغلاف مجرد عبارة بل حق وحقيق لمن يطالع ما حواه الديوان من أماكن متنوعة تحمل في طياتها أحداث ووقائع جسام بين الماضي والحاضر وترسم معالم مستقبل يحمل الأمل ..
مقبرة الأسماك الجماعية هو إضافة حقيقية للمكتبة العربية التي تحتاج إلى مصنفات أدبية بكل هذا الثراء الأدبي والتنوع الفكري وغزارة المفردات والمعاني والرصد الذكي للأحداث والتصوير الصادق للأمكنة ..