أخبار عاجلةساحة الإبداع

الزهراء صعيدي /سورية تكتب جذوةٌ من بُردَة الشَّفَقِ

 

مَنْ يتبعِ القلبَ في ظلماءَةِ الأُفُقِ
يقطِفْ جنى حلمِهِ مِن بُردةِ الشَّفَقِ

ولا يبالي بِطولِ الدَّربِ سالكُهُ
لو أطبقَتْ شائكاتُ الغدرِ كالحَلَقِ

تسلَّلَ النُّورُ في دهليزِ كُربتِنا
يُحرِّرُ الحلمَ مِنْ تعويذةِ الغرَقِ

وَما لِطيرٍ غدا حُرَّ الجناحِ مدًى
فَكيفَ بالحُرِّ يغفو عَن عُرى الأفُقِ؟

لكَمْ رسمْنا دروبَ الشَّمسِ في ثقةٍ
أنَّا سنعبُرُها في زورقٍ وَرَقي!

وَكمْ نسجْنا منَ الآلامِ أشرعةً!
لولا تجلُّدُها في الرِّيحِ لم تُطِقِ

فَأبرقَتْ أمنياتُ النَّصرِ في غدِنا
وَانْحلَّ ما كانَ معقودًا على الحَدَقِ

وَأمطرَتْ في ربوعِ الشَّامِ غيمتُها
وزغردَتْ ياسميناتٌ معَ الودَقِ

فَلا الجراحُ جراحٌ حينَ تُبرِئُها
وَلا الدِّيارُ بكَتْ يومًا منَ الحُرَقِ

ومَنْ قَضى في سبيلِ المجدِ كانَ لنا
صرحًا لنَرتقيَ الأسبابَ للألَقِ

لنا منَ الأمسِ ذكرى لا نحيدُ بها
عنِ المُنى طبقًا ينسلُّ عنْ طبقِ

لنا منَ الأمسِ ذكرى لا نحيدُ بِها
عنِ المنى ما اعترى الأجفانَ مِن أرَقِ

وَإذْ تأذَّنَ فجرُ المعجزاتِ سما
زهرُ الأماني على ما فيهِ مِنْ رَهَقِ

تُسِرُّ أطيابُها للكونِ ما صنَعَتْ
حتَّى تفوزَ أقاحِيها بمُنعتَقِ

سوريَّتي شمسُ حبٍّ كلَّما خفتَتْ
تحجُّ أفئدةُ العشَّاقِ بالغَدَقِ

غدًا نُعيدُ لوجهِ الشَّامِ بهجتَهُ
ونزرعُ الحبَّ حتَّى آخرِ الرَّمَقِ
8/6/2025

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى