أخبار عاجلةأراء حرةالرئيسية

علاء العلاف يكتب رومان رولان : حين يكتب الضمير تاريخ الثورة

كتب رومان رولان في تلك المرحلة عددًا من المسرحيات التي تناولت الثورة الفرنسية، لا بوصفها مجرد وقائع تاريخية، بل بوصفها حركة إنسانية كبرى تهزّ الضّمير وتعيد صياغة معنى الحرية والعدالة… لم يقف رولان عند حدود فرنسا وحدها، بل استحضر عبر أعماله أحداثًا مفصلية تتجاوز التاريخ الوطني لتصير جزءًا من ذاكرة القارة الأوروبية برمّتها، لقد جعل من المسرح أفقًا للتأمل في مصائر الشعوب، وأداةً لكشف أعماق الإنسان في لحظات التحول العاصفة… هكذا بدا رولان، في كتاباته، شاهدًا على التاريخ وصانعًا لمعناه في آنٍ، فجمع بين الفن والفكر ليمنح القارئ والمشاهد معًا فرصة للتبصّر في حقيقة الثورة، لا مجرد حضورها حكايةً ماضية… ولعل الأجمل في أعماله أنه ظلّ، حتى في أكثر لحظات الكتابة حماسةً وثورية، وفيًا لإيمانه العميق بالسلام والعدالة، لم يكن يكتب ليمجّد العنف، بل ليفضح الظلم ويُذكّر بأن كل ثورة لا تسعى إلى الإنسان أولًا، تفقد معناها، من هنا، لم تكن مسرحياته مجرّد صور لأزمنة مضطربة، بل صدى لضمير حيّ ظلّ يرفض الاستسلام للصمت ويقاوم الكراهية بالحقيقة واليأس بالأمل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى