الشيخ الشعراوي علي المسرح القومي في رمضان المقبل 2023
كتب : محمد عكاشة
ضمن خطة العام الجديد للبيت الفني للمسرح، تقدم فرقة المسرح القومي مجموعة عروض مسرحية تحت عنوان “مسرح السيرة”، وقد تم الإعلان عن تقديم عرض عن قصة حياة الشيخ محمد متولي الشعراوي ويخرجه محمد علام، يعرض خلال شهر رمضان 2023.
السيرة الذاتية للشعراوي سوف يتم تقديمها في عمل مسرحي، عبر ”مسرح السيرة” الذي يهدف إلى تعريف الجمهور بسيرة ومواقف أهم الشخصيات المصرية التي أثرت في التاريخ المصري، وحتى الآن لم يتم الإعلان عن الفنان الذي سيقدم شخصية الشيخ محمد متولي الشعراوي، وكان المخرج خالد جلال رئيس قطاع الإنتاج الثقافي، والقائم بمهام رئيس البيت الفني للمسرح، كشف في مؤتمر صحفي عن خطة إنتاج فرق البيت الفني لعام 2023، والتي تضم 23 عرضًا مسرحيًا.
الجدير بالذكر أن الشيخ الشعراوي ولد في 15 أبريل عام 1911م، بقرية دقادوس، مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، وأتم حفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره، وحصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية عام 1923م، ودخل المعهد الثانوي الأزهري، وزاد اهتمامه بالشعر والأدب، وحظي بمكانة خاصة بين زملائه، فاختاروه رئيسًا لاتحاد الطلبة، ورئيسًا لجمعية الأدباء بالزقازيق، وبعد حصوله على الثانوية الأزهرية لم يُرد استكمال مسيرته التعليمية، ولم يرغب في الالتحاق بالجامعة إلا أن والده أصرّ على إكماله الدراسة في الأزهر، وبالفعل تخرج في كلية اللغة العربية عام 1940م.
وقد اختار فضيلة الإمام الشعراوي استكمال الدراسة في تخصص اللغة العربية، لتكون بابَه إلى جميع العلوم الشرعية، علاوة على ما تمتع به الشيخ من تمكُّنٍ في فنون اللغة العربية وملكاتها، كالنحو، والصرف، والبديع، ونظم الشعر، والخطابة، وطلاقة اللسان، ووضوح البيان، وبالفعل كانت اللغة العربية وملكاتها سبيله إلى تفسير القرآن الكريم، وتدبّر آياته، وإيصال معانيه إلى جمهور المسلمين في صورة سهلة واضحة وشيقة؛ حتى صار الإمامُ علامةً فارقة في عصر الدعوة الإسلامية الحديث، وصار الناس ينتظرون أحاديثه الأسبوعية أمام شاشات التلفاز، وعبر أثير إذاعة القرآن الكريم.
الشيخ الشعراوي له مواقف وطنية مشرفة ضد قوى الاحتلال، وجهودٌ موفقة في رد الشبهات عن الإسلام والقرآن وسيدنا رسول الله ﷺ، وتقديمِ ردود عقلانية ومنطقية عليها من خلال لقاءات إعلامية وميدانية مع شرائح المجتمع المختلفة؛ سيما الشباب منهم، وفي كل مكان مر عليه الشيخ أو منصب تقلده؛ كان له فيه عظيم النفع والأثر، في مصر و خارجها، ومن أشهر مواقفه إرساله برقية إلى الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود أثناء إقامته بالمملكة العربية السعودية يعترض فيها على نقل مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام؛ لتوسعة المطاف حول الكعبة الشريفة؛ مؤيِّدًا رأيه بالأدلة الشرعية على عدم جواز ذلك.
وقد استجاب الملك سعود رحمه الله لخطاب الشيخ، وأقر رأيه، ومنع نقل المقام من مكانه، واستشاره في بعض شئون توسعة الحرم المكي الشريف، وأخذ بمشورته، وبجانب العديد من المناصب التي خدم من خلالها الشيخ الجليل الدعوةَ الإسلامية، وله مؤلفات علمية عديدة منها معجزة القرآن، والأدلة المادية على وجود الله، وأنت تسأل والإسلام يجيب، والإسلام والفكر المعاصر، وقضايا العصر، وأسئلة حرجة وأجوبة صريحة، وبعد عمر مديد في رحاب الدعوة الإسلامية المستنيرة والسمحة، في خدمة الإسلام والمسلمين، توفي الشيخ عن عُمر يناهز السابعة والثمانين، في 22 صفر 1419هـ، الموافق 17 يونيو 1998م.