منال الأخرس تكتب : الثقافة الراعي الرسمي للأمم
صالون التميز وليلة عراقية
أقام صالون التميز الثقافي حفل استقبال جمع من ادباء العراق ، اعضاء الاتحاد الدولي للادباء والشعراء العرب ، واقامة جلسة شعرية مع حفل توقيع كتبهم بحضور ومشاركة نخبة من ادباء مصر وسوريا والسعودية واليمن حيث حضر الناقد والشاعر عبد العزيز الهاشمي والشاعرة ناهد شبيب والشاعر خالد الطيب والشاعر أشرف البنا والشاعر علي جلال والصحفي الكبير عواد الحناوي والشاعر الشاعر ماهر نسيم والاعلامية فاتن محسن والاعلامي د عمار احمد والدكتور محسن السيد والشاعر محمد الزيني أدار اللقاء الكاتب الكبير بهاء الصالحي وأعقبه جلسة ابداعية بقيادة الشاعر المتألق الجميلي أحمد عضو مجلس ادارة اتحاد كتاب مصر وقد شارك من وفد العراق الشاعر سعد صلال الشاعر مزهر حسن الكعبي الشاعر ناظم التورنجي الكاتب ناظم المناصير الاعلامي احمد سعدون البزوني وبحضور مراسلة قناة العراقية ، الاعلامية اسراء خليفة .. وفي نهاية الحفل وزعت شهادات المشاركة وقراءة البيان الختامي الحفل.. ابو حازم التورنجي Nathem Taha احمد سعدون البزوني Isra Khaleefa Ali وتناولت منال الأخرس رئيس صالون التميز في كلمتها العديد من المحاور ونصها: ليست الثقافة أو المثقف المعول في التنوير وقيادة الأمة وإنما تلك مهمة المفكر ، وهذا ليس انتقاصا من دور الثقافة والمثقف لأنه حجر الأساس في حماية الأمة من الغزو الفكري ، وبالطبع كل ذلك لخدمة المنظومة الثقافية . ومن هنا جاءت فكرة التكاتف الثقافي والقوى الناعمة على مستوى الوطن العربي وليكن هذا التجمع بين أدباء العراق ومصر نواة لمزيد من الفعاليات المتطلعة لغد أفضل خاصة وأن الأشقاء من اليمن وسوريا والمملكة العربية السعودية شاركونا تلك الأجواء الرائعة المتواكبة مع بدء فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في اجواء الاحتفال بذكرى ثورة شعب أبي نبيل فكنا قبل الثورة نعاني من الاحتكار الثقافي ، وهذا ما أدى لتردي الأوضاع ولكن ما أتمناه أن يكون في القريب خطة لتطوير المبدعين ، وهذا سيكون متاحا في ظل وقف التردي الثقافي في المرحلة الراهنة ؛ التي تتسم بالوعي بكل تلك الثغرات وبكل تلك المؤامرات الفكرية ؛ التي تستهدف الوعي الشعبي العام ، والشعب المصري سيبقى هو الراعي الحصري للثقافة التي تعتبر خط الدفاع الأقوى والأولى . ولعلنا وقفنا على أهمية الثقافة والأهمية البالغة للمثقفين إذا علمنا أنهم خط الدفاع الأساسي بل ربما الوحيد في صراعنا للبقاء وتحدينا للاندثار ، ولنا أن ندرك خطورة واقعنا الأليم الذي يشير إلى تقهقر نسبة المثقفين الحقيقيين وليس المزيفين ، لم يلتفت أحد أننا انصرفنا إلى أمور أخرى ورموز أخرى وأهملنا هذه الشريحة ، فتقوقعوا وانعزلوا . وأصبح المثقف مخلوق غريب ؛ فغربة الثقافة أفقدته ألفة الونس ، وأفقدت المجتمع البوصلة التي كانت توجهه وترشده ، وتضبط إيقاع الحياة وما يلزمها من مقادير لإعداد وجبات تضمن البقاء بشكل صحي بعيدا عن الثقافة المعلبة و المسرطنة والاكتفاء بوجبات ثقافية جاهزة وما تحتويه من سموم مغلفة ، فانفرد كل منا بوجبته دون التزام بمواقيت توحد الصف واختفى التجمع حول مائدة ثقافية واحدة وافتقدنا مشاركاتنا التي كانت تضيف إلى فائدتها وثرائها بأكثر من وجهة نظر فتقوم مسارها وتطرح ما علق بها من شوائب . المثقف وإن كان لا يقود المجتمع إنما هو الأساس في تقوية مناعته ضد أي أذى خاصة في ظل العولمة و الغزو الفكري ، وكلها حروب لن ينتصر بها إلا من اتسمت ثقافته بمناعتها القوية وعمق جذورها وتماسك الفروع بها ، الحرب الحالية هي حرب الهوية الثقافية ومثقفي الشعوب هم هويتها وأجهزتها المناعية ، فإن نقصت المناعة فما لها من بديل . وما يحدث من انتشار المراكز الثقافية بالأماكن التي افتقدت لها على مدى عقود يمنحنا كثير من التفاؤل وأن هناك خطوات تهدف تنشيط أجهزتنا المناعية وتحفيز خلايا المجتمع الثقافية ، وبالتوازي هناك جهود لبتر ما تلف لمنع زحف العطب عن باقي الجسد الثقافي ، إن عزلة المثقف فرضت عليه عندما تم تهميشه ، ولن يعود التوازن إلى المجتمع إلا عندما تناقش قضاياه من خلال رؤى المثقفين ومناقشاتهم. فأي نقاش سيسفر عن فائدة حتى وإن كان عقيما ، يكفي تحريك المياه من ركودها ، فالثراء لن يخلقه السكون والصمت ، ِفليس كل سكوت ذهبا وليس كل كلام فضة .
شكرا استاذه منال