ساحة الإبداع

نفس المكان قصة : مي محسن

 

نفس المكان قصة : مي محسن

 واظبت على الجلوس في نفس المكان يومياً مهما كانت شدة الحرارة أو برودتها، تجلس وعينيها معلقة على الباب الكبير تنتظر قدوم أحدهم، يظفر انتظارها بالنجاح يوم فتعود مع بسمتهم صبيه تنسي جميع آلامها تضحك وتتحدث معهم بلا عناء. . . . ‏ وعدة أيام يخفق انتظارها لهم فتتألم روحها تعطى لنفسها مبررات كثيرة لعدم زيارتها،لا يوجد في ذهنها أي شيء إلا رؤيتهم، تشتاق إليهم كما كانت تشتاق لرؤياهم وهم لازالوا أجنة في رحمها ‏ تمر مراحل حياتهم أمامها كل يوم تتذكر دموعهم وضحكاتهم. ‏ لم تتخيل يوم وهي تساعدهم في دراسة المواد المختلفة ليحصلوا على ا أعلى الشهادات والمناصب أن تلك الوظائف ستكون سبب انشغالهم عنها، لم تتوقع يوم أن كانت تزف ابنتها عروس وتدعوا لها بالذرية أنها تقدمها بيدها لمن يَسلُبها منها، لم يخصصوا لها ولو نصف ساعة في يومهم ليطمئنوا عليها، فأعباء الحياة كثيرة ( عذر أقبح من ذنب). ألم يكونوا هم عبئها طول حياتهم؟‏ أفنت سنوات عمرِها في مُراعاتهم. . . . . ‏ تربيتهم، تخطيط حياتهم. ماذا جنت من تعليمهم الصلاة وبر الوالدين منذ صغرهم؟ ‏ أتكون تلك چائزتها في آخر سنوات حياتها ‘ تركها في دار رعاية المسنين’؟ ! ‏ يا لهم من أبناء في غفلة عن أنهم في أمس الحاجة لبِرها بقلبها مفتاح الجنة والنار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى