أخبار ثقافية

وزيرة الثقافة استعادة لوحتين من مقتنيات الدولة لصلاح طاهر وصالح رضا كانتا مفقودتيْن

استعادة وزيرة الثقافة لوحتين من مقتنيات الدولة لصلاح طاهر وصالح رضا كانتا مفقودتيْن


 كتبت: إسراء عادل

أكدت الفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة استمرار جهود استرداد تراث الفن والإبداع المصرى المفقود باعتباره جزءًا من ملامح الهوية الوطنية، وأعلنت استعادة لوحتين تشكيليتين نادرتين أحدهما للفنان الرائد صلاح طاهر بعنوان الريف والأخرى للفنان صالح رضا بعنوان دائرة وجذع، وقالت إن اللوحتين كانتا من مقتنيات متحف الفن المصرى الحديث وتمت إعارتهما خلال سبعينيات القرن الماضى.

وأوضحت عبد الدايم أن قطاع الفنون التشكيلية برئاسة الدكتور خالد سرور تسلم اللوحتين من ورثة وأبناء صاحب شركة محمد عبد المالك للمقاولات الذين قاموا مؤخرًا بتسليم لوحة من وحي فنارات البحر للتشكيلى الرائد عبد الهادى الجزار، ووجهت لهم التحية لحرصهم على إعادة اللوحتين إلى الدولة، المالك الفعلى لهما مثمنةً إدراكَهم لأهمية صون كنوز التراث الوطني، وقررت عرض اللوحتين بمتحف الفن الحديث في إضافة جديدة لمقتنياته. 

ومن جانبه قال رئيس قطاع الفنون التشكيلية إنه قد تم فحص اللوحتين والتأكد من أنهما أصيلتان ، وأشار إلى أن لوحة الريف للفنان صلاح طاهر بمقاس 100 في 80 سم، ولوحة دائرة وجذع للفنان صالح رضا بمقاس 150 في 82 سم ومنفذين بخامات الزيت على الخشب وبحالة جيدة، مستطردًا  أن البيان التحذيرى الذى نشره قطاع الفنون التشكيلية نجح فى لفت الأنظار لأهمية تسليم الأعمال الفنية المفقودة الخاصة بالدولة إلى وزارة الثقافة.

ويُذكر أن الفنان صلاح طاهر هو أحد الفنانين التشكيلين الذائعي الصيت في مصر، ولد في مايو 1911 وتوفي عام 2007، ومثّل طاهر في بدايته تجسيدًا للمدرسة الواقعية في الفن ثم ما لبث أن انتقل إلى المدرسة التجريدية غير أنه لم يهجر المدرسة الواقعية تمامًا وفي كثير من لوحاته وأعماله حاول الفنان صلاح طاهر الخلط ما بين المدرستين والذي كان نتاجه مرحلة في حياته تسمى بمرحلة التجريدية الوسطية، كذلك رسم صلاح طاهر العديد من البورتيريهات وظل في عمل العديد منها حتى مرحلة متقدمة من مراحله الفنية برغم ما يمثله رسم البورتريه من تجسيد لروح المدرسة الواقعية.

 وقد رسم طاهر العديد من الشخصيات أمثال جمال عبد الناصر وأنور السادات، ويعد صلاح طاهر الفنان العربي الوحيد الذي تحتفظ جدران البيت الأبيض بواحدة من لوحاته، وقد صاحب طاهر في فترة من حياته المفكر الأديب عباس العقاد برغم فارق السن بينهما، فقد كان صلاح طاهر يبلغ 18 سنة بينما بلغ العقاد حينذاك شيخوخته، وقد أثر ذلك على أعمال الفنان فيما بعد، والذي أقام ما يربو على الثمانين معرضًا، ما بين المحلي والدولي، وكذلك اشترك في نحو 670 معرضًا جماعيا منذ عام 1933 وحتى وفاته.

كما حصل الفنان على جائزة الدولة التقديرية لعام 1974 مع وسام الاستحقاق، وتقلد العديد من المناصب الفنية المهمة منها إدارته متحف الفن الحديث وترقّيه لمدير المتاحف الفنية بوزارة الثقافة المصرية، وأخيرًا توليه رئاسة دار الأوبرا المصرية ما بين 1962 و 1966.

أما الفنان صالح رضا، فهو من مواليد القاهرة، وقد ولد عام 1932 ورحل عن عالمنا في 8 أبريل 2018، وخلال هذه المسيرة الثرية بالعطاء والوفاء لوطنه، حصل على دارسات حرة بكلية الفنون الجميلة قسم تصوير منذ 1946 إلى 1951، ودبلوم كلية الفنون التطبيقية قسم الخزف 1957، وحصل على درجة الكانديدات (اسبونتورا) في الخزف عام 1961 المعادلة لدرجة الدكتوارة المصرية، كما حصل على دبلوم السنترال من إنجلترا في فن الخزف عام 1963، وكان رضا مؤمنًا بالحوار الفكرى الجاد مع الشباب ومع الفنانين أقرانه، وهو أحد مؤسسي نقابة الفنانين التشكيليين ونقيبهم في الفترة من 1978 إلى 1987.

 وإلى جانب ذلك كان الفنان أستاذًا بكلية الفنون التطبيقية قسم الخزف جامعة حلوان، ومقرر اللجنة العلمية لهيئة تدريس كلية الفنون التطبيقية، جامعة حلوان بالمجلس الأعلى للجامعات، وكذا مقرر ترقية أساتذة الكلية عام 1992، وله العديد من المعارض الفنية الخاصة والمعارض الجماعية المحلية منها والدولية.

 ناهيك عن إسهاماته ومقالاته ومؤلفاته الفنية اللاتي تُحيين حسنَ أثره وتُخلّد ذكراه اليومَ وغدًا، ومنها كتاب اللغة التشكيلية في القرن العشرين وعلاقاتها باللغات الأخرى، ولم تغفل الدولة عن تكريمه، ونذكر من جوائزه المحلية، جائزة الدولة التشجيعية في فن النحت مع وسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام 1964، ومن جوائزه الدولية، جائزة مهرجان الفنون التشكيلية في بغداد عام 1987 عن تمثال الشهيد.



مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى