قصتى مع الكتابة بقلم د إنجى البسيونى
قصتى مع الكتابة بقلم د إنجى البسيونى
قبل أن أهيم فى إبحارات الحرف وعوالم الكتابة وفى عصور ما قبل الوعى ،
بدأت فى مرحلة الطفولة والصبا بقراءة الروايات البوليسية العالمية على نحو خاص مع صديقاتى المقربات جدا صديقات الدراسة والصبا ،
وظنى واكتشافى الصحيح المبكر فى كل مرة للمجرم الخفى فى الرواية لم يخطؤه أبداً حدسي مما فتح ادراكى مبكراً
فى صباى كانت لى محاولات بدائية لم أطلع عليها أحداً وكأنها بوح مكتوم أو خربشات خجلى على الورق وقبل أن أعى هدفى بالتحديد فى أجناس الكتابة كانت لى محاولات شعرية وبعض الأقصوصات الإجتماعية والعاطفية ،
ولكنى لم أعبأ بها لأنى لم أتخيل يوما أنى سأسير فى درب النشر ، منها كتابات حبت نحو النور فاصطدمت بالعتمة و النسيان وكتابات لم ترقى إلى مرتبة النشر فيما بعد ،
ولكنى ظللت أقرأ وأقرأ وأقرأ … حتى مرت السنون وأخذتنى فى متونها المشاغل وفى تفاصيلها الأيام التى
استهلكتنى فأهلكتنى و استأثر بجل اهتمامى تربية الأبناء، ثم بدأت فى مرحلة الدراسات العليا فى فن التاريخ وعلمه الواسع وبدأ حبر التاريخ فى النزف والإغداق ورُفعت صحف الأدب إلى حين ،
فظننت أنى شطحت كثيرا ً عن هوايتى التى أحبها ولكن فى واقع الأمر أنى كنت أحفر أساسا من نوع آخر ،
وخصوصا أنه يوجد علاقة وثيقة ما بين التاريخ والأدب فكلاهما قص من نوع مختلف وبمعايير متباينة ….
و ذات وعى استيقظ الأدب فى قلبى وعقلى مرة أخرى وكأنه عاد ليثأر بقوة من كبته فى قبو النفس كل تلك السنوات
وينتقم من عقلى بطريقته اللذيذة ،فالدراسة الأكاديمية عطلتنى أدبياً فربما كنت فى تلك السنوات الكثار كتبت العديد من الروايات ؛
فالدراسة المنهجية تقتل الخيال وتلزم الكاتب بالنصوص الموثقة وأى محاولة لاستخدام الخيال فيها يعد مخالفة للمعاير البحثية و للأمانة العلمية ولكنها أفادتنى كثيراً لا شك فأثقلت عقلى وهذبت فكرى ونوعت ثقافتى ،
ثم كتبت ونشرت أعمالى الأدبية فجاء دعم الأصدقاء المخلصين لكتاباتى وحرفى أكثر بكثير مما توقعت ،
وكان تشجيع أصحاب سمو التعبير اللغوى بكتاباتى بالغ الحفاوة و أجمل مفاجآت القدرلى ، شجعنى كل ذلك كثيرا لأستمر فى الكتابة وأملأ مداد قلمى كلما فرغ، لأثبت للعقبات والتحديات والعراقيل أنى الأقوى.
مازلت على درب القلم أحبو، ولازال أمامى الكثير لتحقيقه إن أراد الله ووافقت مشيئته أمنياتى ، وسأظل أجتهد حتى تعترف بى لغة الضاد إبنة شرعية لها.