مَدَائِنُ حَائِرَةْ … شعر رمزي حلمي لوقا
الرِّيحُ تَعصِفُ
والمَدَائِنُ حَائِرَةْ
والرُّوحُ في جَوفِ المُكَابِدِ خَائِرَةْ ،
والشَّمسُ في مَوجِ الغُيِومِ شَحِيحَةٌ
والعَينُ مِن دَمعِ السَّحَائِبِ مَاطِرَةْ ،،
والفُلكُ يُبنَى والمَنَابِرُ تُعتَلَىٰ
ومَوَاعِظُ الرَّهبَانِ تَخطُو فَاتِرَةْ ،،
تَأتِي المَوَاعِيدُ الَّتِي أرهَقتهَا
تَدنُو على وَقعِ الدَّقَائِقِ ثَائِرَةْ ،،
وسَنَابِكُ الأيَامِ تَخمِشُ هَامَتِي
والذِّئبُ يَعوِي كَي تَدُورَ الدَّائِرَةْ ،،
البَعضُ مـرتَبِكٌ تَخَطَّفَهُ الهَوَىٰ
والبَعضُ مَيَّالٌ لِفَقدِ الذَّاكِرَةْ ،،
والبَعضُ ثُورَتُهُ المُؤَجَّلَةُ الَّتِي
في جَوفِهِ المُلتَاعِ تَسحَقُ دَابِرَهْ ،،
والبَعضُ يَرقُصُ فَوقَ أحبَالِ الهَوَا
في كُلِّ آنٍ قد يُلَوِّنُ نَاظِرَهْ ،،
والبَعضُ يَشدُو والمَصَائِب تَنجَلِي
والبَعضُ يَركَعُ حِينَ يَنظُرُ نَاحِرَهْ ،،
نُوفِمبِرُ الغَضبَانُ لا يَلوِي عَلى
فِعلٍ يُبَعثِرُ نُورَهُ أو حَاضِرَهْ ،،
والمَاءُ يَعلُو والحَدَائِقُ تَختَفِي
والقُبَّةُ البَيضَاءُ تَبدُو هَادِرَةْ ،،
والرَّعدُ في كَبِدِ المَنَازِلِ يَعتَوِي
والسَّيلُ يَسبِقُ في المَظَالِمِ عَابِرَهْ ،،
والمَوتُ في حِضنِ المَخَاوِفِ يَرتَمِي
والنُّورُ يُحجَبُ في اللَيَالِي الخَاسِرَةْ …
اكتوبر ٢٠٢٢