في شرفةِ أمي
أستلقي كل مساء
أحداث اليوم تطاردني
وأراجع بعض الأشياء
فإذا بالذكرى تلو الأخرى
بالحب الضائع
بالرأي المائع
بالسندسِ
والاستبرق
والخطأ الشائع
في الأنباء
أنظر لسماءٍ تمشي
من فوق سماء
أتذكر بنت الخالة
حين تمرد فيها قلبٌ
وتسامر فيه شعبٌ
واحتل جميع الأعضاء
ما من أحدٍ يأخذني
من حيلةِ عائلتي
غير كتابٍ
تتبعني سيرته
تحملني عترته
فأقلب في قلب مسيرته
وأقارن ما بينَ
الأجزاء
أكشف فكرتي عنه
وأغير نظرتي فيه
وأراجع بعض الأسماء
فإذا بالقصة تلحقني
تتكرر في أشخاصٍ
لم تمنعهم أيام صباهم عني
أو أحلام البسطاء
وتراءوا أمامي حين أواجه معضلة كبرى
أو يلحقني سُخف الأجواء
في شرفة أمي
أتذكر بعضًا منهم
أتوسم خيرًا فيهم
فما من أحدهمو إلا وغادر موقعه
شاءت صحبته
أو
ما شاء
في شرفة أمي
أستحضر كل وجوه السهرة
كل جليس في المقهى
كل زميل
في الإسراء
كنا كطيور النورس
ننفض أمطار شتاء العام القادم
ونجفف عرق المشوار الصعب
حاولنا التحليق المُر
والتسويق لمرفأ أمتنا
لكنا فشلنا مرارًا في أن نترقى
بطيور الأمس
لنغادر بعد عناء
في شرفة أمي
أتذكر أشخاصًا
لعنوا غيبتي المستورة
خانوا العشرة والصحبة والصورة
والعيش المالح
والوجه المتسامح
وفجوره
في شرفة أمي
أجلس معها
نتبادل أطراف حديث يومي
نتسامر
نتذكر
نضحك
نتجاذب جرحًا محفورًا
في قلبينا
وزكاة ملء يدينا
وغيابًا يتربص
بكلينا
ننظر لسحابة صيفٍ مازالت تخفي
مفاتنها
نتأمل فيما حصدته
طوال سنين الشفق
الدامي بعد ضياع
معالمها
فنعيد التفكير سويًا
هل من ماضٍ للمستقبل؟
هل مستقبلَ
للماضي؟
مازلتُ مريضًا
يا أمي
وأعاني بعض
الأعراضِ
https://www.youtube.com/@ElgemelyAhmed
أوبرا مصر ، ساحة الإبداع
