أقامت الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، برئاسة الأستاذ الدكتور أسامة طلعت، ندوة بعنوان “يوم الشهيد”.
استهل الحديث الدكتور أسامة طلعت بالترحيب بالضيوف وإلقاء الضوء على مكانة هذا اليوم المجيد في تاريخ مصر المعاصر .
وتابع الدكتور أسامة كلامه مشيدا ببطولة الفريق أول عبد المنعم رياض الذي استشهد بين جنوده مؤكدا أنها عادة جيش مصر وقادته الذين يكونون دائما في مقدمة خطوط المواجهة.
ومن جانبه تحدث الدكتور أحمد زكريا الشلق عن عبد المنعم رياض مؤكدا امتلاكه كل مواصفات الزعامة من ثقافة وأخلاق و استعرض حياته منذ ميلاده بقرية سبرباي بالطريق الزراعي في طنطا أثناء إعارة والده إلى السودان.
وكان رياض يجيد الإنجليزية والفرنسية كأهلها. وفي مارس ١٩٦٩ كانت مصر تشهد مرحلة الردع بعد مرحلة الصمود في حرب الاستنزاف وبينما كان على الجبهة استشهد.
وقال الشلق: كنت طالبا في السنة الاولى بكلية الآداب بجامعة عين شمس وخرجنا جميعا في توديعه في جنازة مهيبة.
وتحدث اللواء أحمد القاضي رئيس جمعية قدامى المحاربين عن عبد المنعم رياض الذي أطلق عليه
الروس لقب الجنرال الذهبي أثناء دراسته هناك وتفوقه لاحتلاله المركز الأول بينهم. وتولى رئاسة الأركان في ١١ يونيو ١٩٦٧ ليصبح القائد الحقيقي للجيش.
وتابع اللواء القاضي قائلا: التحقت بالكلية الحربية بعد استشهاد عبد المنعم رياض بستة أشهر وتم تسمية دفعتنا بإسمه.
وكان والد عبد المنعم رياض ضابطا في الجيش فنشأ نشأة عسكرية رسخت في وجدانه حتى ترك كلية الطب والتحق بالحربية ملتحقا بسلاح المدفعية المضادة للطائرات وكان من أوائل من عملوا في هذا التخصص الجديد.
وقد تولى إعادة بناء الجيش بعد انهياره واستعاد الروح المعنوية للجيش. وبدأ مهام اختراق حدود العدو والمقاومة التي بدأت بمعركة
رأس العش واستمر في مهمته حتى
تم رصده أثناء زيارته للمعدية ٦ لتفقد الميدان فأمطر العدو المنطقة بقذائف المدفعية التي أدت إلى استشهاده. وبعد استشهاد عبد المنعم رياض بحوالي ٤٠ يوم تم الثأر له من خلال عملية قادها الشهيد إبراهيم الرفاعي.
وتحدث الدكتور أحمد الشربيني عن المواجهة الاقتصادية أثناء حرب الاستنزاف التي جاءت بعد تدمير القوات المسلحة المصرية في نكسة ١٩٦٧ والمعاناة من أزمة اقتصادية طاحنة.
وشهدت تلك الفترة تعطل كثير من المصانع والأنشطة الاقتصادية مع عجز كبير في ميزان المدفوعات وزيادة مديونية مصر الخارجية وتدهور الناتج المحلي القومي.
وضمت الأنشطة التي توقفت مصانع الحديد والصلب والغزل والنسيج.
وقام خبراء اقتصاديون على الفور بوضع خطة اقتصادية قومية تمكن مصر من إعادة بناء الجيش الوطني مع الحفاظ على معدلات التنمية ومن بين هؤلاء حسن صبري عبدالله.
وتحدث الدكتور السيد فليفل مؤكدا أن المشروع الصهيوني لا يتوقف عند إنشاء دولة إسرائيل وأن ضرب تجربة عبد الناصر في مصر كان هدفا أمريكيا وكانت الولايات المتحدة الأمريكية أول دولة تعترف بدولة إسرائيل.
وقد حرص عبد المنعم رياض على بناء موقف عسكري عربي في قضية صراع مصر وإسرائيل. وتابع الدكتور فليفل متحدثا عن تحميل هيئة الأركان المسئولية الكاملة للهزيمة على عاتق عبد الحكيم عامر ولذلك كان عبد المنعم رياض مؤمنا بضرورة إقصائه من قيادة الجيش. وأكد فليفل أن حالة النهوض التي شهدتها مصر كانت سببا رئيسيا للعدوان عليها. ولكن الشعب المصري تصدى لكل المؤامرات بقوة ومازال يتصدى لها.
الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية