الرئيسيةدراسات ومقالات

منال رضوان تكتب قطوف وثمار في الفضائل والخصال

منال رضوان تكتب قطوف وثمار في الفضائل والخصال

الثقة (١ – ١)

 

صفة محمودة؛ إذ جمعت بين سلامة القلب ونقاء السريرة، والتوكل والإيمان بالقدر حلوه ومُره والصبر والاحتساب عند النوازل، فهي خصلة جامعة لعدة خصال يعمر بها فؤاد المؤمن وتطيب بها نفسه وإن تكاثرت عليه المِحن.
وفي باب الثقة يقول عبد الله بن محمد الأنصاري:
قال الله تعالي: (فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلِْقيهِ فِي الْيَمِ).
الثقة: سواد عين التوكل، ويقظة دائرة التفويض، وسويداء قلب التسليم، وهي على ثلاث درجات؛ الدرجة الأولى: وهي درجة الإياس، وهو يأس العبد من مقاواة الأحكام، ليقعد عن منازعة الأقسام، ليتخلص عن قحة الإقدام.
الدرجة الثانية: درجة الأمن، وهو أمن العبد من فوت المقدور، وانتفاض المسطور، فيظفر بروح الرضا، وإلا فبعين اليقين، وإلا فبلطف الصبر.
الدرجة الثالثة: معاينة أزلية الحق، ليخلص من محن القصود، وتكاليف الحمايات، والتعريج على مدارج الوسائل.
وفي “نهج الحكمة” يخبرنا الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه عن مذمة الشك فيقول:
– إذا ظهرت الرِّيبة ساءتِ الظُّنون.
وفي تعظيم اليقين يقول:
– نومٌ على يقينٍ خَيرٌ مِن صَلَاةٍ على شَك.
ومما قاله عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في أمر الثقة:
– كل ما احتاج إليه العبد من أمر الدنيا والآخرة، فالله مالكه والقائم به لا يوصله إليه غيره، ولا يمنعه غيره، مع خروج الرغبة والرهبة والخوف من القلب ممن سوى الله تعالى، والثقة به والعلم الخالص واليقين الثابت أن يد الله المبسوطة إليه، الموفية له من كل ما طلب، فلا يصل إليه معروف إلا من بعد أمره، ولا يناله مكروه إلا من بعد إذنه
كما روي عن الفضيل* أنه قال:
– المتوكل على الله الواثق به، لا يتهمه ولا يخاف خذلانه.
وكذلك المتوكل على الله إذا ملَّكه الله تعالى شيئًا من أمر الدنيا وفضل عنده، لم يدخره لغدٍ إلا بالنية أن الشيء إنما هو لله، وموقوف لحقوق الله، وهو خازن من خزَّان الله، فإذا رأى موضع الحاجة سارع إلى الإخراج والبذل والمواساة، وكان في الذي يملك وإخوانه سواء.
وإنما يجب ذلك عليه لأهل الستر خاصة والقرابة وأهل التقوى.
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
( ليس الزهادة في الدنيا بتحريم الحلال ولا بإضاعة المال، ولكن الزهد في الدنيا أن تكون بما في يد الله أوثق منك بما في يدك، وإذا أصابتك مصيبة كنت بثوابها أفرح منك بها لو بقيت عنك)
وقال بلال رضى الله عنه: جئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعي تمر، فقال: (ما هذا؟)، فقلت شيء ادخرته لإفطارك، فقال: (أنفق بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالا، أما خشيت أن يكون له بخار في جهنم) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

يتبع

منال رضوانقطوف وثمار في الفضائل والخصال

 أوبرا مصر  – دراسات ومقالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى