ساحة الإبداع

الزهراء صعيدي تكتب مصباحُ الحيارى

آلَيتَ أن تهبَ السَّرابَ هزيمَتَكْ
ورسمْتَ نحوَ المستحيلِ مسيرَتَكْ

من حولِكَ الماضُونَ ألقَوا وِزرَهُم
في كلِّ دربٍ واتَّبعتَ طريقَتَكْ

لم ترضَ عنكَ فكيفَ يرضى من يرا
كَ ولستَ تُبدي للأنامِ حقيقَتَكْ

وعلى سموِّكَ نجمةٌ بينَ الألى
أخفَيتَ في حُجُبِ التّواضعِ قيمَتَكْ

قد كنتَ مصباحَ الحيارى يهتدي
بكَ كلُّ تَيهٍ مُذ أقمتَ شريعَتَكْ

ولَكَم غزلْتَ منَ القصيدِ منارةً
وجعلْتَ حلمَ المّدلِجينَ قضيَّتَكْ

كم رابَهُم جهلُ الغُيوبِ وما بها
حتَّى مدَدْتَ إلى القلوبِ سكينَتَكْ

وحملْتَ عن كبدٍ تئنُّ همومَها
نكِرَتْ على طولِ الرَّخاءُ صنيعَتَكْ

تاهَت مراكبُهم وضاقَ بأفْقِهِم
أملُ النَّجاةِ،وكنتَ تُضمرُ خِيفَتَكْ

ومضَيتَ في بحرِ الضَّياعِ مُغامرًا
فعلامَ تَمهُرُ للعُبابِ سفينَتَكْ؟

 

والقلبُ أوثَقُ ما يكونُ يقينُهُ
أن تقتفي نحوَ المرادِ بصيرَتَكْ

ما كنتَ تحسِبُ للصِّعابِ حسابها
لتُعِدَّ للسَّفرِ الطَّويلِ حقيبَتَكْ

ما عادَ يَحدوكَ الأنينُ ولم يعُدْ
للأمسِ شوقٌ يستمرُّ مَريرَتَكْ

لكأنَّ حبَّكَ في الحياةِ زرعتَهُ
للرِّيحِ تأكلُ في العجافِ حصيدَتَكْ

كم خيبةٍللواهبِينَ مرارُها
حلَفَتْ ستدفعُ عن نداكَ ضريبَتَكْ

مازلتَ تنظرُ للسَّما مُتفائلًا
أن تلتقي في السَّابحاتِ حبيبَتَكْ

ورَجَوتَ عينَ الأمنياتِ فما أفا
ضَتْ ريَّها،وجرَعتَ يأسًا مِيتَتَكْ

ما ضِقتَ صبرًا والمواجعُ تعتريكَ
وليسَ تُثني النَّائباتُ عزيمتَكْ

وكأنّكَ المَمهورُ للأحزانِ أو
هيَ منكَ كادتْ أنْ تكونَ خليلَتَكْ

عجبًا لقلبكَ ما ندِمتَ لخيبةٍ
يا ليتَ شعريَ هل أعاتبُ شيمَتَكْ!

ساحة الإبداعأوبرا مصر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى