قريباً عن دار وعد للنشر والتوزيع رواية “كامليا” للأديب حمدي عطية

كتبت : ناهد عبدالسلام
تصدر قريباً عن دار وعد للنشر والتوزيع، رواية “كامليا” ، للأديب والروائي حمدي عطية ، وتتحدث الرواية عن كراهية أهل الصعيد لخلفة البنات وذلك من خلال بناء درامي متكامل وأوبرا مصر تَنشُر نص من الرواية لتفتح باب التشويق علي مصرعيه أمام القراء.
في ليلة تشبه هذه..
كان أبي واقفًا خلف الباب في انتظار فرحته ولهفته واشتياقه بعد سنوات من العقم والانتظار الطويل، كان أبي يريدني ذكرًا، فلما اكتشف أني أنثى، وعندما قالت له الداية قبل أن تسرع هاربة من زفّ خبر -إنها بنت- انتابته نوبة الذعر، وانطفأت فرحته من عينيه الواسعتين، وهاج بالسباب اللعين في وجه أمي، وكاد أن يقتلها قبل أن يذهب عن جسدها وجع وآلام الولادة، وتوعدني بالوأد والقتل والشَرُّ يتطاير من عينيه! كانت أمي ساكنة؛ لأنها تدرك أنها فعلت جُرمًا، وكأن مصيبة حطت فوق رأسها، وتوترت من شدة الخوف، وقالت له – تتوسل إليه- بقلب مكسور: يقولون إن رزق البنات واسع.. ثم سكتت وكان عليها أن تخرس حتى يتكلم هو، ويُنَفِّسَ عن مكنونه، ولكنه لم يفعل، ومشى تاركًا المكان بعد أن التهمها بنظرات شذرة، وكان لا يستطيع السير في الطريق علانية، ورفضت أمها أن تلف القماط الذي تتدلين منه أصابع اليد الخمسة حول خصري؛ لأن الحاسدين لا يحسدون البنات، وتتلو الآيات سريعًا؛ خوفًا من أن يقتلني أبي؛ لأن الشك يملأ قلبها، فكانت تتظاهر بالنوم أثناء الليل، لكن لا يغمض لها جفن.
تذكرت فجأة أخاها “الشيخ عبد الواحد” الذي لم يقم بزيارتها منذ سنوات طويلة بعد أن طرده زوجها من داره.
سابًّا إيَّاها: الباب يفوّت جملًا؛ لكنه يحبها ويخلص لها، فأرسلت إليه سرًّا وفرح بي فرحًا شديدًا، ونظر إلى أمي قائلًا:
– توفيق أنا أعرف خباياه وخفاياه، لكن هذه اللحظة لا أعرف نواياه، أما البنت الملاك الطاهر، فإنها في رعايتي وحمايتي، وراح يداعبني مبتسمًا، قائلًا لي:
– تعالي هنا، بماذا أناديكِ؟
– نناديكِ “كاميليا”.
فرحت أمي أيضًا بهذا الاسم، وقالت:
– “كاميليا”!
وأحسستُ بالسعادة تغمر جسده، وما كانت تشرق شمس الصباح إلّا وأنا في بيت خالي.
أوبرا مصر ، أخبار ثقافية