وليد محمد حسني يكتب رحلة مع النبي حلقة (14)
هل تذكر يا صديقي شكواك بأنك بلغت الأربعين عاما ولم تحقق ما كنت تحلم به وتتساءل هل من الممكن أن يتبدل الحال و تبدأ الحياة بعد الاربعين ؟!!! هل من الممكن أن يحدث التغيير أم نستسلم لروتين الحياة الذي فرضته علينا الظروف ؟! هل من الممكن أن نحقق بعد الأربعين ما عجزنا عن تحقيقه وقت الشباب والفتوة والقوة والصحة والوقت المتاح وقلة المسؤوليات ؟!!
لن أسرد عليك يا صديقي قصص الناجحين الذين بدأوا بعد سن الأربعين في التقدم في وظيفتهم أو مستواهم الإجتماعي والمالي أو حتى الذين نجحوا في إقامة مشروعاتهم الخاصة سواء الأدبية أو المادية ولكني سأتحدث معك عن الأصعب والأخطر عن التغيير في الرسالة والأفكار والمبادىء والمعتقدات أيضاً.
دوما نخاف من هذا السؤال لماذا أنا هنا ؟ وفي أي طريق استكمل المشوار
دوما الخروج من منطقة الأمان التي نعيش فيها حتى وإن كانت وهمية يكون صعبا على النفس البشرية .
مع النبي الكريم حدث كل هذا وتبدلت الحياة العادية الهادئة التي كان يعيشها إلي حياة أكثر حزنا وألما ومسؤولية وصعوبة ولكن أكثر سعادة لقد اكتشف الرسالة التي يجب أن يعيش من أجلها … لقد وجدت الطريق .
إن نزول الوحي على النبي وهو في سن الأربعين رسالة لنا جميعا تقول أن التغيير ممكن أن يحدث في أي وقت وفي أي مرحلة عمرية وأننا لا يجب أن نيأس أبدا
وقد تقول يا صديقي هل إنقلاب الحياة وتغيير نمط الحياة هكذا رأسا على عقب شيء سهل ؟!!
أقول لك : لا طبعا ليس سهلا ولكن هل تريد النجاح وأنت تشرب كوبا من الشاي
هل تريد أن تكون سيد الانبياء وأنت فقط تقضي وقتك منعزلا في غار حراء
إن الحياة كفاح يا صديقي وعلى قدر المشقة يأتي الأجر
واذا قلت ماذا بوسع رجل واحد أن يفعل أقول لك لقد فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل واحد في سن الأربعين استطاع أن يغير خريطة العالم كله في ٢٣ عاما فقط و مازالت آثاره حتى الآن .