أخبار ثقافية

رحلة إلى ذات امرأة” رواية جديدة للكاتبة صباح بشير.

كتبت منال رضوان

صدر حديثًا عن دار الشّامل للنّشر والتّوزيع صدرت رواية “رحلة إلى ذات امرأة” للكاتبة المقدسيّة صباح بشير، وتقع في مئتين وثلاث وسبعين صفحة من الحجم المتوسط، يحمل غلافها الأوّل لوحة للفنّان جمال بدوان، أمّا الغلاف الأخير فهو متوّجٌ بكلمة الأديب محمود شقير، الذي قدّم شهادة نصيّة مختصرة، تشير إلى جوهر الرّواية، وقد جاء تقديم الرّواية بقلم الكاتب زياد جيوسي الذي رأى أنّها رواية اجتماعيّة بامتياز، تسلّط الضّوء على العديد من القضايا الاجتماعيّة وبعض الزّوايا المعتمة في المجتمع.

الكاتبة صباح بشير
الكاتبة صباح بشير

بطريقة السّرد الاستذكاري “فلاش باك” تعود الكاتبة بذاكرة بطلة الرّواية حنان إلى الماضي وإلى أحداث سابقة مضت، تستحضرها وتستذكر أسرتها ومعاناتها وما واجهته من تحدّيات، فيمتزج الصّوت الظّاهر “حنان” بالمتكلّم الخفيّ “الرّاوي”، ليشكّلا معا الشّخصيّة الرّئيسيّة، وتشكّل المناجاة والحوار الذاتيّ “المونولوج” خلفيّة هامّة للسّرد، وذلك بأسلوب متتابع معبّر يلوذ بالنّصّ من التّفكّك والتّشتّت.
تتحدّث حنان عن نفسها فتصف أمومتها ومشاعرها وما دار حولها من أحداث، وجهات نظرها ورؤيتها للأمور، أحلامها وتوقعاتها وآمالها، تسلّط الضّوء على ما فات من حياتها بعد أن اصطدمت برفض المجتمع لها بعد الطّلاق، تصف وقع تلك الأحداث عليها وعلى روحها، وكيف ساهمت تلك التّجربة في بناء شخصيّتها، تلك الشّخصيّة التي ظهرت هشّة ضعيفة في البداية، بسبب التربيّة القمعيّة التّقليديّة التي تربّت ونشأت عليها، وصُقلت بعد ذلك بالتّجربة والعلم والعمل، لتثبت قدرتها على تحدّي العقبات والصّمود والنّجاح.
كما تطرّقت الرّواية إلى قضايا الشّرف وسمعة العائلة والجرائم التي ترتكب بذريعة الدّفاع عنها، طرحت مشكلة العنف ضد المرأة، ومشكلة الطّلاق وتعدّد الزوجات، وقدّمت بعض النّماذج النّسائيّة المختلفة المأخوذة من الواقع، منها الإيجابيّة والسّلبيّة؛ لتكون مرآة تعكس طبائع البشر، أمّا الرّجل فقد حضر بصور مختلفة منها الرجل السّلطوي المعيق لتطوّر المرأة، والرّجل المثقّف المتفهّم، والأب الحاني المحبّ المساند والدّاعم لأبنائه وأسرته، برزت تلك الشّخوص بمختلف طّباعها وتّصرّفاتها، وبكلّ ما فيها من عيوب وبما تحمله من عواطف أو أحقاد، لتساهم بدورها في بناء وتطوّر الفكرة ونمو الحدث.
أمّا مدينة القدس فكانت حاضرة كمسرح للحدث، ثمّة أمكنة أخرى وأحاسيس متزاحمة في هذا العمل، وألم لا يوشك القارئ أن يغادره إلا ويتعثَّر به ليعود إليه من جديد.
“رحلة إلى ذات امرأة” تجربة لافتة في اللّغة الرّوائية، تجمع بين شفافية الحرف وفنيّة الصورة وبراعة التصوير الشعوريّ، وبين واقعية السّرد.
هذا وقد صدر للكاتبة كتاب “رسائل من القدس وإليها” مع الأديب جميل السلحوت.

أخبار ثقافية أوبرا مصر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى