بقلم/ حسام عبد القادر مقبل
“الحياة ذكريات جميلة وحزينة، سعيدة ومؤلمة، قد تكون مليئة بالإنجازات، أو بالإخفاقات.. وتبقى الصورة هي التي تسجل هذه الذكريات وتحتفظ لها لتصنع تاريخنا”.
حكاية أول تلميذ بمدرسة الدكتورة منى الصبان
تعرفت على الدكتورة منى الصبان من خلال الإنترنت، وبما أني كنت شغوفا – وما زلت- بكل ما يدور على الشبكة العنكبوتية وأبحث عن كل جديد في عالم الثقافة والإعلام، فعثرت وقتها على رابط لموقع إلكتروني بإسم مدرسة السينما على الانترنت.
أعجبت بالفكرة المبتكرة وقتها، فأن يتم دراسة هذا الفن الجميل عن بعد دون الحاجة إلى حضور محاضرات في قاعات مغلقة، هو قمة الابتكار والتقدم، وفوجئت أيضا بكم المادة المهمة التي يحتويها الموقع والتي تم إضافتها بحرفية ومهارة وذكاء.
أرسلت إيميل للمدرسة أعرفهم بنفسي، وجاء رد دكتورة منى الصبان الأستاذ بمعهد السينما، ومديرة المدرسة فوريا، وكنت في قمة السعادة عندما عرفت أنني أول طالب بالمدرسة.
وحددت موعدا مع الدكتورة منى وذهبت لها القاهرة، فلا يمكن أن أفوت الفرصة لعمل تقرير صحفي عن هذا المشروع الرائع والرائد.
ولكن في الحقيقة لم أكتف بعمل حوار أو تقرير صحفي بل كانت المقابلة سببا لصداقة طويلة ومستمرة، فهي شخصية ودودة وبسيطة جدا لا يمكن لأي إنسان يتعرف عليها إلا ويتمسك بصداقتها.
وقمت بعدها باستضافتها في منتدى الثقافة الرقمية الذي كنت أنظمه مع صديقي العزيز منير عتيبة في قصر التذوق بالإسكندرية، وأتذكر أن الفنان الرائع الأستاذ ماهر جرجس وكان وقتها مديرا للقصر طلب من الدكتورة منى الصبان أن تنظم ورشة شهرية باسم المدرسة في القصر.
وكنت أنتظر لقائها الشهري بقصر التذوق لأجلس معها جلسة مريحة نفسيا، وكانت تحب دائما أن تجلس في أماكن بسيطة بعيدا عن التكلف والرسميات، وهكذا تعددت اللقاءات والتي كانت تحظى دائما بمريديها من طلاب المدرسة وأصدقائها، والذين يحاطونها دائما بكل حب.
والصورة اليوم مع الدكتورة منى الصبان في رحاب مكتبة الإسكندرية عندما نظمت لها ندوة خلال معرض مكتبة الإسكندرية للكتاب الذي كنت أشرف بتنظيم فعالياته واستطعت أن “أخطفها” بمعنى الكلمة من تلاميذها ومريديها حتى أتمكن من التقاط هذه الصورة معها بمفردي.
قد تكون الأيام والأماكن باعدت بيننا وبين اللقاءات المتكررة، ولكن تبقى الصداقة والذكريات الجميلة والمحبة.. وأقول للدكتورة منى من خلال هذا المقال “متى سنذهب لأكل الكسكسي في بحري بالإسكندرية؟”، ولعلني أجد إجابة مع الذكاء الاصطناعي المتوفر حاليا تجعلني أنتقل من مونتريال بكندا إلى الإسكندرية لتناول الكسكسي، بينما أظن أن الدكتورة منى لن تحتاج للذكاء الاصطناعي للانتقال من القاهرة إلى الإسكندرية.
حسام عبد القادر مقبل – صورة في حدوتة