وليد محمد حسني يكتب
كيف يصبح القلب بستاناً ؟
الجميع يبحث عن الطريق ويحاولون مراراً ؛وكثيراً ما يتوقفون عن السير ويرجعون من حيث أتوا وهناك من يقف أمام المطبات الموجودة ولا يتحرك وهناك من ينحرف عن الطريق وقد يعود وقد لا يعود.
نسمع كثيرا على المنابر وفي الخطب والدروس الدينية تلك الجملة الشهيرة ( توبوا … توبوا) ويتحدثون كثيرا في فضل التوبة ولكن لم يذكروا لنا كيف نتوب ؟ ماذا نفعل كي لا نعود ؟ كيف نسير في الطريق ؟ وماذا نفعل مع الشياطين ؟
سنبدأ اليوم في الإجابة عن كل هذه التساؤلات ولكني دعني أخبرك في البداية بأنك يا صديقي من السعداء لأن الله اصطفاك ووضع في قلبك بذور التوبة وكل ما عليك هو الاعتناء بهذه البذور حتى يصبح قلبك بستانا.
إن أول ما يردده لسانك بعد عزمك على التوبة والاقلاع عن الذنب هو ( استغفر الله )
هل تعلم ما معنى استغفر الله ؟
تقول طبعا معناها يارب اغفر لي
أقول لك : نعم ولكن الإجابة ناقصة
عندما يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أنه يستغفر الله في اليوم مائة مرة إذن ليس الأمر متعلق فقط بالذنب إن الاستغفار له أبعاد اخرى .
إن الاستغفار بمثابة محاسبة يومية دقيقة لكل أفعالنا تجعلك دوما يقظ لا تنتابك الغفلة أبدا وبالتالي ستكون متيقظ لكل حيل والاعيب النفس والشيطان فيكون من الصعب سقوطك أو انحرافك عن الطريق.
والاستغفار معناه الرغبة الدائمة في التطوير والتحسين من العبادة فأنت مثلا بعد الانتهاء من الصلاة تقول استغفر الله ثلاث مرات
لماذا ؟ هل ارتكبت ذنب ؟ لا ولكنها رغبة في التحسين فتستغفر من تقصيرك وتنوي التحسين حتى تكون أفضل في المرة القادمة .
ومبدأ التحسين المستمر هذا ( كايزن ) كما يطلق عليه اليابانيون هو سر تقدمهم ونجاحهم.
وأنت يا صديقي أعلم جيداً أنه لا يوجد ثبات إما حركة للأمام أو تراجع للخلف.
إما أن تسير في الطريق أو تتوقف والتوقف هنا يعني التراجع وسهولة الإنحراف عن الطريق وربما العودة من حيث بدأت من جديد.
لذلك عليك بالاستغفار الدائم فهو زادك في الطريق.