اقتربـَت من اللوحة تتأملها وسط إزدحام القاعة..
وضَعـَت نظارتها ..
حـَدَّقت في التفاصيل مرة أخرى..
منذ دخلت القاعة ..
تابعها ،أخفى نفسه وسط المعجين بأعماله…
لا يصدق عينيه..إنها هنا..وسط القاعة..تحدق في اللوحة.!!
ما أجملك ..
كما أنت منذ سنين طويلة..
مازالت صورتك بكامل بهائها..
أبتسامتك الخجولة..
شعرك الأسود القصير..
فستانك المخطط الذي رقدت بين مربعاته ورود حمراء وصفراء ..
كثيرة هي التفاصيل التي لم تبرح خيالي طوال سنين بعادك..
حدث نفسه وسط كل هذه الحركة التي لم يلحظ منها شيئا ولا رأى غيرها تقف تتأمل اللوحة.
تلفتت حولها ..
رأته..
التقت نظراتهما..رذاذ حنان وشوق ملأ القاعة،ورائحة عطر كان محبوسا في قارورته منذ سنين .
تقدمت خطوة ..
توقفت برهة ..
عادت تتأمل اللوحة..
بكل طاقتها الضعيفة و جسدها الواهن الذي أخذ منه الإنتظار نصيا كبيرا، إتجهت نحوه..
وسط ذهول الحضور وهتافهم معا في نفس اللحظة…
إنها هي..!!؟؟
صاحبة اللوحة..
إبتسم..
مد يده برفق..
مدَّت يدها..
صافحها..
-أين كُنتي كل هذه السنين؟!
-في اللوحة التي حبستني فيها….!!