ساحة الإبداع

قصيدتان لتيسير حيدر

الشِّتاء..

مَلاقِطُ الغَسِيلِ من كُلِّ الألوان ،تُعانِقُ الحِبال،تَفرحُ في الشَمس
تَعْبقُ بالنَّدى،تَغْتَسِلُ بالمَطَر
تُشَمِّرُ عن سَاعِديها ،تَلْثمُ القَمِيصَ والبنْطالَ ،شَراشِفَ الحَرِير
مَساءً تَنامُ وَحِيدةً وتَستَيقظُ لِتُمارِسَ عادَتَها في العِناق
شَاهَدتُها تَبكي صَباحاً في دَارِ جِيراني المُهاجِرِين والدَّمعُ غَزِير
حِبالُ الغَسِيلِ تُهًدِّئُ رَوعَها ،تَقْبضُ على أنامِلِها ،تُلامِسُ قَلبَها
عَبَثاً يَنفَعُ مَعَها الكَلام
تَفْتقدُ غَزارَةَ المَناشِف التي تَلفُّ صُدورِ الأحِبَّة وأحياناً تَرفَعُ أيديها بالدُّعاء
تَتَساقَطُ كَأقلامِ الألْوان !!

 

أن تَكونَ شاعِراً…

مُتَوَتِّراً كالقمر ،فِضَّةً مُغَرِّدة
نَحلةً تَتَحرَّشُ بحَبَّاتِ الأرض ،مُتَمَرِّداً كالأعاصير،حَنوناً كَإبرِيقِ الوُضوء
تَطيرَ كَفراشة
تَلثُمَ الأنهارَ والسَّواقي البَعيدة
تَعانق الأزهارَ وتَزرَعَها فوقَ وِسادتك
تُشَجِّرَ حَديقَتَك بالجَمال
تَتذوَّقَ زُرْقَةَ السَّماء بشَغَف وتُحَيِّي طائرَ الوَروارِ وهو يَعزِفُ لَكَ لَحنَ الوداع !

الشاعر القدير تيسير حيدر – لبنان

ساحة الإبداعأوبرا مصر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى