أوبرا مصر يحاور مصور الصورة الرسمية لمعرض الكتاب د. علاء فريد
حاورته منال رضوان
كثيرة هي اللحظات الفارقة في عمر الإنسان بحلوها ومرها، وعادة ما يلجأ البعض لتوثيقها للاحتفاظ بذكرياته عنها حية، نابضة، ومؤخرًا ازداد الاهتمام بالتصوير وتسجيل المشاهد اليومية والتي مع بساطتها؛ غير أن الهواتف النقالة أصبحت تقوم بمهمة الحفظ والتوثيق إلى حد ما،
لكن مما لا شك فيه أن وجود أحد المصورين الاحترافيين لالتقاط صورة شخصية ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، كان في حد ذاته فكرة لاقت استحسان الجميع؛ لذا أردنا الاقتراب من هذا المصور الشاب أوبالأحرى أحد صناع بهجة هذا العرس الثقافي..
الدكتور علاء فريد وهو من مواليد ٢٧ من أكتوبر ١٩٨٤ تخرج في كلية العلوم، وحصل على درجة الماجستير ثم نال الدكتوراه في كمياء تنقية مياه الشرب، ويعمل بالشركة القابضة لمياه الشرب منذ عام ٢٠٠٦، وقد أسس علاء مع شريكه أحمد صلاح فريق عمل أيزو قبل عدة أعوام، ومنذ عام ٢٠١٩ يشارك علاء وفريق أيزو في معرض القاهرة الدولي للكتاب وكان لأوبرا مصر معه هذا الحوار
١- نرحب بك معنا وموقع أوبرا مصر يود أن يلتقط صورة لمصور المعرض..
أهلا وسهلا.. ده يسعدنا والله تفضلوا.
٢- د. علاء وأنت تضيف هذه اللمحة التوثيقة لزائري معرض الكتاب، نود أن نعلم كيف أتتك الفكرة؟ وهل كنت تتوقع لها هذا النجاح؟
دي المشاركة الخامسة؛ فنحن نشارك منذ عام ٢٠١٩ ولم نتوقف إلا أثناء كورونا والحقيقة الفكرة جاءت عندما وجدنا أن بعض الأدباء يقدمون الكثير للحياة الثقافية، وعندما نحاول البحث عن صور لهم قد لا نجد، أو يكون النيجاتيف بحالة رديئة، فأحببت أن نقوم بهذا الدور الثوثيقي البصري للكتاب والأدباء ومعي الفريق المعاون فريق أيزو بالطبع وأنا وشريكي أحمد صلاح.. وكل من له علاقة بالوسط الثقافي مصريا وعربيا وعالميا؛ فمعرض القاهرة كما تعلمين يزوره الملايين كل عام من جميع أنحاء العالم..
٣- ماذا عن مرحلة الإعداد وكم من الوقت تستغرقه للتجهيزات؟
الحقيقة بالتعاون مع الهيئة العامة للكتاب واللي أنتهز الفرصة وأوجه لها ممثلة في الدكتور أحمد بهي وجميع القائمين على إنجاز المعرض.فنحن نجلس للتحضير معهم منذ الصيف وتحديدا شهر أغسطس، ونعقد أكثر من جلسة عمل يتم الاتفاق فيها على التجهيزات والإعداد وتغيير الخلفيات والأمور الفنية والتنظيمية.
٤- هل التصوير يقتصر على الكتاب والناشرين فقط؟
لا.. التصوير يكون متاحا لكل من له علاقة بالوسط الثقافي والعمل العام في مصر والعالم، هناك من الموسيقيين والفنانين وأهل الصحافة والإعلام المسموع والمرئي والشخصيات العامة والسياسية، وكما تعلمين أن المعرض يزوره مئات الآلاف؛ لذلك فقط من الصعب وجود السعة لاستيعاب الجمهور من الزائرين.
٥- يبدو عليكم الإرهاق الشديد أنت وفريقك المعاون.. مع هذا الجهد المبذول، كم صورة تلتقطها يوميا -تقريبا- ؟
والله الحمد لله.. مع المجهود زي ما قلتِ، لكن بنكون سعداء جدا في نهاية اليوم، وتقريبا في أيام الإجازات نصل من ٥٠٠٠ إلى ٦٠٠٠ صورة يومية والتي تصل بعد فلترتها وإزالة اللقطات المكررة إلى ٣٠٠٠ صورة.. وفي الأيام العادية قد نصل إلى ٢٠٠٠ صورة والصالح منها عقب عملية الفلترة يكون ١٥٠٠ تقريبا.
٦- وراء هذا الجهد ورشة عمل لإجراء التحميض وتسليم الصور وخلافه.. حدثنا عن ذلك وعن الخطوات التي تقومون بها؟
طبعا ده مجهود كبير جدا.. والصورة لا تنتهي بمجرد أخذ اللقطة، لكن هناك خطوات كثيرة قبل وبعد منها إعداد اللوكيشن واختيار كروما والإعداد والتجهيز للأفلام ثم مرحلة الطبع والتحميض وتجهيز الصورة، وطبعا مع نجاح الأمر وهذا الصدى الواسع.. (فأنت بتسمعي دي الوقت الناس بتقول رايحين ناخد صورة المعرض) ولذلك مع اتساع الفكرة وهذا الرواج كان لدور الهيئة العامة أهمية كبيرة فضلا عن الرعاة والذين قدموا الدعم الذي لولاه لما ظهر الأمر بهذه الصورة المبهجة والنتيجة المرضية ولله الحمد.
٧- انت مصور محترف ومتميز في عملك، لكن ماذا أضافت إليك هذه التجربة؟
الحمد لله وهذه التجربة أضافت إلي الكثير على المستوى الإنساني والمهني أيضا؛ فتصوير ال.. بورتريه من أصعب الفنون وأكثرها دقة وحساسية؛ فأنت تجعلين النفس البشرية تقابل ذاتها، هذا اللقاء إما يكون لقاءً ناجحا ومبهجا أو يصيب الشخص بعدم الرضا؛ لذلك أكون حريصا على بذل أقصى عناية؛ لجعل هذه المقابلة بين النفس البشرية وذاتها أمرا مبهجا، كما أنني على المستوى الإنساني أيضا كونت علاقات صداقة ومودة كثيرة جدا مع شخصيات وجهات كثيرة، (وده مكسب إنساني بيدي طاقة ود وحب هايلين جدا) أما على المستوى المهني، فالعمل تحت هذا الضغط الرهيب والتقاط آلاف الصورة اليومية جعلني أثق في قدراتي ولله الحمد على تنظيم أي حدث مهما بلغ حجمه، خاصة لو علمتِ أننا لا نقوم بإلتقاط الصور الشخصية للزائرين فقط، وإنما نحن وفريق عمل أيزو نقوم بتصوير كل فعاليات المعرض من ندوات ولقاءات وحفلات توقيع، أي أننا نقوم بتوثيق وأرشفة كل حدث تضمه هذه الفعالية الضخمة من الألف إلى الياء.
٨- وهل هناك واقعة طريفة تتذكرها أثناء العمل؟
والله وقائع كثيرة ومفارقات تحدث أثناء إلتقاط الصور، وبعض الأشخاص لديهم رهبة من التصوير (وده طبع لديهم) لكن أحرص على الابتسام وطمأنتهم ويمر الأمر بمرح، لكن في واقعة إنسانية لا يمكن أنساها: وهي تصوير مجموعة من ذوي الهمم فقد جاءوا بمجموعة من أعمالهم وقمنا بتصويرهم وشعرنا بكم من الرضا والطاقة الإيجابية لا يمكن تخيلها.. كذلك تحضرني ذكرى واقعة حزينة لا تغيب عن بالي كل معرض وهي أن الدكتور نبيل فاروق رحمه الله كانت صورة المعرض هي آخر صورة له؛ فبقدر الحزن طبعا لكن هناك لمحة من الرضا أننا ساهمنا في توثيق لحظة طيبة وسعيدة في حياة هذا المبدع رحمه الله.
٩- بعض الكتاب يحضرون من الأقاليم، ويرتبطون بموعد للعودة؟ فهل هذا ما جعلك تفكر في إنجاز مراحل الطبع والتحميض والتسليم بشكل أسرع؟ كما لاحظنا هذا العام؟
بالفعل لاحظنا هذا وهو ما دعانا إلى زيادة أعداد الفريق المعاون اللي أنتهز الفرصة وأوجه إليهم الشكر وأود إخبارهم بمدى امتناني على مجهودهم اللي بدونه مكناش قدرنا ننجز الأمر.
١٠- موقع أوبرا مصر يود أن يشكرك على هذه الفكرة المبهجة وتنفيذها بهذا الشكل اللائق المصور الفوتوغرافي د. علاء فريد وماذا تود أن تقول ككلمة أخيرة؟
أحب أشكركم طبعا.. وأيضا أتوجه بالشكر لشركاء النجاح الهيئة العامة للكتاب د. أحمد بهي وفريقه المعاون والرعاة لهذا المشروع اللي بيساهم في تقديم صورة مصر الحقيقية المبهجة اللي بتحتفي بالثقافة وتحرص على توثيق كل لحظة في المعرض، وكمان أشكر أخي وصديقي أحمد صلاح على كل اللي بيقدمه من وقت ومجهود وكمان فريق أيزو أحب أخبرهم أنهم قد إيه أبطال وشكرا لكم كلكم ويارب نكون قدمنا لكم لحظات تفرحكم دايما.