أوبرا مصر يحاور الأديب العراقي القدير عبد الزهرة عمارة
الأديب العراقي القدير م/ عبد الزهرة عمارة
– شغفي بالأدب لا يقارن وإن كان حلم الصبا أن أكون مهندسا للإلكترونيات.
– القصة القصيرة ستظل جنسا أدبيا رائدا.
– ما دام القلب فسعادتي أجدها في الكتابة.
أجرى الحوار صلاح أبو العلا
– الأديب العراقي القدير عبد الزهرة عمارة هو أديب وقاص عراقي تخرج في كلية الهندسة وعمل في مجال الهندسة الإلكترونية، لكن شغفه بالأدب وحبه لمختلف الألوان من الفنون لم يتوقف ولا عجب فبلاد الرافدين معروفة بحب الثقافة ورقي وحضارة شعبها الذي يمتلك حبا خاصا للشعب المصري، هذا الشغف بالآداب هو ما جعله ينشىء مؤسسة أمارجي للآداب والثقافة والفنون قبل سنوات والتي ينبثق منها عدة كيانات مهمة تسهم في الارتقاء بالثقافة، وقد أسس الأديب عبد الزهرة عمارة دارا للطبع والنشر وهي دار أمارجي كما يترأس تحرير مجلة أمارجي الثقافية والتي مرت قبل أسابيع قليلة ذكرى ميلادها الثامنة، وللأديب عبد الزهرة عمارة العديد من الروايات والمجموعات القصصية نذكر منها شقراء البصرة والتقينا في بروكسل فضلا عن عشرات الدراسات النقدية لكبار الأقلام التي تناولت أعماله الروائية والقصصية وكان لأوبرا مصر هذا الحوار معه
بداية نسعد بوجودنا بصحبتكم الأديب العراقي القدير عبد الزهرة عمارة
حدثنا عن الهندسة الاليكترونية وما يترتب عليها وفي عصرنا هي السائدة ولها الانتشار الأوسع ؟
حلم كبير كان يراودني وأنا في الصبا أن أكون مهندسا الكترونيا عندما كنت أمسك في فترة الستينات جهاز الراديو الصغير المسمى بالراديو الترانزستور وأنا أنظر الى هذا الكائن الغريب الذي يتكلم ويغني وكنت مندهشا عندما أقدمت على إجراء عملية تشريح لباطن الجهاز لأرى ما في داخله من قطع الكترونية صغيرة جدا أجهل مسمياتها لكني عندما كبرت وتعلمت أكثر عرفت أسماء هذه القطع الاليكترونية ومن تلك اللحظة أحببت تلك القطع الاليكترونية وعملت جاهدا لأعرف كيف تعمل .
وفي مرحلة الثانوية من الدراسة زادت معرفتي أكثر في هذه القطع الاليكترونية واستهوتني كثيرا ودعوت الله سبحانه وتعالى أن يحقق طموحي وأن أجتهد كثيرا في دراستي لأن قبول الطلبة في كلية الهندسة الكهربائية يتطلب معدلا عاليا والحمد لله حصلت على معدل عال وقبلت في كلية الهندسة في جامعة بغداد وهكذا تحقق الحلم الأول الذي كان يراودني في الصبا فشكرا لله كثيرا
وتخرجت من كلية الهندسة في عام 1976 وكانت الثورة الصناعية الاليكترونية قد زادت وعينت في الشركة العامة للصناعات الورقية في محافظة ميسان ومارست تخصصي كمهندس اليكترونيك ولله الفضل زادت خبرتي وفكرت في تأليف بعض الكتب الاليكترونية وأول كتاب قمت بتأليفه عنوانه نظام الفيديو المنزلي والكتاب الثاني الأسس الفنية في صيانة التلفزيون الملون والكتاب الثالث الطرق الحديثة في صيانة اللابتوب وأخيرا كتاب المهارة الفنية في اصلاح الموبايل وهذه الكتب لاقت رواجا جيدا من قبل المهتمين في الصيانة الاليكترونية
رئيس تحرير مجلة أمارجي ومجلة عروس الآداب وجريدة ميسان في آن معا فماذا عن الصعوبات التي تجدها في موقعك كرئيس تحرير؟
حلم أخر كان يراودني بأن أصبح قاصا أو روائيا حيث كنت شغوفا جدا بقراءة روايات نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس ويوسف السباعي وكان ذلك في مرحلة الثانوية من الدراسة وبدأت أصقل هذه الموهبة بمزيد من القراءة وعندما شعرت بأني قادر أن اكتب شيء وفعلا كتبت أول مجموعة قصصية عنوانها الشمس تشرق في عيون النساء ثم كتبت رواية غداّ سأرحل وكنت طموحا أن أمتلك مجلة أو جريدة وتحقق ذلك بعد دخول الأنترنت واعتمدت في البداية على إمكانياتي الذاتية حيث أصدرت اول مجلة باسم أمارجي الأدبية عام 2017الى أن تجمع حولي عدد من الزملاء وكان الأخ المخلص والوفي الأستاذ متولي محمد متولي طرح علي فكرة إصدار جريدة ميسان عام 2023ووافقت وقام مشكورا بتنضيد وتنسيق الجريدة وقد لاقت استحسانا جيدا من القراء .
أما من ناحية صعوبة إدارة المجلات كانت هناك في البداية لكن بعد اكتساب الخبرة تذللت الصعوبات بوجود مساعدة الزملاء الذين يعملون معي
القصة القصيرة كيف يمكن جعلها متكاملة في إيصال المختصر للقارىء؟
طالما القصة القصيرة هي نوع من أنواع السرد فهي تخضع لعدة أمور منها الحبكة والأثارة والتكثيف وغيرها لا داع لذكرها فهي معروفة وكلما كان محتوى القصة القصيرة ذا طابع متجدد ومثير ويصدم القارئ ومكثفة بعيدة عن الترهل كان أفضل للمتلقي وستبقى القصة القصيرة رائدة وجنس أدبي لا يمكن أن يذوب وهو أكثر استمتاعا للقارئ وبالرغم من تحول عدد من كتاب القصة القصيرة الى كتابة القصة القصيرة جداّ لسهولة كتابتها ولا تحتاج الى الى جهد كبير من التأمل .
س4كتبت الرواية والقصة ما الفرق بينهما ؟ولمن تقرأ من الروائيين والقاصين ؟
بالنسبة لي أفضل كتابة الرواية على القصة القصيرة كونها تجعلك تعيش في أجواء مختلفة من الأزمان والأماكن ومن تعدد الأحداث والشخصيات بحيث تمنحك حرية واسعة بالتلاعب بالأحداث والشخصيات لذلك كتبت اكثر من 18 رواية بينما القصص لا يتجاوز 5 مجموعات قصصية
الروائيون الذين أحب أن أقرأ لهم هم نجيب محفوظ ويوسف السباعي واحسان عبد القدوس ويحيى حقي ومحمد عبد الحليم عبد الله
في زمن الصحف الورقية في بعض الدول العربية ظل العراق محافظا على عطر الورق برأيك الأسباب التي جعلتها مستمرة بالعراق ؟
بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003حصل انتعاش للصحافة العراقية الورقية وزادت الصحف بشكل غير مسبوق وزادت المطبوعات بسبب المساحة الكافية من الحرية بعد أن كانت الصحافة سابقا مقتصرة على نظام البعث الحاكم كما ظهرت وجوه جديدة من الصحفيين والكتاب زاد عددهم على أكثر من 10 الف كاتب وصحفي كما أن زيادة الدخل المعاشي للفرد العراقي وازدهار الوضع المالي أدى الى المحافظة على المطبوعات الورقية لكن هذه الفترة لم تدوم سرعان ما تراجعت المطبوعات بسبب الازمة المالية العالمية كما أن وجود الانترنت أدى الى تراجع المطبوعات أيضا رغم أن القارئ العراقي يفضل المطبوع على الاليكتروني .
ما الذي لا يعجبك في السويشيل ميديا ودائما تنتقده؟
أخطر أمور لا تعجبني هي الابتزاز والتنمر ناهيك عن استخدام بعض الحمقى والجهلاء بنشر غسيلهم المزعج وانت مضطر في بعض الأحيان المرور عليها رغما عنك
تقيم مؤسسة أمارجي عدة مسابقات في مختلف الأجناس الأدبية وتقدم جائزة عبد الزهرة عمارة؛ حيث تعنى بإتاحة فرصة النشر المجاني للأعمال الفائزة.. حدثنا عن هذه التجربة المميزة خاصة أنها لاقت أصداء واسعة.
ج.. نعنى في أمارجي بطبع كل عمل نجده مميزا ويضيف جديدًا، وقد اقترحت علينا الأديبة والناقدة المصرية منال رضوان فكرة الإعلان عن مسابقة في القصة القصيرة على أن تكون الجائزة عبارة عن شهادات التقدير، وتولي طباعة ونشر هذه المجموعات.. على الفور وافقنا على هذا العرض الطيب وتولت د. منال الأمانة العامة للمسابقة وكم كانت سعادتنا بلجنة التحكيم الموقرة والتي ضمت كبار الأقلام النقدية والقامات الأدبية المصرية والعراقية واللبنانية والمغربية وازدادت سعادتنا بحماس الشبكة العامة للإذاعيين العرب ووجودها كراع وداعم لهذه المسابقة وعليه توكلنا على الله وأعلنا أيضا عن مسابقة في الرواية وثالثة في الشعر وكما قلت لقد أحدثت المسابقة أصداء طيبة ويكفينا اعتزازا أن المشاركات تأتينا من كافة أرجاء الوطن العربي وتقدر أعداد المشاركات في الرواية بالمئات؛ وهي ثقة تثلج صدورنا وتجعلنا نطمئن إلى أننا على جادة الطريق.
اكثر سؤال نال إعجابك من بين هذه الأسئلة ؟
السؤال الذي كان يدور في ذهنك ولم اطرحه عليك هل من معرفته ؟
أكثر سؤال نال اعجابي هو الحديث عن الهندسة الاليكترونية لأنه يذكرني بأيام الصبا
أما السؤال الذي كان يدور في ذهني ولم تطرحه هو
هل تفكر بالاعتزال والتوقف عن الكتابة وأنت في عمر الخريف ؟
والجواب :
غير ممكن ما دام بي عرق ينبض لأن سعادتي هي في الكتابة وراحتي هي النظر الى مؤلفاتي كأنني أنظر الى أولادي وأحفادي