منال رضوان تكتب مساجد المحروسة (8)
مسجد الدمرداش وزاويته بالعباسية
اختلف المؤرخون وكتاب السير حول كتابة اسم الشيخ الدمرداش؛ إذ جاء في هامش كتاب (تحفة الأحباب) للسخاوي، أن اسمه محمد بن الأمير دمرداش المحمدي، وجاء في كتاب (طبقات الحنفية) وأخذ عنه محمد لبيب الحلبي في بحثه (الفيوضات النورانية) أن اسمه هو العارف بالله أبو عبد الله محمد شمس الدين المعروف بالمحمدي والملقب بالدمرداش.
وإن كان الاختلاف في الاسم، لكنهم اتفقوا في الكنية واللقب وهو الدمرداش المحمدي.
ولد الشيخ أبو عبد الله محمد الدمرداش بمدينة تبريز بإيران سنة ٨٥٧ هجريا، ١٤٥٣ م.. وقضى طفولته وبعض فترات من شبابه في مدارس تبريز السنية والتي كانت تعنى في المقام الأول بتدريس اللغة العربية إلى جانب اللغة الفارسية بطبيعة الحال.
وقد تفقه الشيخ الدمرداش في علوم الدين والحديث، كما حفظ معظم القرآن الكريم عن ظهر قلب ودرس علوم الفقه على مذهب الإمام أبي حنيفة، ومع كثرة تردده على مسجد تبريز الرسمي المعروف باسم الجامع الأزرق، الذي شيده السلطان تيمورلنك في منتصف القرن التاسع الهجري، حيث يدرس المذهب الشيعي وخاصة مذهب الإمامية الإثنى عشرية، نجده في الوقت ذاته يعكف على دراسة مبادىء التصوف..
وعن أصل كلمة دمرداش وسببها؛ فقد قيل فيها:
جاء شيخنا إلى مصر، والتحق بخدمة السلطان قايتباي، وقد قربه منه نظرا لعلمه وتقواه، وتدرج في المناصب حتى وصل إلى رتبة قائد مائة، مما أوغر صدور حساده فوشوا به عند السلطان قائلين أنه يترك حراسته؛ مما قد يلحق الخطر به، فقرر قايتباي أن يتحقق من الأمر، وفي ليلة شديدة البرودة ذهب السلطان إلى مكان الحراسة فوجده خاليا لكنه وجد الشيخ يتعبد في الخلاء، فقال له بالفارسية (دمير طاش) أي أنت كالصخر، فصارت لقبه، ثم صرفت بعد ذلك على دمرداش.
وأما عن جامعه ووصفه فهو حديث الحلقة القادمة بإذن الله
– هوامش
مساجد الله وأولياؤها الصالحون د. سعاد ماهر محمد
الهيئة العامة لقصور الثقافة ج ٥