منال رضوان تكتب مساجد المحروسة (1-2)
جامع الأقمر
أنشأ هذا الجامع الخليفة الآمر بأحكام الله ابن المستعلي بالله أبي القاسم أحمد بن المستنصر بالله أبي تميم معد بن الظاهر بالله علي بن الحاكم بأمر الله منصور بن العزيز بالله بن المعز لدين الله، وذلك في أول سنة تسعين وأربعمائة، واستُخلف وله خمس سنين وبقى في الملك تسعا وعشرين سنة وتسعة أشهر.
وعن وصف الجامع كما أورده ابن ظهيرة في الفضائل الباهرة في محاسن مصر والقاهرة، فقد تأسس (بمرجوش على يمين السائر إلى باب الفتوح، وكان مكانه برية تعرف ببئر العظام وهي الآن خلف جدار قبلة الجامع.
أما ابن عبد الظاهر فيقول في الخطط: كان مكان جامع الأقمر علافون والحوض مكان المنظر، فتحدث الخليفة الآمر مع الوزير المأمون بن البطائحي في إنشائه جامعا؛ فلم يترك قدام القصر دكانا، وبُنى تحت الجامع المذكور في أيامه دكاكين ومخازن من جهة باب الفتوح، وكمل الجامع المذكور في أيامه وذلك في سنة تسع عشرة وخمسمائة وقد كتب عليه اسم الآمر والمأمون.
ويقول المقريزي إن الآمر اشترى حمام شمول (عام) ودار نحاس بمصر وحبسهما على سدنته ووقود مصابيحه ومن يتولى أمره،
ويذكر المقريزي التجديدات التي أجريت للجامع الأقمر في عهد السلطان الظاهر برقوق على يدي وزيره يلبغا السالمي فيقول:
فلما كان شهر رجب سنة تسع وتسعين وسبعمائة حدده الأمير الوزير المشير الاستادار يلبغا بن عبد الله السالمي أحد مماليك الظاهرية، فأنشأ بظاهر بابه البحري حوانيت يعلوها طباق وجدد في الصحن بركة لكيفة يصل الماء إليها من ساقية وجعلها مرتفعة، ينزل الماء منها إلى من يتوصأ من بزابيز نحاسية.
ويعتبر الجامع الأقمر أول مسجد في مصر صمم على أن تكون واجهته تتفق وتخطيط الشارع الذي يطل عليه، كما يعد من أوائل العمائر الإسلامية في مصر التي حظيت واجهاتها بزخارف معمارية من دلايات ونقوش خطية ونباتية محفورة في الحجر.
ويتكون الجامع من صحن تبلغ مساحته ٩.٧٧ ١٧, ١٠ مترت، تحيط به من جميع الجهات بائكة من ثلاثة عقود. ويتكون إيوان القبلة من ثلاثة أروقة، أما الجهات الثلاث الباقية، فتحتوي كل منها على رواق واحد وواجهة المسجد ليست موازية للحائط الشمالي الغربي للمسجد بل تقطعه في زاوية حادة مقدارها (٢١°) وذلك حتى تتفق وتخطيط الشارع.