أخبار عاجلةدراسات ومقالات

منال رضوان تكتب الكنائس في مصر

الحلقة الثانية الكنيسة المُعلقة

بنيت الكنيسة المعلقة على أطلال إحدى البوابات لحصن بابليون الروماني، واكتسبت ذلك الاسم نظرًا إلى موقعها الذي يعلو بقايا الحصن، وكان البعض يعرفها بأنها الكنيسة ذات الدرجات؛ وذلك نسبة إلى السُلم العالي المؤدي إلى المدخل، أو كنيسة العامود نسبة إلى معجزة نقل جبل المقطم، ويشير بناء الكنيسة على أطلال حصن بابليون أزها بنيت قبل دخول العرب إلى مصر، وقد بنيت على الطراز البازيليكي، وبها صحن وممرات جانبية تعلوها شرفات، وتفريعات بجانب الهيكل تؤدي إلى ممرات جانبية، كما بنيت كنيسة صغيرة فوق برج يقع بالجانب الجنوبي الشرقي، وتتصل هذه الكنيسة بالكنيسة الرئيسية بواسطة صف من الأعمدة، كما أنه قد أضيف دور علوي للكنيسة الصغيرة عام ١١٠٠م؛ ليكون مقرا للبطريرك.. وباستثناء فترات التنقل بين كنائس منطقة الدلتا كانت الكنيسة المعلقة مقرا للبطريرك بداية من البابا آبرام بن زرعة، وحتى عام ١٣٠٠م، ولعبت الكنيسة المعلقة دورا مهما في الحياة الكنسية في الفترة ما بين القرنين الحادي عشر والرابع عشر؛ حيث كانت مقرا لانتخاب البطاركة ورسامتهم ودفنهم، كما كانت مقرًا لانعقاد المجامع أو القيام بأحد أسرار الكنيسة السبعة وهو سر المسحة المقدسة.


ونظرا لوجود الكنيسة في منطقة شديدة الازدحام طوال تاريخها فقد تعرضت قديما لبعض أعمال الفوضى أيام القلاقل والاضطرابات.. لكنها حظيت كما يخبرنا كتاب الكنائس في مصر منذ رحلة العائلة المقدسة وحتى اليوم: ” تمت في القرن التاسع عشر الميلادي، عمليات ترميم واسعة النطاق وأعيد بناء أقصى الجهة الغربية من الكنيسة، وأضيف فناء صغير إليها، وتحول البناء من الداخل إلى كنيسة ذات ممرات أربعة بينما اختفت الشرفات، وتم إغلاق صف الأعمدة المؤدي إلى الكنيسة الصغيرة، وتحول إلى كنيسة جانبية تحمل اسم القديس الحبشي “تكلا هيمانوت” وقد أدى زلزال ١٩٩٢ إلى خسائر في الكنيسة والتي تضم الكثير من التحف شديدة الإتقان منها المنبر المصنوع من الرخام أو ما يعرف ب (الإنبل*) والجداريات والأيقونات والمظلات التي تتوج المذابح الثلاثة في الكنيسة الرئيسية.
هوامش للإيضاح:
الإنبل هو بناء من الرخام يتوسط صحن الكنيسة كان يستخدم في قراءة الفصول من الكتب المقدسة والمزامير.

أوبرا مصر – دراسات ومقالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى