الأديب معاوية ماجد يكتب مدارس القبس المنير السودانية .. في مصر
نافذة تعليمية مشرعة بالأمل على ضفاف النيل
وطائر نورس باسِط جناحيه لإحتضان رذاذ الأمواج المتلاطمة
“لا يزال المرء عالماً ما طلب العلم، فإذا ظن أنه قد علم فقد جهل”.[1]
يظل التعليم الخاص بشقيه العربي والعالمي “International” رافد أصيل في الخطة التعليمية وخيارآخر في ظل تداعيات إرث سالب اكتمل بناءه إِبَّانِ سنوات الضياع في تاريخ السودان الحديث من قبل أشرار، أدى إلي إفقار البيئة المدرسية في المدارس الحكومية من الأساسيات الإنسانية والتعليمية. بالرغم من ما جاء في الدستور الإنتقالي لجمهورية السودان 2005م في زمانهم بإلزامية ومجانية التعليم للمراحل الإبتدائية، لكن بعد المرجو بالنقص في الرجاء. أما رائد تعليم المرأة والتعليم الخاص في السودان الأستاذ بابكربدري صاحب “مدارس الأحفاد” فذلك أمر آخر وصفحة بيضاء أضاءت للآخرين الدرب.
ما حدث في السودان وما زال من جراء حرب لعينة أشبه بلوحة سريالية تدافع إلى رسمها أصدقاء الشيطان وبعض من أشرار العالم بالوكالة، دفعهم إلى ذلك أطماع ومعادلات ناقصة تخطت القواعد الثابتة في الإنتماء للوطن، أورثت عدم الإستقرار النفسي المتغلغل في العقل، لإنسان نازح عبر زمن قاحل وأرض جدباء تسكنها أشباح أثوابها من رمال الصحراء وخيبة دخلاء أغبياء زادهم “المضروبة” التي ضربت الأخلاق والإنسانية فيهم، إنها رؤى عمياء تمثل الذات والإدراك لجماعة تجاوزت اشتراطات السلام في وطن يسع الجميع بكامل اختلافاتهم الفكرية والعقدية والاجتماعية.
كالحلم المزعج تماماً وجدت العديد من الأسر صعوبات بالغة في التعايش مع الصدمة الأولى للفقد والعدم الذي طال تراتبية حياتهم العادية، فمنهم من استقر مجبرا في الوطن تظلله الراجفة ومنهم من غادر تتبعه الرادفة.
فكانت مصر لبعض منهم بعث آخر وخروج من المأذق، فاحتضنتهم بكامل بهاءها وترحابها ولطف أهلها وتسهيلات أولي الأمر فيها من قرارات وإجراءات تصب في مصلحة سعيهم الموصول بالإستقرار الآمن فيها.
في ظل هذه الأحداث المتسارعة اخطتفت ثلة من الأخيار المبادرة في لم شمل الباحثين عن مواصلة التعليم، وهم في ذلك لهم باع طويل من سنين عددا تجاوزت الخمسة، فإجتمعت بنهار تحت ظل هضبة الجيزة، إشتغل فكرهم الوضّاء فأضاء الحلم المترامي الأمنيات. خرجوا من غيابة الأمل يحملون شعل الترحاب من قبس ومن ابتسام يتقدمهم صاحب الجملة التحفيزية “صفقوا لي ـ صفقوا له” الأستاذ المهندس محمد عبدالله المدير العام للمؤسسة صاحب التكتيك “Tactic” المفاهيمي العميق في الإدارة و إدارة الإجتماعات والأستاذة وفاء المهدي وكيل المؤسسة، صاحبة الخطط المضيئة في الادارة والمسار الأكاديمي وعرابة فكرة التناص “Intertextuality” في إقامة كورس تركيزي في كافة المواد لربط البداية والنهاية للعام الدراسي مع المستوى الأكايمي للطالب والطالبة والإرتقاء بهم إلى كامل الإستيعاب والحفظ‘ والأستاذ هيثم محجوب مدير فرع أول فيصل صاحب الحلول العاجلة للمواقف المأزومة والذي يجيد أيضا التعامل مع الآخرين بإحترام شديد، وكلهم في ذلك سواء، والأستاذ حمدنا الله المدير الأكاديمي الضليع للمؤسسة صاحب مذكرات “المريح” في الفيزياء، وكوكبة من الأساتذة الكرام والأستاذات الكريمات، المميزين والمميزات، ومشرفات “حفظهن الله” كالغزلان يتجولن بين توصيات الإدارة و أداء مهامهن بكامل التمام، والقسم الذي يهتم بالجانب الترفيهي للطلاب “”Intertainment ونذكر هنا الأستاذ عبد الكريم الدينمو المحرك للكثير من التفاصل المخفية، والأستاذ علاء مختص ال “Information Technology” أستاذ التكنلوجيا والمسؤول عن مراجعة وإستخراج النتائج وبعض من المهام الأخرى وهو في ذلك مميز وجدير، والأقسام والإدارات الأخرى المكملة للمؤسسة ويديرها مختصين أوفياء، كل هؤلاء يقودهم الأستاذ المهندس وائل عبدالله رئيس مجلس الإدارة للمؤسسة صاحب الإبتسامة المميزة والرؤى الإدارية والمالية.
تعانقت الأيدي أمام فروع مدرسة القبس المنير المنتشرت في محافظة الجيزة ومدينة أسون وعلى طول القطر المصري “الممتد على نهر النيل” بعد حين بإذن الله، بين أصحابها والقادمين الجدد “رذاذ الأمواج المتلاطمة”، فكان الإنتماء إليها فرحة إرتسمت على ملامح الطلاب وأزالت قتر غالب أولياء الأمور لأنها راعت ظرفهم و نفضت الغبارالعالق من على خطواتهم الساعية لإستقرار فلذات أكبادهم، وهي أمام مثيلاتها الأخريات مكتملت الأدوات الأكاديمية والإدارية والتوجيهية والتربوية لا ينقصها شىء في ذلك، بالرغم من أن التعليم الخاص يقدم خدمات تعليمية تهدف الي الربح إلا أنها في ذلك تعتمد مبدأ “As you think of others far away, Think of yourself وبجانب ذلك فهي تطبق معاييروجودة عالية لتحقيق النجاح الأكاديمي للطلاب المنتمين إليها وفي تقديري المبني على المعرفة التامة بها هي من حاذت على المرتبة الأولى “وسوف تحافظ على ذلك بإذن الله” في مؤشر التنافسية بين أقرانها في جودة التعليم، والأكثر من ذلك و في لفتة إنسانية مغايرة تحسب لهم استوعبوا عدد من الطلاب المعسرين دون أن يفصحوا عن مقصدهم لأحد، لكنني عرفت الأمر من مصادري الخاصة، وهي سانحة اتقدم من خلالها أنا كاتب هذه المقالة إلى أصحاب المقاصد الخيرة أن يساهموا معهم في ذلك الأمر في الخفاء وهو أمر عند الله عظيم، قال الله تعالى ﴿إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ [2]. إلى أن ينجلى هذا الهم الذي ألمى بأهل السودان الكرام.
الفكرة والمبدأ عظيم لهذه المؤسسة التعليمية العملاقة والتي من المتوقع أن يكون لها مستقبلا زاهرا في القريب العاجل حين تكتمل دائرة حلم مؤسسيها بإنشاء جامعة القبس المنير.
كغمامة تحمل الخير حنين
تهز جدب الخطى لهفة
للنهار للحياة للفرح الآتي
من ضوء النفق البعيد
قبس
للمسافرين القادمين
على حقائب وأثواب
لم نَقتل
ولم نُقتل
ولكننا خارج حدود الوطن
أموات
لم نشتري الحياة من البرق
فالقبس عندنا حياة
ف تعالوا
وعلى أبوابها إخلعوا
رداء الأموات [3]
م. معاوية ماجد
_____________
[1] عبد الله بن المبارك المروزي (118 هـ-181 هـ) عالم وإمام مجاهد مجتهد في شتى العلوم الدينية والدنيوية.
[2] سورة البقرة:271
[3] شعر معاوية ماجد