أخبار عاجلةأخبار فنية

شريف عبد الوهاب يكتب فلسفة عايش إكلينكيًا

سعدت بحضور العرض المسرحي عايش إكلينكيا للمخرج والمؤلف المبدع أحمد فتحي شمس؛ فعشت لحظات بين الشجن والضحك والترقب .المسرحيات أشبه بمجموعة لوحات ومواقف حياتية للبطل تشير الى الحياة على الهامش:
وهذة هى قراءة أتصور انها فلسفية في “عايش إكلينيكيًا”

شريف عبد الوهاب رئيس الشعبه العامه للاذاعيين العرب رئيس الشبكة الثقافية بالإذاعة المصريه الاسبق
شريف عبد الوهاب
رئيس الشعبه العامه للاذاعيين العرب
رئيس الشبكة الثقافية بالإذاعة المصريه الاسبق

لان المسرحية “عايش إكلينيكيًا”
تطرح قضية وجودية شديدة العمق، حيث تسلط الضوء على الإنسان الذي يعيش بلا تأثير، مجرد كائن على هامش الحياة، يراقب دون أن يشارك، يُساق دون أن يقاوم، وكأنه حاضر بجسده لكنه غائب بروحه. إنها قصة عن أولئك الذين صاروا مجرد “مفعول بهم” في معادلة الحياة، حيث لا يملكون القدرة أو الرغبة في أن يصبحوا فاعلين.

يتجسد هذا المعنى في بطل المسرحية، الرجل الذي أصبح حاملًا في مفارقة تعكس الذروة الدرامية لفكرة السلبية واللاجدوى. فحتى فعل الحمل – وهو رمز للخلق والتجديد – يتحول هنا إلى صورة مشوهة، وكأن الحياة تمنح الإنسان فرصة جديدة، لكنه غير مؤهل لاستغلالها. الوليد الذي يولد في النهاية ليس إلا مسخًا، كائنًا بلا هوية أو تأثير، انعكاسًا لمجتمع يُنتج أفرادًا دون إرادة، مجرد امتداد لحياة هامشية بلا روح.

الطرح الفلسفي للمسرحية يعكس تساؤلات جوهرية حول ماهية الوجود: هل يكفي أن نكون موجودين بيولوجيًا لنكون أحياء؟ أم أن الحياة الحقيقية تكمن في أن يكون لنا دور وصوت؟ المسرحية، رغم قوتها الرمزية، تفتقد ربما إلى صرخة ثورية، إلى لحظة انتفاضة تُخرج البطل من جموده وتدفعه نحو استعادة ذاته. كان يمكن أن تكون هناك لحظة ميلاد حقيقية، حيث يأتي الوليد كرمز للتمرد والرفض بدلًا من كونه مجرد امتداد للحياة الميتة.
لكن ربما أراد العمل أن يتركنا أمام مرآة الواقع دون أن يمنحنا الحل، ليجعلنا نحن – الجمهور – من يطلق تلك الصرخة،من خلال التصفيق الحاد لأبطال المسرحية. الذين جسدوا بصدق يحسدوا عليه. لحظات فارقة في حياتنا المهمشة.فكانوا مهمشين على خشبة المسرح. فاعلين في عقول ووجدان الجمهور . فاستحقوا التصفيق. لعله يخرجنا من لحظات مهمشة في حياة كل منا.لنخرج ونحن
نسأل أنفسنا: هل نعيش فعلاً أم أننا مجرد ظلال على هامش الحياة؟

الاذاعي والكاتب شريف عبد الوهاب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى