احتفاءً بذكرى واحدة من أبرز محطات التاريخ المصري الحديث، تنظم جمعية الصداقة المصرية الروسية، مساء اليوم، اجتماعها الشهري بمقر البيت الروسي بالقاهرة، وذلك في مناسبة تتزامن مع الذكرى السنوية لتحويل مجرى نهر النيل في ١٤ من مايو لعام ١٩٦٤، بحضور أعضاء جمعية الصداقة المصرية الروسية وجمعية بناة السد العالي، وعدد من الشخصيات العامة والمهتمين بالعلاقات الثقافية والتاريخية بين مصر وروسيا.

لقطة أرشيفية وتكريم د. إبراهيم كامل رئيس جمعية الصداقة لأحد بناة السد بحضور حفيد الرئيس جمال عبد الناصر 

وقال الدكتور شريف جاد، أمين عام جمعية الصداقة المصرية الروسية ورئيس جمعية خريجي الجامعات الروسية والسوفيتية، إن احتفالية اليوم تحمل دلالات رمزية عميقة؛ إذ تتزامن مع مناسبة وطنية جسدت روح التعاون المصري السوفيتي، حين تم تحويل مجرى النيل إيذانًا بانتهاء المرحلة الأولى من بناء السد العالي، أحد أبرز المشاريع القومية في تاريخ مصر.
ويتضمن برنامج الاحتفالية عرض الفيلم الوثائقي “الناس والنيل”، الذي يستعرض الأبعاد الإنسانية والوطنية لمشروع السد، إلى جانب معرض صور أرشيفية نادرة توثق مراحل الإنشاء، كما تتخلل اللقاء فقرة فنية للمطربة الروسية “ناتا” احتفاءً بهذه الذكرى.

ويعود الحدث إلى ١٤ من مايو ١٩٦٤؛ حين شهدت مصر احتفالًا ضخمًا بحضور الرئيس جمال عبد الناصر والزعيم السوفيتي “نيكيتا خروشوف”، تم خلاله إغلاق مجرى النهر وتحويل المياه إلى القناة الأمامية للسد العالي، بعد أربع سنوات من التحضيرات المتواصلة، في خطوة اعتُبرت آنذاك انتصارًا للإرادة الوطنية والتعاون الدولي.
وأكد جاد أن السد العالي لم يكن مجرد مشروع هندسي، بل إنجازًا استراتيجيًا أسهم في حماية مصر من الفيضانات والجفاف، وتوسيع الرقعة الزراعية، وتوفير الطاقة الكهربائية، مشيرًا إلى أن إحياء هذه المناسبة يُجدد الوعي بقيمة العمل الوطني، ويعزز الروابط التاريخية والثقافية بين الشعبين المصري والروسي.
وكانت الهيئة الوطنية للإعلام قد عرضت في فترة سابقة لقطات أرشيفية توثق مشاهد استقبال خروشوف في القاهرة، ومشاركته في حفل تحويل مجرى النيل، ضمن واحدة من أبرز لحظات التضامن بين البلدين.