أخبار ثقافيةأخبار عاجلة

نافذةٌ واحدةٌ وأبوابٌ متعددةٌ”..

نافذةٌ واحدةٌ وأبوابٌ متعددةٌ"..

c مجال الدراسات النقدية في الفن التشكيلي العُماني، في كتاب “نافذة واحدة وأبواب متعددة/ دراسات نقدية في الفن التشكيلي العُماني”، من أجل أن يحقّق للفن التشكيلي معانيه المتعددة التي يستحقّها بطبيعة الحال، ومن أجل سدّ ثغرة الشُّحّ في الكتابات النقدية المتخصصة في التجربة الفنية العُمانية التي قطعت أشواطًا كبيرة وأثّرت في المشهد الفني العربي عموماً.
الكتاب نفسه، وقد صدر حديثًا عن “الآن ناشرون وموزعون”، الأردن، تضمن مقدمة بقلم الأستاذة الدكتورة فخرية اليحيائية، لافتة النظر خلالها إلى أن الدراسات العلمية التي يتضمنها الكتاب تأتي “بصفتها أحد المشاريع الرائدة التي يقدمها مختبر الفنون في مؤسسة بيت الزبير للمتلقي العماني والعربي معالجا الشح في الكتابات النقدية المتخصصة عن الساحة التشكيلية التي قطعت أشواطًا كبيرة. وقد خضعت جميع البحوث المدرجة في هذا الكتاب للتحكيم العلمي من أكاديميين متخصصين في المجال”.
ويتضمن الكتاب ستة فصول، جاء الفصل الأول بعنوان «نحو توجه معاصر لبناء حركة نقدية في الفن التشكيلي العُماني» للأستاذة الدكتورة فخرية اليحيائية. تكمل الكاتبة مسيرتها في البحث في قضية شح الكتابات النقدية المتخصصة في الفن التشكيلي العماني؛ إذ تقدم الكاتبة في هذا الفصل قناعات حول أهمية النقد الفني وفي الوقت ذاته تبرر شُحه في سلطنة عُمان على وجه الخصوص بسبب صعوبته؛ إذ من السهولة ممارسة فعل الفن، ولكن من الصعوبة ممارسة النقد والتحليل إذ لا يمكن أن يمارسه أي شخص. من وجهة نظر الكاتبة أن العلم مطلوب والخبرة والممارسة مطلوبة أيضا. لكن ممارسة النقد بأشكاله كافة هي عملية خطيرة وشائكة إذا لم يتعاط معه الناقد بأسلوب علمي مبني على الأدلة والبراهين.
أما الفصل الثاني فكان بعنوان «قراءة نقدية في تجارب النحاتين الشباب في سلطنة عُمان» للأستاذ الدكتور محمد العامري. استعرض فيه تجارب النحاتين الشباب المعاصرين الذين أثبتوا تمكنهم في مجال النحت بعد تعثر هذا المجال لسنوات طويلة. إذ يشير الكاتب في دراسته إلى أن الفنانين العُمانيين الشباب في مجال النحت قد أثبتوا فعلا أنهم قادرون على ممارسة هذا الفن بمستوى عالٍ من الدقة والصفات الجمالية والفنية التي تضاهي أعمال أقرانهم في دول الخليج والدول العربية والأجنبية أيضا.
الفصل الثالث جاء بعنوان “بين التعبيرية التلقائية والنفس الأمارة بالإبداع: التجربة الخزفية التشكيلية العمانية الحديثة” للدكتور بدر المعمري. تناقش الدراسة المفاهيم والنظريات التي تدخل في سياق التعبيرية والتلقائية في الفن التشكيلي لاسيما مجالات الفنون الجميلة كالرسم والتصوير والنحت. ومن هذه النظريات يشير الكاتب إلى التسامي الفرويدية وأسلوب التداعي الحر في استعادة الذكريات وغيرها من المفاهيم التي ارتبطت بشكل أصيل بالفنون الجميلة. ولكن الكاتب في دراسته يرى أن الفنون التطبيقية كالخزف لم تسلم من نظريات علم النفس. معتقدًا أن هناك حدودًا متقاربة ما بين التعبيرية التلقائية في الفنون الجميلة كالرسم والتصوير والنحت والتعبيرية التلقائية في الفنون التطبيقية كالخزف؛ هذا التقارب يظهر في الهيئة والشكل وفي الوقت نفسه متباعدة؛ والتباعد بلا شك يظهر في التقنية والأسلوب.
الفصل الرابع جاء بعنوان “قراءة في التجارب الفنية البصرية العُمانية” لكل من د. أحمد محيي حمزة ود. جهاد محمد شريت. يدور البحث حول قراءة لبعض التجارب البصرية العُمانية. إذ بدأ الفصل بقراءة موجزة عن الفن التشكيلي في سلطنة عمان ليكون مدخلا لفهم الحركة الفنية التشكيلية العُمانية ومعرفة كيفية ظهور الفنان التشكيلي العُماني، وكيفية تلقيه وتعليمه الأكاديمي والوقوف على المناخ العام للتعليم والتأثر الثقافي. ثم اختار الكاتبان قراءة أعمال اثنين من الفنانين العمانيين؛ مبررين اختيارهما لهذين الفنانين لما لهما من إسهامات واضحة في الحركة التشكيلية العُمانية والعربية ومشاركتهم الدولية المتميزة؛ إذ اختارا الفنانين أنور سونيا وفخرية اليحيائية؛ رغم اختلاف الأجيال والأدوار والإسهامات والتوجهات، إلا أن الكاتبين وجدا أن لكلٍ منهما توجهه الفكري والفلسفي والتقني في المعالجة البصرية الإبداعية، إلا أنهما يلتقيان معًا في الارتباط الوثيق بثقافة مجتمعهما وتقاليده وانتمائهما إلى وطنهما «سلطنة عُمان».
وجاء الفصل الخامس بعنوان “التجريد العُماني المُعاصر وأزمةُ النقد التحليلي” للدكتور مروان عمران. يناقش الكاتب أزمة النقد في الممارسات التجريدية في الفن التشكيلي العماني. فبدأ الكاتب دراسته بقراءة تأملية للفن التجريدي العماني؛ معدًّا إياه في بواكير انطلاقاتهِ الأولى والذي ظهر ضمن ممارسات واتجاهات مختلفة بين النزعات الفردية للفنان وبين الحقيقة الأكاديمية في الفن التجريدي والتيارات المُعاصرة. وهذا التوجه يظهر من وجهة نظر الكاتب أنه ناتج وفق رغبة الفنان العُماني واختياره مجال الفن التشكيلي الذي يناسبه سواء كان رسمًا أو نحتًا، هذا الأمر ترك مساحة تبدو مجهولة وغير مشخّصة كليا تقتصر على رغبة كثير من الفنانين العُمانيين ولاسيما الشباب على حبهم وتوجههم نحو الرسم أو النحت التجريدي برغبة معرفية فردية أكثر مما هو دافع أكاديمي. ويرى الكاتب أن لغة التجريد التي يمارسها الفنانون العمانيون أصبحتْ لغة لا يمكن قراءتها ولا يمكن تشخصيها أحيانًا. الأمر الذي صعب ممارسة النقد العلمي ذا النهج التحليلي الخاص بالفن التجريدي، بل يعتقد بأنه لا وجود لنقد تحليلي تقويمي للفن التجريدي في عُمان على وجه الخصوص؛ الأمر الذي يدعو للتساؤل ويدعو للبحث أيضًا، وهو ما دعا الكاتب لأن يكتب عن الأسباب وراء غياب النقد التحليلي؛ مبررًا هذا الغياب من وجهة نظره من أجل إخفاء الفجوة الغامضة في الوسط التشكيلي العماني المُعاصر.
ويأتي الفصل السادس بعنوان “دراسة تتبعية للكتابات النقدية في الفن التشكيلي العُماني: صحيفة «الوطن» أنموذجاَ في المدة 2003-2008” لنائلة المعمرية ليجيب عن قضية شح الكتابات النقدية العلمية التي تطرق إليها الدكتور مروان عمران في الفصل الخامس. طرحت الكاتبة في دراستها تتبعا زمنيا للكتابات في مجال الفن التشكيلي العماني في المدة الزمنية من (2003- 2008) أيا كان نوع تلك الكتابات. جاء تتبعها لهذه الدراسات مبنيا على قضية نقص الكتابات النقدية المتخصصة في الإعلام العُماني المقروء؛ من خلال تتبع إصدارات صحيفة «الوطن» العُمانية اليومية وملاحقها الفنية والتي خصصت عمودًا للفن التشكيلي العماني وغير العماني. إذ أخذت الكاتبة عينات من إصدارات صحيفة «الوطن» للأعوام المذكورة، وقد وجدت بأن المقالات قد تخصصت في الأسلوب الخبري وفي إجراء حوارات مع الفنانين أو بالحديث عن فنان وتجربته التشكيلية أو بذكر سيرة ذاتية لأحد الفنانين وعدد بسيط جدا يعد بأصابع اليد يتطرق لاجتهادات تحليلية بسيطة للأعمال الفنية، وعليه حللت الباحثة عددًا من المقالات التي نشرت خلال تلك المدة المذكورة أعلاه بشكل عام، والتركيز على المقالات النقدية بشكل خاص.
تجدر الإشارة إلى أن “مؤسسة بيت الزبير” هي مؤسسة ثقافية، في العاصمة العُمانيّة مسقط، بدأت بمتحفٍ خاصٍ، فُتحت بوابته الخشبية المزخرفة لترحب بزواره في عام 1998م. وهو ممولٌ من قبل مؤسسيه (عائلة الزبير). وفي عام 2005م أنشأت العائلة هذه المؤسسة لتكون الذراع الثقافي والاجتماعي للمؤسسة التجارية التي تملكها الأسرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى