وداع الشاعر والناقد د. محمد السيد إسماعيل في أتيليه القاهرة

يقيم أصدقاء الشاعر والناقد الدكتور محمد السيد اسماعيل ليلة لوداعه في أتيليه القاهرة للكتاب والفنانين بشارع كريم الدولة، وذلك في تمام السابعة من مساء الثلاثاء الموافق 17 يونيو القادم، وبحضور كل أصدقائه ومحبيه من الكتاب والشعراء والفنانين والمفكرين والنقاد، يدير الليلة الناقد الدكتور عادل ضرغام، ويشارك بالكلمات عن الراحل ومشروعه الإبداعي والنقدي ومواقفه الإنسانية جميع الحضور، ومن بينهم المفكر الكبير أ. نبيل عبد الفتاح، الكاتب والباحث في علم الاجتماع السياسي د. عمار على حسن، الناقد الدكتور خيري دومة، الكاتب والفنان التشكيلي ورئيس أتيليه القاهرة للكتاب والفنانين أحمد الجنايني، الشاعر والناقد عيد عبد الحليم، الشاعر والروائي علي عطا، الناقد والباحث ونائب رئيس هيئة الكتاب د. خالد أبو الليل، والكاتب والمترجم ونائب رئيس هيئة قصور الثقافة محمد عبد الحافظ ناصف، والشاعر والباحث د. مسعود شومان، والناقد الدكتور محمد عبد الباسط عيد، والناقد الدكتور محمد عليم، والناقد الدكتور أحمد الصغير، والكاتب والناقد د. محمد سليم شوشة، والكاتب الصحفي محمود الشربيني، والكاتب أمل سالم، والشاعر عزمي عبد الوهاب، والكاتب صبحي موسى، والكاتبة سعاد سليمان، والشاعر والباحث د. فارس خضر، والكاتب والناشر د. عاطف عبيد.
يذكر أن محمد السيد إسماعيل رحل عصر يوم الثلاثاء الموافق 20 مايو عن عمر يناهز 63 عاما، وأنه من مواليد 1962 ، وقد حصل على ليسانس في اللغة العربية والعلوم الإسلامية من كلية دار العلوم / القاهرة 1984، ماجستير في الدراسات الأدبية من دار العلوم بتقدير ممتاز 1993، دكتوراه في الدراسات الأدبية من دار العلوم بمرتبة الشرف الأولى 2003، محاضر مرکزي بوزارة الثقافة، ومتحدث معتمد بالإذاعة المصرية. أصدر سبع مجموعات شعرية هي: كائنات في انتظار البعث (الهيئة العامة للكتاب 1993)، الكلام الذي يقترب (الهيئة العامة للكتاب 2003)، استشراف إقامة ماضية (الهيئة العامة للكتاب 2014)، تدريبات يومية ( الهيئة العامة لقصور الثقافة 2017)، قيامة الماء (الهيئة العامة للكتاب 2020)، يد بيضاء في آخر الوقت (دار أروقة 2023)، أكثر من متاهة لكائن وحيد (دار الأدهم 2025).
وله أربعة أعمال مسرحية هي: السفينة (هيئة قصور الثقافة 2013)، زيارة ابن حزم الأخيرة (مجلة أدب ونقد 2014)، وجوه التوحيدي (جريدة مسرحنا 2015)، رقصة الحياة (جريدة مسرحنا 2015).
بالإضافة إلى أحد عشر كتابا نقديا هي: رؤية التشكيل – قراءات تطبيقية في القصيدة الحديثة (قصور الثقافة 1995)، حداثة النص الشعري – الوعي النظري والاستجابة الجمالية (دار النابغة 2024)، بناء فضاء المكان في القصة العربية القصيرة (اتحاد الكتاب 2016)، غواية السرد (الهيئة العامة للكتاب 2018)، الخروج من الظل – قراءة في القصة النسائية في مصر (المجلس الأعلى للثقافة 2020)، شعرية شوقي _ قراءة في جدل المحافظة والتجديد (قصور الثقافة 2021)، الرواية والسلطة _ جماليات العلاقة (الهيئة المصرية العامة للكتاب 2006)، التراث والحداثة (دار النابغة 2023)، أساليب السرد في الرواية الأفريقية (المجلس الأعلى للثقافة 2023)، نقد الفكر السلفي (دار ناشرون 2023)، تنوير المستقبل (دار ناشرون 2024)، وقد نشر العديد من الدراسات في مجلات فصول -الثقافة الجديدة – عالم الكتاب – نزوى العمانية – الفيصل – جريدة اندبندنت اللندنية وغيرها.
وتم تكريمه ناقدًا أدبيا في مؤتمر أدباء مصر، وتم اختياره أمينا عاما لمؤتمر القاهرة الكبرى وشمال الصعيد، واختياره شاعرًا ضمن معجم البابطين، وحصل على عدة جوائز من بينها جائزة النقد الأدبي من هيئة قصور الثقافة، جائزة الشعر من صندوق التنمية الثقافية، وجائزة النقد الأدبي من مجمع اللغة العربية، جائزة النقد الأدبي من دائرة الشارقة بالإمارات، وجائزة التميز في النقد الأدبي من اتحاد الكتاب، وجائزة إحسان عبد القدوس
ومن قصائد ديوانه الأخير (أكثر من متاهة لكائن وحيد)
روح واحدة
لم أعد أفرق بين الكابوس والواقع
كلاهما باهت
وكلاهما عديم الرائحة
رأيتهما مرة
يسيران في الطرقات المظلمة
بالغة عجيبة، كأنها أختهما الصغرى
أو معشوقتهما السرية
يتبادلان ممارسة الغرام معها
راغبين في أبناء وحفدة
وعاشقين للخلود
الكابوس والواقع يسيران سويا
ظهر بظهر
وعندما يتعب أحدهما يحمله الآخر حتى لو بال حتى لو تغوط على كتفيه لا ينامان
يريحان جسديهما – فقط – في منتصف الطرقات في أوضاع مخلة كأنهما عاكفان على حرام الكابوس والواقع روح واحدة في جسدين تعارفا من زمن ولم يفكرا في الفراق )
سبعة أيام
لم يكن السوق بعيدا كما تخيلت دائما
هكذا قال الجميع
ناصحين أن أذهب إليه مبكرا
قبل أن يضع الباعة أشياءهم
ففعلت
لكنني ظللت أدور في المكان
حتى كلت خطاي
دون أن أراه
ثم فوجئت – عندما أردت العودة –
أنني قد نسيت الطريق
فبقيت واقفا متجمدا في مكاني …. ربما سبعة أيام
يمر الجميع من أمامي، متعجبين من حيرتي
دون أن يدرك أحد أنني قد جهلت
– دون أسباب واضحة – الرجوع إلى البيت
اليد التي أعرفها
لماذا أنظر إلى الماضي دائما
كأنني عاطل عن كل شيء
لماذا لا أخشى أن أتحول إلى ” عامود ملح “
وأنهار – هكذا فجأة – داخل هذه الغرفة
أو على قارعات الطريق
لم امتلك – أبدًا – هذه الشجاعة البلهاء
حتى أنظر ورائي في غضب
لأنني تيقنت أخيرًا
أن هذا الوراء ليس سوى غابة ممتدة أخوضها يوميًا
يقابلني خرتيت بعين واحدة ويشفق علي
تقابلني لبؤة فتمتص دمائي
يقابلني فهد لا يدري ماذا يصنع بي وأنا ملقى أمامه
يتشممني قليلا ثم يمضي
حكيت لأصدقائي فقالوا : الفرار أو الردى
قلت ” كيف يمضي هارب من دمه “
وأنت أيها الردى بعيد تتفرج مبتسمًا على تطوحات فريستك
وهكذا لم يتبق أمامي سوى لبؤة تراقبني وتتربص بي ولا أدري ماذا أفعل
أينما وليت وجهي أرى عينيها الجاحظتين ومخالبها المدماة
فأصرخ: هذا هو دمي
دمي الذي يتساقط قطرة قطرة صانعا بركة واسعة
تخرج منها يد أعرفها
اليد التي تشدني عنوة
لذلك القاع العميق.