أخبار عاجلةدراسات ومقالات
الجميلي أحمد حين تقترب الانتخابات تفيق الخلايا النائمة… فاحذروا التسلل من جديد

الجميلي أحمد حين تقترب الانتخابات تفيق الخلايا النائمة… فاحذروا التسلل من جديد
مع اقتراب موعد عقد دورة انتخابات مجلسي الشيوخ والنواب، تعود الحركة السياسية إلى المشهد العام في مصر، وتنبض الساحة من جديد بالأحاديث والتحليلات والتحالفات. وعلى الرغم من أن هذه اللحظة الديمقراطية هي فرصة لتجديد الأمل وتأكيد المشاركة الشعبية، إلا أن هناك من يتربص، متخفيًا خلف أقنعة براقة وكلمات معسولة، يحاول أن ينفذ من ثغرات الذاكرة الوطنية.
إنها خلايا الإخوان النائمة، تلك التي لم تمت ولكنها تذوب كالسم في جسد الوطن، تتشكل وتعيد إنتاج نفسها كلما لاح لها ضوء ديمقراطي، ظنًّا منها أن المصريين قد نسوا… وأن مصر يمكن أن تُختطف من جديد. لكن هيهات.
أيها المواطن المصري، إن صوتك ليس مجرد ورقة في صندوق، بل هو حصن في معركة الوعي، وهو الجدار الأخير الذي تتحطم عليه المؤامرات. لا تصغِ إلى من يهمس في أذنك أن فلانًا هو المخلّص، أو أن العودة إلى “الشرعية الضائعة” هي الحل. مصر لا تصغر لتُقاس على مقاس مرشح، ولا تنحني لتُكتب باسم تيار، مصر فوق الجميع، وطنٌ لا يليق به إلا من أحبها بصدق، وخدمها بإخلاص.
لقد جربنا الغفلة، وذقنا مرارة التهاون، وتركنا الباب مفتوحًا في يناير 2011، فدخلت الريح المسمومة، وحاول الإخوان يومها لا أن يحكموا، بل أن يملكوا، أن يصادروا الوطن لصالح مشروع خارجي يلبس لبوس الدين ويتاجر بالشريعة. ولكن الشعب… هذا الشعب العظيم، سرعان ما كشف الخديعة، وانتفض في الثلاثين من يونيو ليكتب فصلاً جديدًا من فصول الكرامة الوطنية.
واليوم، وبعد سنوات من البناء والتضحيات، تأتي الانتخابات كفرصة جديدة لتجديد العهد مع الوطن. فلتكن اختياراتكم خالصة لمصر، لا لمصالح صغيرة، ولا لأهواء عائلية، ولا لاستدعاء وجوه تسترت ذات يوم خلف شعارات زائفة.
إياكم أن يخدعكم المتلونون، أو من يحاولون إعادة إنتاج الماضي الأسود بثوب جديد. الوطن ليس مجرد مقعد في البرلمان، بل هو فكرة، وراية، ومسؤولية.
مصر لا تعود للخلف… مصر تمضي.
فاحرسوها بأصواتكم… ووعْيكم.