“التصوف” أحدث منجزات د. هيفرو محمد علي ديركي

“التصوف” أحدث منجزات د. هيڤرو محمد علي ديركي
صدر حديثًا عن منشورات جامعة دمشق ، كلية الآداب، قسم الفلسفة كتاب التصوف للدكتورة هيڤرو محمد علي ديركي الأستاذ المساعد بقسم الفلسفة..
وعن منجزها الجديد قالت ديركي عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك:

ـ كتابي الجديد ..
ينبجسُ التصوُّف الإسلاميُّ من ينابيع مكنونةٍ في القلب ، فتستحيلُ انبجاساتهُ إلى أنوارٍ تضيءُ ظُلمة النَّفس الإنسانيّة الغارقةِ في عالمنا المحسوس ،فتنتبه هذه النِّفْس من غفلتها، وتبدأ بتصاعدٍ سماويّ نحو الحقيقةِ المطلقة ، متخلّيَةٌ في معراجِ صُعودها عن المطامع والشَّهوات والأحقاد ، لتتحوّل هي نفسها إلى نورٍ بعد أن قطعت علائقها مع كينونتها الدُّنيويّة .
ومن هنا تبدأ نظرة هذه النَّفس – التي هذَّبها التصوف – بإعادة تكوين معنى الوجود بوساطة نوع مخصوص من التأمل تتلاشى في عظمته الفروق بين البشر ، فلم تعدْ هناك حدود بين إنسان وآخر ، فالناس كافةً مهما كانت أعراقهم أو مذاهبهم أو إيديولوجياتهم ليسوا إلا تعبيراً عن المظهر الإنسانيّ الكُليّ المنعكس من أعماق ميتافيزيقيّةٍ سحيقة لا يمكن بلوغها ،فتنغلق دائرة الوجود على مركزها الإنسانيّ ، لكن لا معنى لها من دون محيطها الذي رسمه فرجار التجلّي . وهكذا يصبح الإنسان نقطة الدَّائرة وتزداد كثافة هذه النقطة كلّما اتّسع محيطها ، فتتشابك الخلائق والحقائق في ديالكتيكٍ حيٍّ هو التعبير الأعظم عن علاقة النسبيّ بالمطلق .