
أ. د. ربيع عبد العزيز يكتب دقائق لغوية
من دقائق العربية أن فيها كلمات يجوز فيها التذكير والتأنيث؛ فمن ذلك:
١-كلمة السبيل التي جاءت مذكرة في قوله تعالى:(وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا)( سورة الأعراف١٤٦)؛ فلم يقل-سبحانه وتعالى- يتخذوها بالتأنيث، بل قال يتخذوه بالتذكير.
وتاتي كلمة السبيل مؤنثة في قوله تعالى:(قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني)(يوسف١٠٨)؛ فقد أشار إلى السبيل باسم الإشارة هذه الذي يشار به إلى المؤنث.
٢-وكلمة الفلك يجوز فيها التذكير والتأنيث؛ أما التذكير ففي قوله تعالى:(وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون)(يس ٤١)؛ فقد وصف الفلك بالصفة المذكرة مشحون بحيث تتطابق مع موصوفها في التذكير. وأما تأنيث الفلك ففي قوله تعالى:(حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم)(يونس٢٢). ولما كانت الجمل وأشباهها بعد المعارف أحوالا؛ لذا فإن جملة(جرين) تعرب حالا، ولابد أن تتضمن ضميرا يعود على صاحب الحال(وهو كلمة الفلك)، ولابد أن يتطابق الضمير تذكيرا وتأنيثا مع صاحب الحال؛ ولهذا نجد نون النسوة تلحق الفعل جرين لتتطابق في التأنيث مع كلمة الفلك.
٣-وتأتي كلمة السماء مذكرة ومؤنثة فيجوز لك أن تقول:(هذا السماء، وهذه السماء)؛ وفي القرآن الكريم جاءت السماء مذكرة في قوله تعالى:(السماء منفطر به كان وعده مفعولا) (المزمل١٨). كما جاءت مؤنثة في قوله تعالى:(والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون)( الذاريات٤٧)؛ فلم يقل الحق تبارك وتعالى( والسماء بنيناه)، بل أنث الفعل فقال( بنيناها).
٤- وفي كلمة بينة يجوز التذكير والتأنيث؛ فمثال التذكير قوله تعالى:(فقد جاءكم بينة من ربكم)(الأنعام ١٥٧)؛ فقد اتى الفعل جاء مذكرا. أما تأنيث كلمة بينة فمنه قوله تعالى:(قد جاءتكم بينة من ربكم)(الأعراف٨٥) حيث لحقت تاء التأنيث الفعل جاء.
د. ربيع عبد العزيزـ أستاذ النقد الأدبي الحديث