أخبار عاجلةالرئيسيةملفات وحوارات

بين الخوف والخيال: حوار مع الكاتبة فاتن فهد في تجربتها  مع أدب الرعب

تبارك الياسين تحاور الكاتبة فاتن فهد



‎تخوض الكاتبة فاتن فهد تجربتها  في عالم أدب الرعب، لتقدّم صوتًا مختلفًا داخل المشهد السردي العربي.
‎بعيدًا عن القصص التقليدية، تحاول  أن تفتح بوابة نحو العتمة الإنسانية، حيث يمتزج الخوف بالرمز، والظواهر الغريبة بالأسئلة الوجودية. في عملها الجديد، تسعى إلى تحويل الرعب من مجرّد إثارة إلى أداة فنية تستكشف ما وراء الواقع والعقل.
‎في هذا الحوار، تتحدث فاتن فهد عن بداياتها، وعن علاقتها بالظلام كمساحة إبداعية، وعن رؤيتها لمستقبل أدب الرعب العربي.

‎فاتن فهد كاتبة أردنية تمتلك حسًا سرديًا يمزج بين الواقع والخيال، وتتميّز بأسلوبها القادر على تحويل التفاصيل اليومية إلى عوالم رمزية غامضة.
‎كتبت في القصة والرواية، قبل أن تخوض تجربتها  في أدب الرعب من خلال عملها الجديد “بيت الشيطان”، الذي يفتح الباب أمام أسئلة عن الخوف والإيمان والماضي الملعون.
‎تُعد فهد من الأصوات الأدبية الواعدة في السرد الأردني المعاصر، حيث تكتب بوعي لغوي دقيق ونَفَسٍ نفسيٍّ عميق يلامس حدود الماورائيات دون أن يفقد واقعيته.

 

حاورتها تبارك الياسين


‎1_ما الذي دفعكِ لخوض تجربة الكتابة في أدب الرعب للمرة الأولى؟

‎ج ـ أنا أكتب ضمن حقل الماورائيات أو ما يعرف بالـ بارانورمال؛ ذلك العالم الغامض الذي يلامس الأرواح، الرؤى، والتخاطر، وأتناوله من زاوية سردية معاصرة تعكس هموم الإنسان الحديث وهواجسه. كتاباتي تتنوع بين قصص الرعب، الجرائم، قصص الحب، وأخرى مختلفة، لكنها جميعًا تتقاطع تحت مظلة هذا البعد الغيبي.
‎أما الدافع الأول لكتابة قصص الرعب، فكان شغفي الشخصي بهذا النوع منذ الطفولة. لطالما جذبتني الأعمال السينمائية التي تلامس الرعب المشحون بالغموض، ذلك النوع الذي لا يكتفي بإخافتك لحظيًّا، بل يتركك تفكر، تتساءل، وتُعيد ترتيب الواقع من جديد.

‎2_ هل جاءت الفكرة بدافع الفضول الفني أم من تجربة شخصية تركت أثرها فيكِ؟

‎ج ـ بالنسبة لي فكرة الموت، بكل ما تحمله من رهبة وغموض، هي المحور الأساسي الذي تدور حوله معظم أعمالي وبالذات قصص الرعب، لا أتحدث عن الموت من زاوية الفناء فقط، بل من زاوية الحضور الغائب؛ كيف يكون الإنسان هنا، ثم فجأة لا يكون، بينما تظل أشياؤه شاهدة على وجوده. أتناول هذا المفهوم في سياقات سردية متعددة، ضمن إطار البارانورمال، لأستثير سؤال الغياب بطرق جديدة في كل مرة.


‎3_ كيف تتعاملين مع عنصر الخوف أثناء الكتابة؟ هل تعيشينه أم توظفينه كأداة فنية بحتة؟

‎ج ـ أعيش التجربة كاملة. حين أكتب، لا أكون خارج القصة، بل في عمقها. أتحول إلى واحدة من الشخصيات، كأنني أؤدي دورًا على خشبة مسرح داخلي. ولكن مع مرور الوقت، أصبحت المراجعة بالنسبة لي تشكل مرحلة مختلفة حيث أعود للنص بعين فنية ناقدة، فأضيف أحيانًا مشاهد تغني البناء الفني وتمنحه بعدًا أدبيًا وتصويريا أكثر عمقًا.


‎4_ ما نوع الرعب الذي حاولتِ أن تقدّميه في روايتك النفسي، الغيبي، أم الماورائي؟

‎ج ـ الرعب الماورائي في أعمالي ليس مجرد أداة للتخويف، بل وسيلة للكشف. أوظف وجود الكيانات الغامضة أو الشيطانية بطريقة تتشابك مع البعد النفسي للشخصيات، لأنني أؤمن أن أي نص أدبي حقيقي يجب أن يغوص في الذات، لا أن يكتفي بسطح الحدث. كما أن إدخال الغيبيات يعزز من عنصر التشويق، ويُبقي القارئ متوترًا بين حدود الواقع واللاواقع.



‎5_كيف صمّمتِ أجواء الرعب في العمل؟ بالكلمة والإيحاء أم بالمشهد والوصف الدقيق؟

‎ج ـ أوظف المشهد كثيرا في كتاباتي، أنا أكتبه كما لو كنت أخرجه سينمائيًا، لكن بلغة أدبية. أرى القصة على شكل صور متلاحقة، وأهتم بتوصيف الحالة الشعورية بدقة: نظرة العين، ارتجافة اليد، انعكاس الضوء… التفاصيل الصغيرة هي التي تفتح باب الدخول إلى قلب القارئ وعقله.


‎6ـ هل تؤمنين بوجود العالم الخفي الذي تتناوله أعمال الرعب، أم تعتبرينه رمزًا نفسيًا واجتماعيًا؟

‎ج ـ أؤمن تمامًا بوجود عالم غير مرئي، لا يمكن إثباته علميًا، لكنه محسوس بحضور الظواهر التي تعجز العلوم عن تفسيرها. عشت فترة في شمال نيويورك، في منطقة تُدعى “ساراتوغا سبرينغز”، حيث كان الناس يتحدثون بكثرة عن البيوت المسكونة، وسمعت من السكان روايات متشابهة. تناولت هذا الواقع في قصتي “بيت الشيطان”، حيث مزجت بين الحقيقة والتخييل بطريقة تخدم السرد.


‎7_ ما التحديات التي واجهتكِ في كتابة هذا النوع من الأدب، خاصة في بيئة لا تزال تنظر إليه كترفيه؟

‎ج ـ التحديات كثيرة، لعل أبرزها هو تباين تقبل الجمهور. هناك من لا يستسيغ هذا النوع من الخيال لأنه يميل إلى الواقعية الصارمة، وهناك من يرتكز على الموروث الشعبي الذي لا يتصالح بسهولة مع التأويلات المعاصرة للغيبيات.  في كتاباتي، أتعمد ألا أقدّم أجوبة حاسمة، بل أترك مساحة من الغموض، ليبني كل قارئ تأويله الخاص. وأعتقد أن أدب الرعب وأدب البارانورمال في العالم العربي لا يزالان في بداياتهما، لكني على يقين بأنهما سيأخذان المكانة المستحقة لهما، وسيوثق حضورهما في السرد العربي المعاصر.


‎8_ كيف توازنين بين الجانب الإنساني والشعوري وبين الأجواء الغامضة والمخيفة في النص؟

‎ج ـ الغموض يتيح لي الغوص في النفس البشرية والمشاعر والأحاسيس بعمق لا تمنحه الأشكال السردية الأخرى. هذا الأدب لا يشتغل على الأحداث فقط، بل على الانفعالات: نظرة العين، ظل خافت على الحائط، انعكاس في مرآة… هذه التفاصيل هي التي تُفجّر المشاعر وتُحاكي الخوف والدهشة في آن واحد.


‎9_ لو تحوّلت روايتكِ إلى فيلم، كيف تتمنين أن يكون المشهد الافتتاحي ليعبّر عن روح العمل؟

‎ج ـ في سلسلة القصص البارانورمالية، أتصور مشهد البداية مع عرافة تجلس أمام بلورتها الكريستالية، يحيط بها مجموعة من الشبان والشابات، يطرحون عليها أسئلة عن المجهول. ومن هنا تبدأ كل قصة، في مكان وزمان مختلفين، بشخصيات متباينة: رعب، حب، جريمة… لكنها كلها تدور في فلك الغموض والغيب.
‎أما في قصة الرعب “بيت الشيطان”، فيبدأ المشهد بقصر غامض في طقس شتوي كثيف، تصدح منه صرخة أنثوية ممزقة… ثم ينتقل السرد إلى يوم صيفي مشمس، وكأننا نُسحب من الظلام إلى الضوء، لا لنرتاح، بل لننخدع مؤقتًا قبل أن نعود إلى الظلال.


‎10_ في رأيكِ، ما الذي يمكن أن يقدّمه أدب الرعب للقارئ العربي اليوم، بعيدًا عن فكرة “الخوف”؟

‎ج ـ يمكن الاستفادة من أدب الرعب في تسليط الضوء على المشاكل المجتمعية والسياسية. يمكن استخدام أدب الرعب كأداة ذكية للتعبير غير المباشر. مثلا، يمكنه أن يسلط الضوء على مشكلات مثل التنمر من خلال بناء شخصية سايكوباثية تكون نتيجة اضطهاد طويل، أو أن يعالج قضايا كبرى كالحرب، كما في غزة، ولكن عبر رموز وظلال، لا شعارات مباشرة. الرعب هنا يصبح وسيلة لقول ما لا يمكن التصريح به، ويخاطب أولئك القادرين على فك رموزه، والتقاط رسائله من بين السطور.

‎آمل أن تكون الإجابات قد قدّمت تصورًا وافيًا عن تجربتي ومساري في هذا النوع الأدبي الذي لا يزال يشقّ طريقه وسط تحديات لا يمكن إنكارها. شكري العميق لكم على هذا الاهتمام الحقيقي بأدب الرعب، وهو اهتمام يُسهم في منحه مساحة أوسع للنمو والتوثيق ضمن المشهد السردي العربي.

 

سيرة مهنية:


‎•وُلدت فاتن فهد  في عمان، الأردن وحازت على شهادة البكالوريوس في الصيدلة من الجامعة الأردنية
‎•سافرت إلى دول الخليج كالسعودية والامارات حيث عملت في حقل التدريس للمنهج الأمريكي في المدارس ذات النظام الدولي
‎•سافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية مع عائلتها وعاشت في نيويورك حيث حصلت على شهادة الماجيستير من جامعة WGU في القيادة والإدارة وحصلت هناك على العديد من الكورسات التدريبية مثل:
‎•الحصول على شهادة من جامعة (Harvard) في ال UDL))، طرق التعليم العالمية للمدارس الشمولية Universal Design of Learning Course وتأليف كتاب -The Heart-
‎•الحصول على شهادة من جامعة (Yale) في مقدمة لعلم النفس (Introduction to Psychology)
‎•أخذ كورس تدريبي مع (Alison)في التخطيط لنجاح العملية التدريسية 
‎•حضور ورشة عمل في ضروريات إدارة الموارد البشرية (The Essentials of HR Law Training)
‎•أخذ كورسات تدريبية أخرى في مجال الإدارة والابداع.

‎•لها كتابين باللغة العربية؛ روزيتا وهي سلسلة قصصية تحتوي سبع قصص بارانورمال (وهي التجربة الأولى لها في الكتابة)، والفرقة الخامسة وهي قصة خيال علمي
‎•لها سبع قصص باللغة الإنجليزية تم نشرهم على كندل/ أمازون وهم:
‎Scripted Murders, The Medium, Rosetta, Beneath Silent Shadows, Echoes of Darkness, Squad Five, Midnight Curse

‎•كتبت سيناريو فيلمين قصيرين (تكنولوجيا) و (بكتب اسمك يا حبيبي) بالتعاون مع وزارة الثقافة
‎•تم نشر سيناريو الفيلم القصير (بكتب اسمك يا حبيبي) في كتاب (كلاكيت) الذي أصدرته وزارة الثقافة الأردنية

‎•أُعتبرت من المبدعين من قبل وزارة الثقافة في الأردن ولها صفحة على موقع الوزارة تحوي جميع أعمالها
‎•المشاركة في ورشة عمل مع (Global Media Makers) الذي عقد في أغسطس 2023 ضمن فعاليات مهرجان عمان الدولي لصناعة الأفلام.
‎•المشاركة في العديد من ورشات العمل مع الهيئة الملكية للأفلام
‎• العمل في غرفة كُتَّاب للمشاركة في كتابة سيناريو لأحد المسلسلات التي تم عرضها لاحقا على قناة الmbc  

‎•عضو في مبادرة نون التي تضم الكتاب والأدباء الأردنيين لمناقشة أعمالهم الأدبية وتقديم نقد بنّاء
‎•عضو في مختبر سرديات الذي يضم مجموعة من الكتّاب الكبار في الأردن حيث يتم مناقشة الأعمال الأدبية قبل نشرها

‎•حصلت على شهادة مدرّب معتمد من وزارة العمل الأردنية
‎•قامت بتأليف الكورس التدريبي (مهارة الريادة بمنظور لعبة الشطرنج)
‎Leadership Mastery by Chess Perspective) ) لتدريب الفئة الشبابية حتى يصبحوا مخططين إستراتيجيين، وقامت بتقديمه لطلاب جامعة عمّان الأهلية
‎•تأليف كورس تدريبي بعنوان (Business English Course) لتعليم المصطلحات الأساسية وقوانين الشركات التي تؤهلهم للدخول إلى سوق العمل
‎•مؤخراً، قامت بتأليف سلسلة ظلال، السلسلة الأولى في الوطن العربي التي تحتوي على قصص بارانورمال (ما وراء الطبيعة).
‎وتم إصدار قصتي الرعب (عائدة من الموت) و (بيت الشيطان) الجزء الأول.. وقريبا سيتم إصدار الجزء الثاني من بيت الشيطان … من نفس السلسلة
‎ملاحظة: حازت فاتن على بطولة المملكة في لعبة الشطرنج في المرحلة الثانوية من دراستها الأكاديمية وحازت على الترتيب الثاني على مستوى المملكة لأوائل المطالعين …


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى