أخبار ثقافيةأخبار عاجلةالرئيسية

عرض كتاب العيد المئوي لتدشين كنيسة السيدة العذراء بالزيتون ( 1925- 2025 )

قام بعرض الكتاب ماجد كامل

قام بعرض الكتاب
ماجد كامل

كبير باحثين بالهيئة العامة لدار الكتب والوثائق سابقا

من البركات الجميلة التي حصلنا عليها من ضمن احتفالات مرور مائة عامة على تدشين كنيسة العذراء بالزيتون ، صدور كتاب ” العيد المئوي لتدشين كنيسة السيدة العذراء مريم بالزيتون 1925- 2025 . وهو المجلد الذي صدر عن كنيسة السيدة العذراء بالزيتون . ولقد كتب مقدمة الكتاب قداسة البابا المعظم البابا تواضروس الثاني ، حيث أكد قداسته أن لمصر مكانة خاصة في قلب السيدة العذراء ، ففي القرن الأول الميلادي جاءت العائلة المقدسة مصر وتجولت فيها في كل ربوع مصر العامرة ., وفي القرن العاشر الميلادي كانت شفاعتها القوية هي أساس معجزة نقل جبل المقطم على يد البابا ابرام بن زرعة والقديس سمعان الخراز وكل المؤمنين . وفي القرن العشرين تظهر على قباب كنيسة الزيتون في ظهور إعجازي أستمر أكثر من عامين . وها نحتفل اليوم بكنيسة الظهور ومرور مائة عام على إنشائها لتصير علامة البركة لكل الأجيال وتكون شاهدة على حيوية الإيمان في كنيستنا وبين شعبنا .
وفي الفصل الأول من الكتاب بعنوان ” نبذة تاريخية ” حيث يعرض السيرة الذاتية لمؤسس الكنيسة “خليل باشا إبراهيم ( 1832- 1924 ) والخدمات الجلية التي قدمها للكنيسة والوطن . حتى توفى في 7 مايو 1924 عن عمر يناهز 92 عاما .
وفي لقاء مبارك لكهنة الكنيسة بحضور كاتب هذه السطور ، مع السيدة الفاضلة “جوزفين ” أرملة العالم المعجمي الكبير الأستاذ الدكتور ” مجدي وهبة ” ( 1925- 1991 ) ،( راجع السيرة الذاتية للعالم الجليل في كتاب “مائة شخصية قبطية على أرض مصر ” لكاتب هذه السطور الصفحات من 313- 317 ) ، ونجلها الأستاذ الدكتور “مراد مجدي وهبة ” نائب رئيس جمعية الآثار القبطية ، حيث روت ما سمعته من جدودها عن ظهور السيدة العذراء لخليل باشا ، حيث طلبت منه بناء كنيسة على أسمها ، فلما سألها عن أسمها ردت عليه ” بكرة ها تعرف أنا مين ” و في الصباح وجد تحت السرير صندوق به حجر ، وحجر منهم منقوش عليه صورة السيدة العذراء . ففهم من هي السيدة التي شاهدها في الحلم ، ووضع هذا الحجر من ضمن أساس الكنيسة .
وفي نفس تلك الفترة ، فكر بعض الأقباط المقيمين بضاحية الزيتون في بناء كنيسة لهم ، فأعلنوا الاكتتاب لتجميع المال اللازم لبناء الكنيسة ، فجمعوا مبلغ 450 جنيها ، وعندما توجهوا إلى خليل باشا إبراهيم ، طلبوا منه المساهمة في تخصصيص قطعة أرض من أملاكه لبناء الكنيسة المطلوبة ، فوعدهم بذلك ، إلا أن العمر لم يمتد به لتفيذه وعده هذا .
فتوجهوا إلى نجله ” توفيق خليل ” ، وشقيقته السيدة ” فيكتوريا ” وقدموا المبلغ الذي جمعوه من الاكتتاب ، فطلبا منه أن يردوا المبلغ إلى أصحابه ،وأنهم متكفلون ببناء الكنيسة التي كان والدهما ينوي بنائها من ماله الخاص ، إكراما للسيدة العذراء التي جاءته في الحلم . وبالفعل خصص “الخواجة توفيق ” قطعة الأرض ، وبنيا فيها الكنيسة بشارع خليل باشا إبراهيم ، المتفرع من شارع طومانباي ، وتوجها بالطلب إلى قداسة البابا المعظم البابا كيرلس الخامس الذي وافق على الفور ببناء الكنيسة . ( وفي 21 مايو 1925 ،نشر القرار بجريدة الوقائع المصرية بتاريخ 21 مايو 1925 . وهو القرار رقم 60 لسنة 1925 ، العدد رقم 53 ، السنة الخامسة والتسعون . أما تاريخ صدور الأمر الملكي فهو 11 مايو 1925 ) .
ثم أسند توفيق خليل ، بناء الكنيسة إلى مهندس معماري إيطالي شهير يدعى ” دومنيكو ليمونجيلي Dominico Limonelli الذي قام بتصميم العديد من المباني الشهيرة بمصر ، وطلب منه أن تكون نموذج مصغر لكنيسة ” آجيا صوفيا ” الحكمة المقدسة ” . وبالفعل بدأ في البناء عام 1924 ، وأكتمل وتم تدشين الكنيسة بتاريخ 24 توت 1642 ش الموافق 4 اكتوبر 1925 . في عهد البابا كيرلس الخامس ، وقام بتدشين الكنيسة الأنبا أثناسيوس مطران بني سويف والبهنسا الأول ( 1924- 1962 ) . ولقد تم تجديد المبنى عدة مرات ، أذكر منها مرة عام 2006 ، ومرة عام 2008 ، ومرة عام 2018 . وأخيرا الترميم الأخير الذي تم عام 2025 .


أما النقلة الكبرى التي حدثت في تاريخ الكنيسة ، فهو ظهور السيدة العذراء فوق قباب كنيستها بالزيتون مساء يوم 2 أبريل 1968 ، ولقد تمت تغطية تفاصيل هذا الظهور المعجزي في الصفحات من 35 – 50 مدعما بالصور والوثائق .
ثم يغطي الفصل التالي ، تـأكيد الكنيسة لوقائع الظهور ، سواء من تقرير اللجنة التي شكلها قداسة البابا كيرلس السادس بتاريخ 30 أبريل 1968 ، وبيان المقر البابوي بالقاهرة يتاريخ 4 مايو 1968 والمؤتمر الصحفي في نفس اليوم ، ثم يعرض تقارير شهود العيان ، منهم من الآباء المطارنة ( نيافة الأنبا أثناسيوس الثاني أسقف بني سويف ، نيافة الأنبا صموئيل أسقف الخمات العامة ، نيافة الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي …. الخ ) .ثم توالت شهادة الشهود من جميع الجنسيات والطوائف .
وفي الفصل التالي يرصد تقارير الصحف المصرية والعالمية عن هذا الظهور ، ثم يعرض أغلفة أوائل الكتب التي صدرت لرصد هذا الظهور المعجزي ، نذكر منها كتاب “مصر تستقبل العذراء ” للدكتور سليمان نسيم ، و” العذراء في الزيتون لنيافة الأنبا غريغوريوس ، وكتاب “نور من السماء ” لوجيه رزق وآخرين . ثم تتوالى أغلفة الكتب بجميع اللغات العالمية ما بين ( الإنجليزية ، الفرنسية ، الألمانية … الخ ) .

وفي الفصل التالي يعرض مجموعة من معجزات الشفاء الموثقة ، والمدعمة بالشهادات الطبية
وفي الفصل التالي يعرض لاحتفالات بأعياد التجلي خلال السنوات ( 1969- 1972 ) .
ثم تتوالى الاحتفالات حتى نصل إلى العيد الأربعين للتجلي عام 2008 ، بحضور المتنيح حضرة صاحب القداسة البابا شنودة الثالث . ثم قداسة البابا تواضروس عام 2013 ، ثم اليوبيل الذهبي عام 2018 .
ثم يأتي الفصل التالي بعنوان ” بركات الظهور ” حيث يرصد ملامح التغيير الجذري الذي حدث في المنطقة ، وبعض بركات التجلي .وأهم المباني والمشئات التي ظهرت ، وأخيرا بعض الكتب والمجلات التي تصدر عن الكنيسة .
وتتوالى فصول الكتاب ، حتى نصل إلى الفصل الذي يوثق لجهود كل الآباء الكهنة الذين خدموا هذه الكنيسة المباركة ، بدءا من القمص “دانيال مسيحة ” و” القمص يوحنا فرج ، والقمص قسطنطين موسى ، ثم يعرض لكل الآباء الذين خدموا في هذه الكنيسة سواء الأساسيين أو المنتدبين . حتى نصل إلى الوضع الحالي ، حيث يوجد بجانب آباء الكنيسة الحاليين ، خمسة آباء كهنة من السودان الشقيق . .
ثم يعرض الكتاب لكل الأساقفة والكهنة والرهبان الذين خدموا خارج نطاق كنيسة الزيتون ، بالرغم من نشاتهم الأولى في الزيتون ، نذكر منهم ( ثلاثة أساقفة – ستة عشر راهبا – أربعة عشر كاهنا ) وأخيرا بعض الكنائس التي بنيت على أسم عذراء الزيتون ( عذراء الزيتون بفيينا – عذراء الزيتون بفرنسا – عذراء الزيتون بأمريكا ) .
وفي الختام لا يسعني إلا أن أقدم خالص الشكر إلى كل من قام بإعداد هذا المجلد النفيس سواء من الآباء الكهنة أو الأخوة الخدام ، وإلى مننهى الأعوام يا كنيسة العذراء بالزيتون ، وعقبال الأعوام المائتين والثلمائة والربعمائة سنة وأنت بنورك وبركات تظللين على الجميع .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى