أخبار ثقافيةأخبار خارجية وشئون دوليةأخبار عاجلةالرئيسية

“موعد مع الأماكن” لغادة المعايطة.. كتاب في أدب الرحلات

 

عمَّان- متابعة أوبرا مصر

كتاب “موعد مع الأماكن.. تحت سماء لا أعرفها” للكاتبة غادة المعايطة يجمع بين أدب الرحلات واجترار الذكريات، ويعرِّج بنا نحو ما عاشته الكاتبة في كثير من البلاد حول العالم.
ويأتي عنوان الكتاب الصادر حديثًا عن “الآن ناشرون وموزعون” في الأردن في 458 صفحة من القطع المتوسط، ويضم عددًا من الجولات حول العالم، قسمتها الكاتبة إلى مناطق، ما بين شرقي النهر وغربه؛ الأردن وفلسطين، ثم الدول العربية الأخرى سورية والسعودية والإمارات والكويت وتونس وليبيا، ثم أوروبا وآسيا بين تركيا وأذربيجان والبوسنة واليونان والنمسا وجمهورية التشيك وبريطانيا، وتايلاند وماليزيا وإندونيسيا وسيريلانكا، وأخيرًا الولايات المتحدة الأمريكية، مختتمة كتابها بعدد من الرسائل، سواء منها أو إليها.
تبدأ غادة المعايطة كتابها باقتباس لماري آن رادماكر: “لستُ نفسي بعد أن رأيت القمر يشرق على الجانب الآخر من العالم”.
هكذا رأت المعايطة الجانب الآخر من العالم بالنسبة لها، بعد عدد من الرحلات التي كان نتيجتها هذا الكتاب الذي بين أيدينا.
وقدَّم للكتاب الدكتور يونس مصطفى شناعة، واصفًا كاتبته بأنها “عاشقة الترحال”، بادئًا مقدمته قائلًا: ” قبل أن تقرأوا هذا الكتاب، اربطوا أحزمتكم! فهو سوف يحلّق بكم في فضاءات الله الواسعة وينقلكم من بلد إلى بلد (لَّمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنفُسِ)! فلقد عدتُ للتو من رحلة في جنوب شرقي آسيا بعد تجوال واسع في ربوع “ماليزيا” وعاصمتها “كوالا لمبور!”.
ويضيف شناعة في مقدمته للكتاب: “تحملك الأديبة الأريبة “غادة المعايطة” على أجنحة الحروف والكلمات إلى شتى أصقاع المعمورة، انطلاقًا من العالم العربي إلى أوروبا، ثم غربًا عبر الأطلسي إلى أميركا الشمالية والحدود الكندية لتعود بك إلى آسيا الوسطى وجنوب شرقي آسيا مرورًا بماليزيا وإندونيسيا، ثم إلى تايلاند وسيريلانكا، إلى شبه القارة الهندية والصين!”.
ويردف شناعة في المقدمة: “لم تنسَ كاتبتنا أن تفتتح كتابها بأيقونة موطنها الأساس، ألا وهي الكرك؛ عاصمة الجنوب! ثم تكمل التجوال مارة بجبل القلعة في عمان، وتكاد تتجاهل كل الأماكن حينما تتحدث عن (رحاب-المفرق)! حيث يتجلى عشقها للطبيعة التي أجلى ما تكون في الريف بعيدًا عن الأبنية والشوارع المكتظة بالسيارات والناس وتحجب نور الشمس!”.
فقد افتتحت الكاتبة رحلتها من مسقط رأسها في الأردن، وانطلقت بعد ذلك إلى بلاد الله الواسعة، مختارة أن تتحدث عن الأقرب إلى بلادها أولًا، ثم منطلقة بالحديث إلى الدول العربية، ثم الأوروبية والآسيوية، ثم مختتمة رحلاتها بأبعد البلاد عنها؛ أمريكا، وربما لذلك دلالات نفسية مثلما يحمل من دلالات مكانية كذلك.
وتقول غادة المعايطة في صفحتها التمهيدية للكتاب عن بداية عشقها لأدب الرحلات: “استهوتني كتابة يوميات مسافر منذ عام 2014 عندما غادرت إلى الولايات المتحدة الأميركية لأقوم على رعاية ابنتي واستقبال أول سبط.
بعيدًا عن كتب رحلات ابن بطوطة والإدريسي وابن جبير الأندلسي (والذي يقال إن الأمير استدعاه وأجبره على شرب سبعة أقداح من الخمر وأعطاه مثلها من الدنانير، فقرر استخدام هذا المال في التكفير عن ذنبه والحج، ورحلته هذه استغرقت عامين، وقد كتب عن مشاهداته خلال هذه الرحلة في يوميات عُرِفت بـ”رحلة ابن جبير”.
كان بداية ولعي بأدب الرحلات مع مقرر دراسي في المرحلة الابتدائية قصة “جون فيرن” “حول العالم في 80 يوم”، وفي المرحلة الإعدادية استعرت من مكتبة المدرسة كتاب أنيس منصور “حول العالم في 200 يوم”، فكان تجوالًا خياليًّا بحتًا مع رفيقي الدائم “أطلس العالم” بغلافه الأخضر”.
تبدأ غادة المعايطة أول فصول كتابها تحت عنوان “العاصمة عمَّان”، قائلةً: ” تعانق زهرة الخبيزة التي تأبى البرد والحر شرفةً عمّانيةً شُيِّدت من حجر معان الأجمل، اغتسلت للتو بأمطار الخير التي طال انتظارها. تتسلَّل أشعة الشمس من غيومٍ انتشرت على جبال عمّان وروابيها. طاب معها فنجان قهوة على جبل القلعة. يتبعه ربما طبق كنافة في ليل وسط البلد الجميل، بينما تفوح روائح البهارات، وذرة مشوية على عربة قريبًا من المدرج الروماني. ومن مذياع تستمع: “عمّان روحي والأردن يا ضميري”.
إذ إن الأردن هي مفتتح الرحلات التي قررت الكتابة عنها رغم أنها تمثل المعادل الموضوعي للسفر، حيث هنا الوطن، ولذا فقد قررت الكاتبة أن تبدأ بمغازلة الوطن قبل أن تعرِّج على باقي البلاد.
ولا تخفي غادة المعايطة إعجابها بطبيعة بلادها، إذ تصف جبال عمان بشغف أقرب إلى الغرام، فتقول: “يطل جبل القلعة على جبال عمّان التي اتسعت ولم تعد سبعة.
أحظى بفنجان قهوة في حين تختفي الشمس خلف جبال عمّان ويزداد المشهد جمالًا، وتدخل في مرحلة الخيال، تحيا الحقب التاريخية التي مرت بها هذه القلعة التاريخية، وتتجول في جنباتها مع وفود سياحية بمختلف لغات العالم، وأدلاء سياحة مهمتهم تعريف السائح بهذا المعلم المهم”.
وطعمت الكاتبة رحلاتها باستشهادات من الشعر والقصة والرواية في عصور متنوعة، اعتمدت فيها على ثقافتها العامة وقراءاتها المتعددة، التي لا تقل غزارة عن رحلاتها العديدة حول العالم، ولم تغفل تلك الفترة الراكدة في حياة العالم، ألا وهي أحداث جائحة كورونا، ورد فعل الناس في كل مكان، وشلل الحياة لدرجة توقف الطيران والقطارات وظل العالم كله في حالة من الثبات المكاني، ربما وصلت في بعض المناطق إلى عام كامل.
وضعت غادة المعايطة عنوانًا فارقًا لتلك الأحداث، ألا وهو “وعادت الحياة إلى عمان”، مفتتحة الكلام تحت هذا العنوان قائلة: “وعاد الصخب اللذيذ”، وكأن ما كان عاديًّا في الحياة صار لذيذًا لأن هناك حالة من الافتقاد والوحشة لتفاصيل الحياة اليومية العادية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى